الصحف الإيرانية: احتجاز ناقلة نفط في بحر عمان وتيار في إيران لا يرغب باستئناف المفاوضات

هيمن موضوع احتجاز إيران ناقلة نفط ترفع علم فيتنام، والمواجهة بين القوات الأميركية وقوات الحرس الثوري الإيراني في بحر عمان، حسب الرواية الإيرانية، على الصحف الإيرانية الصادرة اليوم، الخميس 4 نوفمبر (تشرين الثاني).

وكانت وسائل إعلام رسمية إيرانية اتهمت، أمس الأربعاء، الولايات المتحدة بمحاولة "سرقة" نفط إيراني، وأن الحرس الثوري منع البحرية الأميركية من سرقة النفط الإيراني.
لكن مسؤولا عسكريا أميركيا نفي في مقابلة مع "نيوزويك" مزاعم الحرس الثوري بأن القوات البحرية الإيرانية اشتبكت مع القوات الأميركية ومنعتها من الاستيلاء على ناقلة نفط، قائلًا إن إيران استولت على ناقلة نفط في بحر عمان، لكننا كنا مجرد مشاهدين للحدث.
كما وصف المتحدث باسم البنتاغون الرواية الإيرانية وادعاءات طهران حول محاولة القوات البحرية الأميركية إيقاف ناقلة النفط في بحر عمان بأنها "عارية عن الصحة" و"مصطنعة".
لكن الصحف الإيرانية لم تشر إلى هذا النفي، وأعربت، لا سيما الأصولية، عن سعادتها لهذه الحادثة، واعتبرتها "تحقيرا" للأسطول الأميركي، كما كتبت "كيهان"، المقربة من المرشد، أن هذه الحادثة خلقت "توازنا في الرعب" لصالح إيران، كما استخدمت صحيفة "سياست روز" عنوان: "صفعة بوجه اللصوص الأميركيين".
أما الصحف الإصلاحية فلم تخف تخوفها من هذه الأحداث، وتأثير ذلك على المفاوضات النووية القادمة، فصحيفة "آرمان ملي" تكتب في صفحتها الأولى قائلة: "لا تستخفوا بالمفاوضات"، ولوحت إلى إصابة وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، بفيروس كورونا، ووصفت هذه الإصابة بـ"سيئة التوقيت"، كما أشارت إلى حادثة احتجاز السفينة يوم أمس، واعتبرته "توترا" جديدا، ونوهت إلى وجود احتمالية بتأجيل المفاوضات عن الموعود المقرر نهاية شهر نوفمبر الجاري.
في شأن آخر لفتت صحف مختلفة مثل "اقتصاد آينده"، و"افكار"، و"آفتاب يزد"، وغيرها من الصحف إلى تصريحات رئيس الجمهورية، إبراهيم رئيسي، الذي علق على التعيينات التي تتم وفق صلات القرابة والولاء، وكذلك تصريحاته عن الفساد، حيث أكد أن الشعب "قد يتحمل الفقر لكنه لا يتحمل الفساد" في البلاد.

والآن نقرأ تفاصيل بعض صحف اليوم:

"آرمان ملي": توقيت حادثة بحر عمان يدعو إلى التأمل وتيار في إيران لا يرغب في استئناف المفاوضات

أشار الكاتب والمحلل السياسي، علي بيكدلي، في مقال له بصحيفة "آرمان ملي" إلى حادثة السفينة في بحر عمان، وذكر أن التفسيرات والإيضاحات التي قدمها التلفزيون الإيراني لم تكن واضحة وكافية ولا يمكن الجزم في نتائج هذه الحادثة، مؤكدا وجود تيار خاص في إيران لا يرغب في استئناف المفاوضات، وهو يحاول عرقلة مسار المفاوضات ومنعه.
وذكر بيكدلي أن هذا التيار الخاص لا يريد حل مشاكل إيران مع الولايات المتحدة الأميركية "لأنهم ربما يعتقدون أن بقاءهم واستمرارية وجودهم مرهون ببقاء العداء والخصومة مع أميركا".
كما نوه الكاتب والمحلل السياسي، جلال خوش تشهر، في مقال له بنفس الصحيفة إلى توقيت هذه الحادثة، وذكر أن وقوع أحداث في الوقت الذي يزداد الحديث عن المفاوضات يدعو إلى التأمل والتفكير، وقال في هذا الخصوص: "أن يكون الطرفان هادئين كل هذه المدة في بحر عمان ثم فجأة ينشر الخبر في توقيت خاص فهو مدعاة للتأمل والتفكير".

"سياست روز": إيران لن تقبل بنتائج المفاوضات ما دامت واشنطن لا تعطي ضمانات

ذكرت صحيفة "سياست روز" الأصولية إن نتيجة المفاوضات في الظروف الحالية معروفة، مؤكدة أن طهران لن تقبل نتائج هذه المفاوضات ما دام الأميركيون يمتنعون عن إعطاء الضمانات، مشيرة إلى تصريح سكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي، علي شمخاني، الذي غرد أمس الأربعاء بالقول: "مادامت الظروف الحالية لم تتغير فإن نتائج المفاوضات معروفة".
كما أشارت الصحيفة إلى العقوبات الأميركية الأخيرة التي استهدفت 4 أشخاص وكيانين اثنين بسبب صلات بالحرس الثوري، وذكرت أن الأميركيين يتحدثون في الأيام الأخيرة عن المفاوضات، لكنهم في نفس الوقت ينتهجون سياسة التهديد والعقوبات ويتحدثون عن خيارات أخرى.

"ابتكار": المجتمع الإيراني يعيش مرحلة الاحتضار

قال الخبير في الشؤن الاجتماعية، علي رضا صدقي، إن هناك إشارات وعلامات تدل على أن المجتمع الإيراني بات في مرحلة "الاحتضار الاجتماعي"، حيث أصبحت نسبة كبيرة من الإيرانيين يائسة وفاقدة للأمل وتتعامل مع الواقع السياسي بنوع من اللامبالاة، مؤكدا أن هذه الحالة هي نتيجة لفقدان الأمل في الشارع الإيراني.
وقال في هذا الخصوص: "يبدو أن قسما كبيرا من المجتمع الإيراني لا سيما بعد الأحداث في السنوات الأخيرة وطريقة تعاطي أصحاب السلطة مع هذه الاحداث، بات أسيرا لـ"اللامبالاة"، و"اليأس".
واستشهد الكاتب بعدد من الأحداث الهامة مثل الهجوم السيبراني، ومشروع تقييد عمل الأنترنت، والتصريحات الغريبة لعدد من المسؤولين، لكن هذه الأحداث والتصريحات لم تثر أي اهتمام من جانب الشارع الإيراني الأمر الذي قد يرغب فيه بعض المحتكرين للسياسة والسلطة، لكن يجب على هؤلاء أن لا يغفلوا عن حقيقة ساطعة وهي أن هذه اللامبالاة واليأس هي شكل من أشكال "عدم الاستقرار" و"التفكك".

"آفتاب يزد": الفساد والمحسوبية أصبحا مترسخين في إدارة البلاد

أشار المحلل السياسي وعضو في حزب "اعتماد ملي"، محمد صادق جوادي حصار"، في مقابلة مع صحيفة "آفتاب يزد" إلى تصريحات إبراهيم رئيسي عن الفساد في شكل إدارة البلد، وذكر أن "الكل يأمل في نجاح الحكومة بمواجهة الفساد وتحقيق وعودها، لكن هناك عراقيل وموانع تكمن في طبيعة الإدارة وذاتها حيث إن الفساد والمحسوبية أصبحا متجذرين ومترسخين في إدارة البلاد".
وأضاف: "الأمر لا ينحصر على الجانب الفردي بل إن الإدارات برمتها أصبحت تتعايش مع هذه الحالة"، بعبارة أخرى لقد قبلت الدوائر أنه ومن أجل توظيف شخص ما لابد وأن يؤخذ عامل الولاء والمحسوبية بعين الاعتبار!".