توقف المفاوضات.. وعصا روسيا والصين في عجلة "فيينا".. ودفاع خامنئي عن "دور إيران الإقليمي"
"وقف المفاوضات النووية" هو الموضوع الرئيسي للصحف الإيرانية الصادرة اليوم السبت 12 مارس (آذار)، وقد اهتمت معظم هذه الصحف بهذا التطور بعد أيام من الحديث عن اقتراب الأطراف المشاركة في مفاوضات فيينا من التوقيع على الاتفاق النووي وإحيائه من جديد.
وذكرت الصحف في تعليقها على الموضوع أن الإعلان عن وقف المفاوضات النووية يأتي بعد أيام قليلة من الشروط الروسية الجديدة في محادثات فيينا، وهو ما اعتبر عرقلة متعمدة وسياسة مقصودة من موسكو تجاه الاتفاق النووي.
وكان جوزيب بوريل، مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، قال أمس الجمعة: إن هناك حاجة إلى وقفة في المحادثات بسبب "عوامل خارجية"، رافضًا الخوض في المزيد من التفاصيل بهذا الخصوص.
وعلقت صحيفة "آفتاب يزد" الإصلاحية على الموضوع وقالت إن أصابع الاتهام عند الحديث عن "العوامل الخارجية" توجه نحو روسيا، مشيرة إلى تصريحات وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، قبل أيام، حين طلب حصول بلاده على ضمانات تكفل لها الحصول على مزايا الاتفاق النووي وعدم سريان العقوبات المفروضة على موسكو حاليا، عندما يتقرر العودة إلى الاتفاق النووي.
فيما كتبت صحيفة "صداي اصلاحات" وهي من الصحف المعارضة للدور الروسي في الاتفاق النووي، وقالت في مانشيت اليوم: "عصا روسيا والصين في عجلة الاتفاق النووي"، موضحة أن مواقف روسيا الأخيرة تزيد من احتمالية فشل المفاوضات النووية وانهيار الاتفاق النووي بالكامل.
وفي المقابل حاولت صحيفة "إيران" الحكومية تصوير أن هذا التوقف ضروري ويساعد على إنجاح المفاوضات النووية وفرصة لمزيد من المشاورات والتنسيقات، وعنونت بالقول: "استراحة في مفاوضات فيينا".
وفي شأن آخر، غطت كبريات الصحف الأصولية، مثل "كيهان"، و"وطن امروز"، خطاب المرشد أمام رئيس وأعضاء مجلس خبراء القيادة حول ضرورة الوقوف بوجه الولايات المتحدة الأميركية وعدم التنازل لها وتأكيده أن التنازل أمام أميركا أو أي قوة أخرى لتفادي العقوبات هو خطأ كبير يوجه ضربة للقوة السياسية.
كما لفتت صحيفة "إيران" إلى كلام المرشد حول الدور الإقليمي لإيران، حيث قال إن الحضور الإقليمي لإيران سيمنحها العمق الاستراتيجي ومزيدا من القوة، وعنونت الصحيفة بالقول: "الحضور الإقليمي اقتدار وطني لإيران".
ومن المواضيع الأخرى التي لفتت صحف اليوم موضوع عودة ارتفاع عدد الإصابات بفيروس كورونا وتحديدا متحور أوميكرون، الأمر الذي عزز المخاوف حول تفاقم الوضع الصحي في الأيام القادمة، لا سيما تزامن هذا الارتفاع مع عطلة نهاية العام الإيراني (ينتهي يوم 20 مارس/آذار الجاري). وعن الموضوع كتبت صحيفة "صداي إصلاحات": "وضع هش لأوميكرون في البلاد.. مخاوف من حدوث موجة سابعة".
والآن يمكننا مطالعة تفاصيل بعض ما جاء في صحف اليوم..
"كيهان": أميركا تقوم بلعبة مزدوجة في المفاوضات والإعلام
علقت صحيفة "كيهان" الأصولية على الوقفة المعلن عنها في المفاوضات النووية في فيينا، وذكرت أن الولايات المتحدة الأميركية والغربيين بدأوا لعبة منسقة في قضية المفاوضات النووية، مضيفا: "قامت أميركا والدول الأوروبية بتوزيع الأدوار بحيث يقوم طرف منهما بالضغط وممارسة التهديد والحديث عن وقف المفاوضات محاولين تخفيف حدة هذا الأمر من خلال التلاعب بالمصطلحات".
وتابعت الصحيفة: "كل طرف من الأطراف يقوم بمهمة معينة في المفاوضات والإعلام، فمن جهة يضغطون في المفاوضات ويمارسون التهديدات لجعل الجانب الإيراني ينفعل من تصرفاتهم، وفي نفس الوقت يحاولون أن لا يخلقوا صدمة إعلامية بحيث تؤثر على أسعار النفط، لهذا نجد أنهم في وسائل الإعلام دائما يعملون على نشر الأخبار الإيجابية (لكنها بعيدة عن الواقع) وكل ذلك لكي لا يسمحوا لأسعار النفط بالارتفاع والصعود".
"صداي اصلاحات": الصين وروسيا تحرصان على عدم إحياء الاتفاق النووي حاليا
قالت صحيفة "صداي اصلاحات" إنه لا ينبغي التقليل من دور الصين في توقف المفاوضات النووية، فهي الأخرى طالبت واشنطن بالحصول على ضمانات لها في حال العودة إلى الاتفاق النووي. ورأت الصحيفة أن روسيا والصين تحاولان الحصول على كامل الموارد الإيرانية والاستفادة من ورقة إيران في مواجهة العقوبات المفروضة على روسيا والمحتملة على الصين التي تفكر في غزو جزيرة تايوان وضمها لها بالقوة.
وأضافت الصحيفة: "بكل تأكيد فإن الوضع الأمثل للصين وروسيا حاليا هو عدم إحياء الاتفاق النووي وعرقلة نجاح المفاوضات في فيينا".
"اعتماد": موسكو تحاول لفت الأنظار عن غزوها لأوكرانيا بإعادة ملف إيران النووي إلى واجهة الاهتمام الدولي
حذر المحلل السياسي و الدبلوماسي السابق فياض زاهد في مقال له نشرته صحيفة "اعتماد" الإصلاحية من الوقوع في فخ روسيا حول الاتفاق النووي، موضحا أن موسكو تحاول لفت الأنظار عن حربها ضد أوكرانيا من خلال إعادتها ملف إيران النووي إلى واجهة الاهتمام الدولي.
ورأى الكاتب أنه في حال استمرار العقوبات على إيران فإن روسيا سوف تستحوذ على حصة إيران في اسواق الصين والهند وشرق آسيا من النفط، مؤكدا أن ضياع الاتفاق النووي سيحمل إيران خسائر أكبر من تلك التي تكبدتها أثناء الحرب العراقية الإيرانية وتقترب البلاد حينها من الفقر والإفلاس حسب تعبير الكاتب.
" جهان صنعت": قرار الحكومة حول أجور العمال غير مسؤول ويفتقر للنظرة المستقبلية
انتقدت صحيفة "جهان صنعت" قرار الحكومة القاضي برفع نسبة أجور العمال إلى 57 في المائة وذكرت أن نقدين يوجهان إلى هذا القرار، الأول كونه لا يسد تكاليف أسر العمال.
والثاني أن هذا القرار سوف يضغط على أصحاب الأعمال والمنتجين، وهم بدورهم سيضغطون على العمال بتسريحهم، وبالتالي زيادة نسبة البطالة بين هذه الفئة الضعيفة.
وختمت الصحيفة بالقول إن قرار الحكومة غير مسؤول ويفتقر للنظرة المستقبلية ويعني عمليا إنهاء نسبة كبيرة من الأعمال والمشاغل الصغيرة ولن يكون له تأثير على رفاه العمال وقدرتهم الشرائية.