بعد الترحيب بمحاولة اغتيال رشدي.. صحف إيران تتهم إسرائيل.. وتتوعد ترامب وبومبيو
لم تتجرأ أي من الصحف المنادية بضرورة اعتماد سياسة أقل حدة في التعامل مع الغرب على انتقاد الهجوم على سلمان رشدي، بل اكتفت بالإشارة إلى تزامن الحادثة مع المفاوضات النووية في فيينا، وتساءلت عما إذا كان هذا التزامن صدفة أم إن هناك تنسيقا وتخطيطا.
وأشارت صحيفة "آرمان ملي" إلى موضوع محاولة اغتيال مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون كذلك، وعنونت بالقول: "ادعاء محاولة اغتيال بولتون والهجوم على رشدي على أعتاب إحياء الاتفاق النووي"، ونقلت عن محللين قولهم إن إسرائيل قد تكون هي من رتبت هذه الأحداث للحیلولة دون الوصول إلى اتفاق حول ملف إيران النووي. فيما كتبت "مردم سالاري": "تزامن محاولة اغتيال رشدي ووصول المفاوضات النووية إلى نهايتها.. صدفة أم منسقة؟".
وفي المقابل نجد الصحف الأصولية تعلن بصوت عال ترحيبها بالهجوم على رشدي ولا تبالي بانعكاسات ذلك سلبيا على مستقبل المفاوضات واتفاق إيران النووي.
وذهبت صحيفة "كيهان" المقربة من خامنئي إلى أبعد من ذلك، حيث توعدت المسؤولين الأميركيين السابقين بالانتقام، وقالت إن الدور سيأتي على ترامب وبومبيو بعد أن حل الانتقام بسلمان رشدي.
كما دافعت "جام جم" التابعة للإذاعة والتلفزيون الإيرانية- والتي يُعين رئيسيها هي الأخرى من قبل المرشد علي خامنئي- عن الهجوم، ونشرت صورة مشوّهة لرشدي باعتباره شيطانا، وقالت: "عين إبليس قد أصابها العمى".
وفي شأن آخر علقت بعض الصحف مثل "مملكت" على ارتفاع معدلات السرقة في إيران وحاولت دراسة أسباب ذلك مع المحللين والخبراء الاجتماعيين. فيما رأت صحيفة "جهان صنعت" أن اتساع ظاهرة السرقة في إيران هو نتيجة لأخطاء نصف قرن من حكم الجمهورية الإسلامية، وعنونت في المانشيت بالقول: "نصف قرن من الأخطاء".
ونوهت الصحيفة إلى أن المواطن الإيراني في عام 1978 (قبل الثورة) كان بمقدوره سنویا شراء 78 كيلوغراما من اللحوم بدخله المتواضع، في حين هذا المواطن نفسه أصبح في عام 2022 غير قادر على شراء أقل من 20 كيلوغراما من اللحوم.
وأضافت الصحيفة: "الإيرانيون يزدادون فقرا باستمرار، ففي عام 1979 كانت نسبة الفقراء في إيران 20 في المائة لكن الآن ارتفعت هذه النسبة لتصبح 60 في المائة من المجتمع تحت خط الفقر".
يمكننا الآن أن نقرأ تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم..
"كيهان": سلمان رشدي يطاله "الانتقام الإلهي".. والدور على ترامب وبومبيو
بعد أن رحبت صحيفة "كيهان" في عددها أمس السبت، وأشادت بالشخص المهاجم، وسّعت حجم الترحيب في عدد اليوم إذ خصصت عنوانها الرئيسي في الصفحة الأولى لهذا الموضوع، وكتبت في المانشيت: "سلمان رشد يقع في (الانتقام الإلهي).. وترامب وبومبيو في الدور"، مؤكدة أن الانتقام لمقتل قاسم سليماني لن يتوقف. وأضافت: "الهجوم على سلمان رشدي ناقوس خطر لمسببي اغتيال قاسم سليماني"، ويؤكد أن "هؤلاء الأفراد حتى إذا كانوا تحت حماية مشددة فإن الانتقام سيكون قريبا منهم".
"ستاره صبح": محاولة اغتيال سلمان رشدي عمل إسرائيلي ضد بايدن والديمقراطيين وإفشال الاتفاق مع إيران
اعتبر المحلل السياسي علي بيكدلي في مقابلة مع صحيفة "ستاره صبح" محاولة اغتيال سلمان رشدي هي محاولة من اللوبي الإسرائيلي في الولايات المتحدة الأميركية لضرب بايدن والديمقراطيين، وكذلك منع حصول اتفاق مع إيران حول ملفها النووي.
كما وصف بيكدلي تسارع وسائل الإعلام الإيرانية في الداخل بالترحيب بمحاولة اغتيال رشدي بأنه "استعجال"، موضحا أن دفاع وسائل إعلام رسمية مثل "كيهان" عن الحادثة يوسع من دائرة الحملات والانتقادات التي تستهدف إيران في المحافل والأوساط الدولية.
"جهان صنعت": تزامن الهجوم على سلمان رشدي مع الإعلان عن التخطيط لاغتيال بولتون وبومبيو كفيل بإفشال الاتفاق النووي
رأى صلاح الدين هرسني في مقالة بصحيفة "جهان صنعت" أن سكين المدعو هادي مطر لم تصب رقبة سلمان رشدي فحسب بل هي سكين نحرت رقبة الاتفاق النووي، حسب تعبيره، مؤكدا أن آثارا سلبية كثيرة سوف تترتب على هذه العملية.
كما وصف حديث وسائل الإعلام الغربية عن محاولة اغتيال بولتون ومايك بومبيو بأنها بروباغندا إعلامية من قبل الغرب، والآن فإن تزامن هذه الحملة الإعلامية مع حادثة الهجوم على سلمان رشدي كفيل بأن يؤجل التوصل إلى اتفاق في مفاوضات فيينا.
"مملكت": ارتفاع معدلات السرقة في إيران 88 في المائة.. وخبراء: السبب الرئيسي اتساع ظاهرة الفقر
علقت صحيفة "مملكت" على الإحصاءات الرسمية التي تتحدث عن ارتفاع معدلات السرقة في إيران خلال العام الأخير، حيث ارتفعت السرقة بنسبة 88 في المائة.
وقال الخبير الاجتماعي أمان الله قرائي مقدم للصحيفة إن ارتفاع معدلات السرقة في إيران يرجع إلى كون هذه السرقة تتم لتوفير الحاجات الأساسية للمواطنين، حيث يلجأ كثير من اللصوص إلى هذه الأعمال اضطرارا وليس هواية أو مرضا نفسيا.
وأضاف الكاتب: "عندما يكون في المجتمع 60 مليون فقير فإن ارتفاع معدلات السرقة يكون أمرا طبيعيا للغاية".