السيول.. وضعف البنية التحتية لمواجهة الأزمات.. والحجاب بين الشرع والقانون

كان العنوان الأبرز للصحف الصادرة اليوم السبت 30 يوليو (تموز) هو موضوع الفيضانات التي أودت بحياة عشرات الضحايا، كما خلفت الكثير من الخسائر في الممتلكات والطرق والبيوت.

وتعرضت محافظات عدة على رأسها العاصمة طهران ويزد وأصفهان وفارس إلى فيضانات وسيول بعد موجة من الأمطار الصيفية الغزيرة.

وانتقدت الصحف الصادرة اليوم السبت طريقة تعامل السلطات مع أزمة السيول، حيث يبادر المسؤولون إلى التقاط الصور والحضور في المناطق المنكوبة بعد السيول ويفشلون عن القيام بالأعمال والإجراءات التي كانت قادرة على تقليل حجم الأضرار والخسائر، حسبما يرى المواطنون والصحف اليومية التي حاول بعضها أن يعكس هذا الغضب والاستياء الشعبي من ممارسات المسؤولين وأصحاب القرار.

وعلقت صحيفة "همدلي" على صور لرئيس بلدية طهران، علي رضا زاكاني وهو يتنقل في منطقة "إمام زاده داود" التابعة للعاصمة طهران، والمتضررة من السيول، وكتبت: "الشعبويون يتقلبون في الوحل"، مشيرة إلى أن هذه الصور والأفلام التي يوثقها المسؤولون يراد منها التمويه وخداع الشعب والادعاء بأنهم يجتهدون في معالجة الأزمات، في حين أنه كان بإمكانهم التقليل من حجم الأضرار لو اعتمدوا إجراءات وقائية.

كما أشارت صحيفة "شرق" إلى هذه الصور والمقاطع، وانتقدت ضعف أداء المسؤولين في العاصمة طهران التي باتت مهددة من السيول، وعنونت بالقول: "العاصمة محاصرة بالسيول والمسؤولين الفاشلين".

وحتى الصحف الأصولية باتت توجه سهام نقدها إلى ضعف المسؤولين في أداء مهامهم. وكتبت صحيفة "جوان" أن الضعف في القيام بالواجبات والمهام والفشل العملي للمسؤولين له آثار مدمرة.

أما "كيهان" فأشادت بأعمال المسؤولين في التعامل مع السيول، وعنونت: "الحرس الثوري والجيش والهلال الأحمر والحكومة والبلديات سارعوا إلى مساعدة المتضررين جراء السيول".

من الموضوعات الأخرى في صحف اليوم انتقاد صحيفة "توسعه إيراني" لتصريحات رئيس الجمهورية إبراهيم رئيسي، الذي ادعى قبل يومين أن الشعب الإيراني يريد مقاومة العقوبات ويؤمن بأن هذه المقاومة ستفشل أثر العقوبات على البلاد، ولهذا فإن حكومته تعمل على تنفيذ رغبة الشعب والوقوف في وجه أميركا.

وذكرت الصحيفة أن خطاب رئيسي، واستنتاجه لإرادة الشعب ورغبته، أمر غير متفق عليه لدى الإيرانيين حيث لا يؤمن الإيرانيون بما قال رئيسي، ويريدون في المقابل إزالة العقوبات وتحسين أوضاعهم المعيشية.

كما هاجمت "جهان صنعت" تصريح رئيس الجمهورية وطالبته بأن يكشف عن ماهية هذا الشعب الذي يريد الاستمرار في مقاومة العقوبات، وأكدت أن تصريحات رئيسي تزيد من غضب الشارع وتصب الزيت على النار.

يمكننا الآن أن نقرأ تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم..

"جوان": لماذا لا يتم تدعيم البنية التحتية لمواجهة آثار السيول والفيضانات؟

هاجمت صحيفة "جوان" الأصولية سوء الإدارة للمسؤولين في إيران للتعامل مع أزمة السيول والفيضانات التي تشهدها البلاد، وانتقدت تسارع عدد من المسؤولين إلى التقاط الصور ووجودهم في المناطق المنكوبة وهو يرتدون زيهم الشخصي، وكتبت ساخرة: "هل يؤثر تشمير المسؤولين عن سواعدهم بعد الأزمات أكثر من تناولهم لأكلة الباجة بعد السيل".

وأضافت الصحيفة: "في العصر الذي بات من اليسير توقع هذه الأحداث والاستعداد لها ألم يكن الأحرى بكم العمل على تدعيم البنية التحتية وعدم الاكتفاء بالتحذيرات".
وتساءلت بالقول: "عندما لا تملكون الملابس والتجهيزات اللازمة لمواجهة سيل لم يتجاوز حجمه 10 سنتيمترات وتدخلون إلى الوحول بملابسكم الشخصية ماذا نفعل حينما يقع زلزال في طهران؟!".

"توسعه إيراني": تصريحات رئيسي عن مقاومة الناس للعقوبات تؤكد أن لا أمل في المستقبل

أشارت صحيفة "توسعه إيراني" إلى تصريحات رئيس الجمهورية التي ادعى فيها أن حكومته تنفذ رغبة الشعب وإرادته في الوقوف بوجه الولايات المتحدة الأميركية ومقاومة العقوبات والحظر الاقتصادي، وقالت الصحيفة إن كلام رئيسي يفهم منه أن رئيس الجمهورية يريد أن يحمل فشل حكومته في إحياء الاتفاق النووي على عاتق الشعب ويدعي أن مقاومة الحكومة وتعنتها جاء تلبية لرغبة الناس وإرادتهم.

وذكرت الصحيفة أن شعار "المقاومة" بالنسبة للإيرانيين قد فقد فاعليته بعد سلسلة من الأحداث والفضائح التي تكشف فساد المسؤولين والتنعم الذي يعيشون فيه مقابل فقر الشعب وحرمانه من أساسيات الحياة، مؤكدة أن تصريحات رئيسي حول المقاومة تثبت أنه لا أمل في المستقبل.

"جمهوري إسلامي": المسؤولون يدركون أن أزمات البلاد لن تحل دون العودة للاتفاق النووي

أما صحيفة "جمهوري إسلامي"، فقد هاجمت الحكومة كذلك، وانتقدت تعللها في موضوع إحياء الاتفاق النووي ورفع العقوبات عن إيران، وذكرت أن ادعاء مسؤولي الحكومة بأنهم لن يسمحوا بأن تؤثر العقوبات على الحياة المعيشية للمواطنين ومقاومة الضغوط هي شعارات انتخابية عفا عليها الزمن، لكن الآن تبين فعليا وأدرك المسؤولون أنه دون رفع العقوبات لا يمكن حل مشاكل إيران، لهذا فإن على حكومة رئيسي الإسراع في العودة إلى إحياء الاتفاق النووي.

ونوهت الصحيفة بأن السؤال الذي يردده جميع الإيرانيين حاليا هو: أين وصلت المفاوضات؟ وهل تنتهي إلى نتيحة أم لا؟ موضحة أن سبب اهتمام الناس بمثل هذه التساؤلات هو العلاقة الوشيجة بين تردي الأوضاع المعيشية والعقوبات المفروضة على اقتصاد البلاد.

وختمت الصحيفة مخاطبة رئيس الجمهورية بالقول: إن شعار "لن نسمح برهن الاقتصاد بالاتفاق النووي" شعار قد ينفع ترديده أثناء الحملات الانتخابية، لكن الآن وقّع اتفاق روحاني وليكن في سجل إنجازاتك".

"همدلي": الحجاب بين الواجب الديني والإلزام القانوني؟

علق الكاتب والباحث الحقوقي محسن صنيعي في مقال له بصحيفة "همدلي" حول جدل الحجاب في إيران، وأكد أن مضايقات الأمن الإيراني للنساء في موضوع الحجاب تؤدي إلى نفور الناس عن الدين، موضحا أن الشعب الإيراني لم يعد يظهر حساسية حول موضوع حجاب المرأة وهذه الحساسية توجد لدى مسؤولي "دوريات الإرشاد" فقط.

ونوه الكاتب إلى عدم حسم المسؤولين في إيران إلى جدل الحجاب وما إذا كان واجبا دينيا تريد الحكومة إجبار الناس عليه، أم أنه قانون تصر على إلزام المواطنين به؟ متساءلة: هل يجب أن تلتزم النساء بالحجاب خوفا من الله أما خوفا من الشرطة؟
وأضاف الكاتب أن الإيرانيين باتوا يؤمنون بأن المعتقدات الدينية لكل شخص تخصه هو وحده، مقررة أنه من السهولة بمكان معرفة أن رؤية الشارع حول موضوع الحجاب تختلف عن رؤية النظام والسلطة الحاكمة.