لمواجهة احتجاجات محتملة.. مناورات "الثوري" الإيراني بمشاركة قوات الباسيج
أعلن المتحدث باسم الحرس الثوري الإيراني، علي محمد نائيني، أنه من المقرر أن تقوم قوات "الحرس" في طهران بتنفيذ مناورات عسكرية بعد غد الجمعة بمشاركة 110 آلاف عنصر من قوات الباسيج. بهدف "الاستعداد لمواجهة أي تهديد محتمل ضد العاصمة".
وإذا افترضنا أن هذه المناورات ليست مصممة لمواجهة انقلاب داخلي ضد الحرس الثوري نفسه، فإن هناك عدة احتمالات، من بينها: هجوم بري خارجي. أو جماعة مسلحة داخلية. أو انتفاضة شعبية في طهران ضد النظام.
الهجوم البري الخارجي أو الجماعة المسلحة الداخلية
تشير الأدلة إلى أن احتمال حدوث هجوم بري خارجي على طهران مستبعد تمامًا. فليس لدى الولايات المتحدة وإسرائيل أي استعدادات أو إمكانيات لوجستية لمثل هذا الهجوم، حيث إن عدد القوات العسكرية الأميركية في المنطقة أقل من 50 ألف جندي، وإسرائيل أيضًا، بسبب القيود الجغرافية واللوجستية، غير قادرة على تنفيذ مثل هذه العملية على بعد 2000 كيلومتر من حدودها.
كما أنه لا توجد أي جماعة مسلحة داخلية لديها القدرة أو الخطة لمهاجمة طهران.
انتفاضة شعب طهران ضد النظام
وباستبعاد احتمال هجوم خارجي أو داخلي، فإن الخيار الوحيد المتبقي هو الخوف من انتفاضة شعبية. ومن خلال الإعلان عن مشاركة 110 آلاف عنصر من الباسيج، أظهر المتحدث باسم الحرس الثوري بشكل ما أنه يعتبر هذا التهديد جديًا.
وهذه المناورات هي في الواقع تدريب لمواجهة احتجاجات شعبية واسعة النطاق قد تعرض مراكز النظام الحساسة للخطر.
وتُجرى هذه المناورات في وقت تثير فيه التغيرات السياسية في الولايات المتحدة، بما في ذلك عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، مخاوف لدى النظام الإيراني.
والحرس الثوري، بصفته المسؤول عن أمن طهران والمراكز الحساسة للنظام، يخشى أن تصاحب الهجمات الخارجية، في حال حدوثها، احتجاجات داخلية قد تؤدي إلى سقوط النظام.
علامات خوف النظام
1- وصف التهديد: وصف المتحدث باسم الحرس الثوري هذا التهديد بأنه "من صنع الإنسان"، ما يشير بوضوح إلى انتفاضة شعبية في المدينة.
2- مناورات مماثلة: قبل شهرين فقط، تم تنفيذ مناورات مماثلة حول طهران في طريق تلو وفي مقر لواء الأمن التابع للحرس الثوري، حيث ركزت على قمع الاحتجاجات الشعبية.
3- تجربة سقوط بشار الأسد: أدى السقوط المفاجئ والسريع لنظام بشار الأسد في سوريا إلى إثارة قلق كبير لدى مسؤولي النظام الإيراني. فهم يخشون أن يتعرض النظام لنفس المصير، خاصة في ظل الغضب العام والسخط واسع النطاق بين أفراد الشعب.
4- الأزمات الاقتصادية المقبلة: القلق من الارتفاع المفاجئ في سعر الدولار والعواقب الاقتصادية المترتبة عليه، بالإضافة إلى احتمال حدوث انتفاضة شعبية في حالة زيادة أسعار البنزين خلال الأشهر المقبلة، هو سبب آخر لزيادة المخاوف. ويمكن أن يكون الانهيار الاقتصادي شرارة لبدء احتجاجات واسعة النطاق.
هذه المناورات تعكس بشكل أكبر الخوف العميق للنظام من انتفاضة شعبية. كما أن الترويج لأرقام كبيرة، مثل مشاركة 110 آلاف عنصر من الباسيج، هو محاولة لإظهار القوة وتعزيز معنويات قوات النظام. ومع ذلك، فإن الحقيقة هي أن التهديد الرئيسي للنظام الإيراني لا يأتي من الحدود، بل من شوارع طهران وغيرها من المدن الإيرانية.