صحف إيران: فشل كبير لحكومة رئيسي في عامها الأول وطهران تصعد ردًا على العقوبات الجديدة
حظى مقتل زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري في العاصمة الأفغانية كابل، والاتفاق النووي الإيراني في ظل تصعيد أميركي عبر فرض عقوبات جديدة، ورد إيران بزيادة تركيب أجهزة طرد مركزي جديدة، بتغطية واسعة في الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الأربعاء 3 أغسطس (آب).
وحول موضوع مقتل زعيم تنظيم القاعدة نلاحظ تجاهلا كبيرا من الصحف الأصولية له، وقد يكون السبب راجعا إلى أمرين؛ الأول أنه قُتل بغارة أميركية، والثاني أنه قُتل في العاصمة الأفغانية كابل الخاضعة لحكم وسيطرة حركة طالبان، التي يحاول النظام الحاكم في إيران- والصحف الأصولية تبعا له- اعتماد سياسة جديدة تجاه الحركة وإبرازها بمظهر حسن وغير متطرف.
أما الصحف الإصلاحية فكانت مرحبة بشكل ملحوظ بخبر مقتل الظواهري، كما حاولت التعريض بموقع مقتله، وكتبت أن الظواهري قُتل تحت مرأى ومسمع حركة طالبان، كما لفتت "مردم سالاري" إلى أن "السي آي إيه" هي التي استطاعت التخلص من زعيم تنظيم القاعدة الإرهابي.
في المقابل تناولت صحف الأصوليين مثل "وطن امروز" زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي إلى تايوان، وتداعيات ذلك على الوضع العالمي، ورأت الصحيفة أن الولايات المتحدة الأميركية تسعى إلى افتعال حرب مع الصين، وكتبت في المانشيت: "أميركا تبحث عن الحرب".
في شأن آخر رحبت الصحف الأصولية كذلك بإعلان إيران عن تركيب أجهزة طرد مركزي جديدة ردًا على العقوبات الأميركية، واعتبرت صحيفة "إيران"، الصادرة عن الحكومة، هذه الخطوة بأنها دليل على انتهاء حقبة الإجراءات الأحادية من طرف واحد، حيث أصبحت كل خطوة أميركية تقابلها خطوة إيرانية بنفس المستوى والمرتبة، حسب الصحيفة.
أما "كيهان"، المقربة من المرشد، فادعت أن أساليب طهران المعتمدة في التعامل مع الغرب جعلت الغربيين يعيشون في مأزق وأزمة، وقالت إن فشل المفاوضات النووية هو سبب من أسباب الأزمة العالمية التي تمر بها الولايات المتحدة الأميركية.
أما صحيفة "صداي اصلاحات" فأشارت إلى التناقض في تصريحات المسؤولين الإيرانيين حول صنع قنبلة ذرية، وتساءل، بالقول: "هل باتت إيران على أعتاب صنع قنبلة نووية؟".
على صعيد اقتصادي قدمت بعض الصحف في الذكرى السنوية الأولى لمراسم حلف الرئيس الأصولي إبراهيم رئيسي وتوليه رئاسة الجمهورية في إيران، تحليلات وقراءات لأداء حكومته في عامها الاول.
ونقلت صحيفة "آرمان ملي" تصريحات عن نشطاء سياسيين إصلاحيين وآخرين ينتمون إلى التيار الأصولي نفسه، حيث قال النائب البرلماني السابق عن التيار الإصلاحي محمود صادقي للصحيفة إن حكومة رئيسي تستمر في عملها دون برنامج وخطط واضحة المعالم، فيما قال مجتبى ذو النوري، النائب الأصولي في البرلمان الحالي، إن أداء سير الحكومة الحالية يشبه الحركة على جهاز الجري، حيث لم يحدث أي تقدم نتيجة سياسات الحكومة وإجراءاتها.
وكتبت صحيفة "جهان صنعت" كذلك عن عمل حكومة رئيسي خلال العام المنصرم، وأكدت أنه لم يفعل شيء لصالح البلاد واقتصادها، وكتبت: "عام من الجمود".
نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"آفتاب يزد": التصريحات حول صنع القنبلة النووية لكسب امتيازات وبتنسيق مع مجلس الأمن القومي
علق المحلل والباحث السياسي، علي بيكدلي، في مقابلة مع صحيفة "آفتاب يزد" على حديث المسؤولين الإيرانيين الذي يكثر تكراره هذه الأيام حول صنع قنبلة ذرية، وقدرة إيران على ذلك، وقال إن طهران تحاول عبر طرحها لهذا الموضوع أن تظهر بمظهر القوي للحصول على امتيازات أكثر أمام أميركا، مؤكدا أن هذه التصريحات والمواقف حول القنبلة الذرية تأتي بموافقة وتنسيق مع مجلس الأمن القومي الإيراني.
كما رأى بيكدلي أن الغرب حتى الآن لا يعتقد بأن إيران فعلا باتت على وشك صنع قنبلة نووية، لهذا فإنه لم يعلق على تصريحات المسؤولين الإيرانيين، مستبعدا ان تكون لهذه التصريحات تأثير ملحوظ على مسار المفاوضات النووية.
ولفت بيكدلي إلى الضغوط التي يمارسها التيار المتشدد في إيران على الوفد الإيراني المفاوض، وهو ما جعل الوفد يفقد توازنه في اعتماد سياسة موحدة تجاه المفاوضات.
"رسالت": إيران والغرب لم يعودا يرغبان في الاتفاق النووي الحالي
أما صحيفة "رسالت" الأصولية فعلقت على إعلان المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، بهروز كمالوندي، قبل يومين بصدور أوامر بتركيب المئات من أجهزة الطرد المركزي المتطورة، وكذلك ضخ الغاز في 500 جهاز طرد مركزي (آي آر 6)، واعتبرت ذلك مناورة جديدة من إيران ضد الأطراف الغربية، وكتبت في هذا السياق أن الظروف التي كانت سائدة قبل 7 سنوات قد تغيرت الآن، في إشارة إلى إمكانية عدول إيران عن مواقفها السابقة تجاه صنع القنبلة النووية.
وأوضحت الصحيفة أن إيران والدول الغربية لم تعد تحتاج إلى الاتفاق النووي، وترى فيه أنه لا يحقق مصالحها، وتبحث عن اتفاق أفضل، لكن الفرق حسبما ترى الصحيفة هو أن الأطراف الغربية تبحث عن اتفاق أفضل حرصا منها على المزيد من المكاسب وتطاولا على حقوق إيران، لكن طهران تمارس هذا الأمر وتبحث عن اتفاق أفضل انطلاقا من الحقائق الميدانية والواقع على الأرض.
"جهان صنعت": حكومة رئيسي أضعف حكومة في إيران بعد الحرب الإيرانية – العراقية
قال المحلل السياسي محمد صادق جنان صفت في مقال له بصحيفة "جهان صنعت"، تعليقا على مرور عام كامل على وصول رئيسي إلى الحكم في إيران وفشله الكبير في تحقيق وعوده الانتخابية، وأكد أن حكومة رئيسي هي أضعف الحكومات التي حكمت إيران بعد الحرب الإيرانية العراقية.
وعزا جنان صفت السبب في ذلك إلى فقدان إيران لانتخابات حرة ونزيهة، حيث يسمح الشكل الحالي من الانتخابات بوصول أشخاص غير أكفاء إلى سدة الحكم والمسؤولية.