الصحف الإيرانية:استمرار تردي الأوضاع الاقتصادية والمتطرفون في إيران يحاولون سلب أي استقرار
تزايدت انتقادات الصحف الإصلاحية في إيران الصادرة اليوم، الثلاثاء 2 نوفمبر (تشرين الثاني)، على كثرة الوعود التي يعطيها الرئيس الجديد إبراهيم رئيسي، والمسؤولون في حكومته، واستمرار تردي الأوضاع الاقتصادية وارتفاع الأسعار بشكل ملحوظ.
صحيفة "آرمان ملي"، وهي من كبرى الصحف الإصلاحية، أشارت إلى هذه الوعود خاصة ما يتعلق بالبورصة الإيرانية، وعنونت في صفحتها الأولى بالقول: "البورصة لا تزال حمراء في ظل الوعود الخضراء"، وقريبا من ذلك كتبت "جمهوري إسلامي": "هواجس وقلق أصحاب الأسهم والوعود التي لم تنفذ".
وعلقت صحيفة "جهان صنعت" على تراجع مؤشرات الأسهم في البورصة الإيرانية، وتضرر الكثير من أصحاب الأسهم، وقالت: "تساقط أوراق الخريف في البورصة"، وربطت بين تراجع مؤشرات البورصة وحالة الغموض التي تحيط بموضوع المفاوضات النووية.
كما اهتمت الصحف بموضوع المفاوضات النووية، حيث نجد أن الصحف الإصلاحية تدفع باتجاه التسريع في هذه المفاوضات، واعتماد صيغة التفاوض المباشر مع الولايات المتحدة الأميركية، بدل اقتفاء الصيغة الحالية التي تعتمدها الحكومة المتمثلة بالتفاوض مع الدول الغربية، بالإضافة إلى الصين وروسيا، وغياب أميركي.
فصحيفة "ستاره صبح" عنونت بكلام للمحلل السياسي والخبير في العلاقات الدولية، علي بيكدلي، الذي أكد أن المفاوضات المباشرة مع الولايات المتحدة الأميركية ستكون لها نتائج أفضل من المفاوضات غير المباشرة، وأشارت "ابتكار" إلى "تضايق حلقة الحصار على طهران"، وتساءلت بالقول: "هل تعود إيران إلى مفاوضات إحياء الاتفاق النووي؟"، منوهة إلى أن تطورات الملف النووي خلقت إجماعا غير مسبوق بين الدول الغربية وروسيا والصين، بالإضافة إلى إسرائيل والدول العربية، ضد إيران.
أما الصحف الأصولية مثل "كيهان" فلا تزال تنهج نفس الخطاب السابق، وهو تأكيدها على ضرورة "إلغاء كافة العقوبات الأميركية لكي تعود إيران إلى تعهداتها السابقة"، مشيرة في ذلك إلى تصريحات المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، وكتبت: "نفي المفاوضات المباشرة بين طهران وواشنطن".
في شأن آخر علقت صحف كثيرة مثل "اعتماد"، و"اقتصاد مردم"، و"مردم سالاري" وغيرها من الصحف على تصريحات فرشاد مؤمني، أستاذ الاقتصاد بجامعة العلامة طباطبائي بطهران، حول ما أظهرته نتائج بحوث معهد الأبحاث العالي الأخيرة، والتي كشفت عن تضاعف عدد السكان تحت خط الفقر، وهو ما يتطلب مناقشات جادة ويجب دراسة أسباب ذلك.
كما علقت الصحف على قول مؤمني في هذا الخصوص: "للأسف، في بعض الجهات، يعتبر أن النظر إلى القضايا الاجتماعية والاقتصادية للبلاد شأن أمني، وهذا يتسبب في إسكات الردود والانتقادات، وعندما تصبح الأوضاع هشة، لا يمكن التنبؤ بالاحتجاجات ولا يمكن احتواؤها هذه المرة".
والآن نقرأ تفاصيل بعض صحف اليوم:
"مستقل": المتطرفون في إيران ليس لديهم خطوط حمراء
أشار محمد تقي فاضل ميبدي، الأستاذ في الحوزة العلمية، إلى هجوم التيار الأصولي على مرجع التقليد البارز، صافي كلبايكاني، وقال في هذا الخصوص إن هناك تيارا متطرفا في إيران يقف أمام كل سياسة أو موقف عقلاني، مضيفا "ليس معلوما أين منشأ هذا التيار ومصدره، هم يحاولون سلب أي استقرار في البلد وليس لديهم خطوط حمراء في هذا الصدد".
وأضاف فاضل ميبدي، حسب ما نقلت صحيفة "مستقل": "هجوم هؤلاء المتطرفين على صافي كلبايكاني يثير الشكوك ويجب تقصي من أين يصدر هذا التيار"، مشيرا إلى هجوم المتطرفين على السفارة السعودية في إيران، وما نتج عن ذلك من قطع العلاقات بين البلدين، وقال "انظروا إلى هجومهم على السفارة السعودية وكم هي الخسائر التي حملوها على البلاد، فحتى الآن يجب علينا أن نستمر في العمل من أجل ترميم العلاقات بين البلدين".
"آفتاب يزد": المئات من وعود رئيسي ونائبه لن تسطيع تضميد جراح الناس
قال المحلل السياسي، مهدي ذاكريان، في مقابلة مع صحيفة "آفتاب يزد"، إن هناد أدلة وبراهين تظهر وجود تيار وشخصيات داخل البلاد مستعدة للتضحية بالشعب واقتصاد البلد من أجل استمرار الوضع الراهن، وبقاء العقوبات الاقتصادية على البلد؛ لأنهم يتكسبون من هذا الوضع"، حسب تعبيره.
وذكرت الصحيفة في ختام تقريرها، الذي نقلت فيه تصريحات عدد من المحللين والخبراء حول المستفيدين من هذه العقوبات على إيران، وقالت: "هناك حقيقة مرة تقول هي أن هناك "منتفعين من العقوبات"، وقد تخطى الأمر حالة الجدل السياسي أو الفئوي، وهذه القضية قد دمرت حياة الشعب ورأس مالهم، هناك أزمة البورصة والغلاء وشظف العيش لكن هذه بجانب وبجانب آخر يقف المنتفعون من العقوبات، وهم قد جعلوا الناس غاضبين، وبلا ثقة بما يقوله المسؤولون".
وأضافت: "إن المئات من وعود رئيسي وآلاف الوعود من غيره أمثال نائب الرئيس محمد مخبر ومحسن رضائي، لن تكون قادرة على تضميد جراح الناس التي تكمن في العقوبات ومسببيها!".
"كيهان": أميركا قادت الاتفاق النووي إلى طريق مسدود.. لكنها فشلت
قالت صحيفة "كيهان"، القريبة من المرشد الإيراني، إن المفاوضات القادمة بسبب التغيير في شكل الوفد الإيراني التفاوضي، واستمرار العقوبات الأميركية ضد إيران لن تكون سهلة، موضحة أن إدارة بايدن وعلى الرغم من ادعائها امتلاك استراتيجية للتعامل مع ملف إيران النووي إلا أن الواقع يظهر خلاف ذلك، حيث أن جو بايدن حتى الآن لم يظهر حسن نية تجاه ملف إيران النووي ولم يتخذ خطوات عملية، حسب الصحيفة.
وادعت الصحيفة أن الولايات المتحدة الأميركية حاولت أن تقود الاتفاق النووي إلى طريق مسدود، لكنها قد فشلت في هذا المسار.
"ستاره صبح": الاتفاق النووي أصبح في نهاية مطافه
في المقابل قال المحلل السياسي، علي بيكدلي، في مقابلة مع صحيفة "ستاره صبح" إن الحديث الآن أصبح يدور حول وجود الاتفاق النووي من عدمه، حيث بات الكثيرون يعتقدون بأن الاتفاق النووي الإيراني قد وصل إلى نهاية مطافه، مشيرا إلى وجود توقعات لدى كل من إيران والولايات المتحدة، وهو توقعات غير قابلة للتنفيذ والإجراء، وهو ما جعل المسافة بين طرفي المفاوضات تصبح بعيدة يوما بعد يوم.