صحف إيران: طهران تستخدم "القنبلة الذرية" كأداة ضغط والمياه تفجر أزمة بين إيران وطالبان

تزامن حديث العودة إلى طاولة المفاوضات مرة أخرى مع تصريحات المسؤولين الإيرانيين عن قدرة طهران على صنع قنبلة نووية.

وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، أعلن عن إمكانية عقد جولة جديدة من المفاوضات لإحياء الاتفاق النووي. وحاولت الصحف الأصولية الصادرة اليوم، الثلاثاء 2 أغسطس (آب)، مثل "جوان" أن تربط بين هذه العودة إلى طاولة المفاوضات، وبين التصريح بقدرة إيران على صنع قنبلة ذرية كـ"أداة ضغط" على الأطراف الأخرى للاتفاق النووي.

وعنونت الصحيفة في مانشيت اليوم بالقول: "لدينا القدرة على صنع قنبلة ذرية.. لا تضيعوا أوقاتنا"، كما عنونت "وطن امروز" بخط عريض وكتبت: "إيران لديها القدرة على صنع قنبلة نووية لكن ذلك ليس على جدول أعمالها".

أما صحيفة "شرق" فقد انتقدت هذا التلويح من قبل المسؤولين الإيرانيين بإمكانية صنع قنبلة نووية، وأكدت أن هذه التصريحات تزيد من حجم فقدان الثقة بين إيران والمجتمع الدولي، كما أوضحت أن المجتمع الدولي لم يعتقد يوما أن البرنامج النووي الإيراني هو برنامج سلمي، كما تردد طهران باستمرار.

في شأن آخر تحاول الصحف الأصولية مثل "كيهان" ومَن دار في فلكها، أن تتعامل بحيطة وحذر مع الأحداث التي يشهدها العراق، حيث تجاهلت خلال الأيام الأخيرة بشكل كبير التصعيد الذي يمارسه التيار الصدري ضد المجموعات الموالية لإيران في العراق، ولم تستخدم هذه الصحف أساليبها المعتادة في الهجوم على المعارضين في الداخل والخارج وإلصاق تهم التخوين والعمالة للغرب والإسرائيليين بهم.

مع ذلك اتهمت بعض الصحف زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر بـ"اللعب في ملعب أميركا وإسرائيل"، وأنه "يشعل الفتنة ويثير الخلافات بين البيت الشيعي في العراق".

وفي عدد اليوم كتبت صحيفة "آفتاب يزد" الإصلاحية عن الأوضاع في العراق، واستخدمت عنوان: "ماذا يريد الصدر في العراق؟.. رفع سقف المطالب أم انقلاب؟"، ونقلت عن محللين قولهم إن الصدر لا يسعى فقط إلى تحقيق مكاسب سياسية، وإنما يحاول من هذه التحركات أن يصل إلى مقام "المرجعية"، وهو منصب حساس وهام في العراق حسب تعبير الصحيفة، أما صحيفة "جهان صنعت" فعنونت بالقول: "العراق على أعتاب حرب أهلية".

من الموضوعات الأخرى التي تناولتها صحف اليوم هو موضوع الخلل الذي شهده قطاع الإنترنت في إيران، وإعلان وزارة الاتصالات، أمس الاثنين الأول من أغسطس، أن سبب هذا الخلل "حريق اندلع في خوادم الاتصال بالمنطقة الثامنة في طهران".

ونقلت صحيفة "اعتماد" مخاوف المواطنين مما يجري خلف الكواليس بالنسبة لإنترنت، وذكرت أن البعض بات يعتقد أن الموضوع مخطط له، وله علاقة بموضوع "فرض الرقابة على الإنترنت" أو ما تسميه السلطات بإيران "حماية مستخدمي العالم الافتراضي".

الآن نقرأ تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:

"آرمان ملي": إذا أصرت إيران على مواقفها حول موضوع الاتفاق النووي فسنشهد تنفيذ "الخطة ب"

قال المحلل السياسي والخبير في العلاقات الدولية، مهدي ذاكريان إن الدول الأوروبية هي الأكثر تحمسا لإحياء الاتفاق النووي، وتحاول كل من فرنسا وألمانيا في الوقت الحالي أن تشغّل محرك الاتفاق النووي وتسير عجلاته من جديد، وذلك من أجل إعادة إيران إلى أسواق الطاقة الدولية والاستفادة من الموارد الإيرانية في تسديد حاجاتها من الطاقة، في ظل الأزمة التي تشهدها الدول الأوروبية على خلفية العقوبات الروسية، وقطع إمدادات الغاز والنفط إلى أوروبا.

وفي المقابل أشار الدبلوماسي السابق عبد الرضا فرجي راد إلى المساعي الغربية لإحياء الاتفاق النووي، ورأى أنه إذا ما أصرت إيران على مواقفها، ولم تقدم تنازلات إلى الأطراف الأخرى للاتفاق النووي فإننا سنشهد تنفيذ "الخطة ب"، وهو ما يعني "اتفاقا مؤقتا" حيث تستطيع إيران من خلال هذه الخطة أن تبيع نفطها وتحصل على عائداته، لكن دون إحياء للاتفاق النووي وحل لكافة المشاكل المترتبة عليه.

"همدلي": طالبان تتجاهل حصة إيران من المياه وتعتدي على الأراضي الإيرانية

أما "همدلي" فتطرقت في تقرير لها إلى "المواجهات" التي تشهدها المناطق الحدودية بين قوات حركة طالبان وقوات تابعة للقوات المسلحة الإيرانية، وذكرت الصحيفة أن الحركة تتجاهل مطالب طهران حول حصتها من مياه نهر "هيرمند" المشترك بين أفغانستان وإيران، وفي المقابل تستمر الحركة بانتهاك الأراضي الإيرانية وتطالب بالاستيلاء على مناطق داخل الحدود الإيرانية.

واستخدمت الصحيفة عنوانا عريضا حول الموضوع وقالت: "طالبان تتجاهل المياه وتعتدي على الأراضي"، وأوضحت أن الحركة بهذه التصرفات تكشف عن وجهها الحقيقي لإيران.

"اعتماد": ظاهرة انتحار العمال في إيران وخلفياتها

أشار الكاتب والخبير الاقتصادي، حسين راغفر، إلى ظاهرة "انتحار" العمال عبر حرق النفس في إيران، وذكر في مقابلة مع صحيفة "اعتماد" أن هذه الظاهرة هي نوع من الاحتجاج وتعد أسوأ أشكال الاحتجاج، حيث يقدم الشخص على حرق نفسه بعد أن يشعر باليأس من إصلاح الأوضاع، وتحسين الظروف الاقتصادية السيئة التي يمر بها.

وأورد تقرير للصحيفة عن تسجيل 8 حالات انتحار عبر حرق النفس بين العمال خلال الشهرين الأخيرين في إيران، موضحا أن هذه الحالات تتم في الغالب بين الأفراد الذين يتم فصلهم من العمل أو لا تحقق مطالبهم الاقتصادية والمعيشية.

وذكر راغفر للصحيفة أن هناك الكثير من الظواهر يمكن اعتبارها نوعا من الاحتجاج ضد الأوضاع الجارية، مثل الإدمان والبغاء والانتحار وارتكاب الجرائم وحتى الهجرة، حيث يحاول هؤلاء الأفراد أن يستخدموا هذه الأدوات للخروج من أزماتهم الراهنة.

"عصر إيرانيان": لا يجب أن نلدغ من جحر مرتين في الاتفاق النووي

أما صحيفة "عصر إيرانيان" الأصولية فحذرت من الانخداع بالغرب مرة أخرى في ظل تزايد الحديث عن استئناف المفاوضات النووية، وقالت إنه لا ينبغي لإيران أن تلدغ من جحر مرتين"، وأكدت أن الغرب لن يتوقف عن ممارسة سياسات الضغط في تعامله مع طهران، وشددت كذلك على ضرورة أن لا تركن طهران مرة أخرى إلى تجربة الاتفاق النووي الفاشلة، وما ترتب عليها من أضرار وخسائر لحقت بإيران واقتصادها، حسب الصحيفة.