أهالي ضحايا انفجار إيران يؤكدون: القتلى بالعشرات والجرحى بالمئات.. والسلطات تخفي الأعداد الحقيقية

قال آدريان فضائلي، الخبير البارز في مجال الفضاء الجوي، في مقابلة مع قناة "إيران إنترناشيونال": "في الهجوم الأخير الذي شنته إسرائيل على إيران، تم استهداف الموقع الدقيق لخلاطات إنتاج وقود الصواريخ الصلب".

وأوضح فضائلي أن هذا الهجوم من المحتمل أن يكون قد تسبب في تعطيل عملية إنتاج وقود الصواريخ الصلب داخل إيران، مما اضطر طهران إلى تعويض هذا النقص عن طريق شراء وقود صلب جاهز من الصين.

وأضاف: "على الأرجح أن السفن المحملة بهذه المواد، والتي رست في ميناء بندر عباس، إما تعرضت لانفجار أو تم استهدافها بهجوم".

وكانت القناة 12 الإسرائيلية قد نقلت عن مسؤولين إسرائيليين نفيهم لأي دور لإسرائيل في انفجار ميناء رجائي.

أصدرت النيابة العامة بيانًا بخصوص انفجار ميناء رجائي في بندر عباس، حذرت فيه الناشطين على شبكات التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام من التطرق إلى "مواضيع تخل بالأمن النفسي للمجتمع"، مهددة باتخاذ إجراءات قانونية بحقهم.

ونقلت وكالة أنباء "ميزان"، التابعة للسلطة القضائية الإيرانية، عن النيابة العامة قولها: "سيتم التعامل وفق القانون مع الأشخاص الذين ينشرون محتويات كاذبة أو يروجون للأكاذيب أو يسيئون بطريقة تؤدي إلى الإخلال بالأمن النفسي للمجتمع".

وقد وجّه البيان تعليمات إلى جميع المدعين العامين في أنحاء البلاد بالتعامل الفوري والفعال والرادع مع الأفراد الذين يقومون عبر الفضاء الإلكتروني بنشر معلومات غير صحيحة أو يسببون تشويشًا في الرأي العام حول حادثة انفجار ميناء رجائي.

وقد قامت السلطة القضائية الإيرانية في السنوات الماضية بفتح ملفات قضائية ضد مواطنين وصحافيين ووسائل إعلام أدلوا بآرائهم أو نشروا تقارير عن حوادث مختلفة.

دعا أحمد ميدري، وزير العمل الإيراني، إلى تعبئة إمكانيات أربع محافظات، هي هرمزكان، وبوشهر، وفارس، وكرمان، من أجل تقديم الرعاية للمصابين في حادثة انفجار ميناء رجائي.

وفي اتصال هاتفي مع المدير العام لمؤسسة التأمين الاجتماعي ومديري العمل والتأمين الاجتماعي والخدمات العلاجية في هذه المحافظات، أصدر ميدري تعليمات بتعبئة جميع الإمكانيات التابعة لهذه المؤسسات لتقديم رعاية "عاجلة وفعالة" للمصابين.

في الوقت نفسه، أرسل محمد باقر قاليباف، رئيس البرلمان، وفداً من أعضاء أربع لجان برلمانية إلى بندر عباس لإجراء تحقيق فني ومهني حول انفجار ميناء رجائي.

وكان الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، قد أعلن سابقًا أن إسكندر مؤمني، وزير الداخلية، قد تم إرساله كممثل خاص إلى المنطقة بهدف إجراء تحقيق دقيق في أبعاد الحادثة، وتنسيق الجهود اللازمة، ورعاية أوضاع المصابين.

وبالإضافة إلى مؤمني، توجهت فرزانه صادق، وزيرة الطرق وإعمار المدن، إلى بندر عباس لمتابعة أوضاع الحادثة في ميناء رجائي.

أفادت تقارير بأن السفينة "جيران"، المتهمة بنقل مواد مرتبطة ببرنامج الصواريخ الإيراني من الصين إلى إيران، كانت قد رست في ميناء رجائي قبل أقل من شهر من الانفجار.

وذكرت مجلة "نيوزويك" في مارس الماضي، نقلاً عن موقع "Maritime Executive"، أن السفينة التجارية "جيران"، الخاضعة للعقوبات الأميركية، رست في بندر عباس بعد مغادرتها الصين، وكانت السلطات تشتبه في أنها تحمل مواد كيميائية تدخل في تصنيع وقود الصواريخ الصلبة.

وبحسب التقرير، فقد كانت الشحنة تحتوي على مادة "بيركلورات الصوديوم"، وهي مادة تُستخدم بشكل مباشر في إنتاج وقود الصواريخ.

كما كشفت صحيفة "فايننشيال تايمز" سابقاً أن سفينتي "جيران" و"كلبن" قد نقلتا أكثر من ألف طن من بيركلورات الصوديوم من الصين إلى إيران، وكان من المفترض أن تسلم هذه الشحنة إلى الحرس الثوري الإيراني.

وتفيد التقارير الواردة إلى قناة "إيران إنترناشونال" أن الحاويات التي انفجرت في ميناء رجائي كانت تابعة لشركة "بناكستر"، وهي شركة مرتبطة بشركة "سبهر للطاقة"، التي فرضت عليها الولايات المتحدة عقوبات في فبراير الماضي، بسبب التعاون في بيع النفط الإيراني.

ورغم إعلان سلطات الجمارك الإيرانية أن سبب الانفجار هو وجود بضائع خطرة ومواد كيميائية، فإن أسئلة عديدة لا تزال مطروحة بشأن طبيعة الشحنات المخزنة والدور المحتمل لها في وقوع الحادث.

قال إبراهيم رضائي، المتحدث باسم لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني، إن بعض وسائل الإعلام تحاول تشبيه الحادث بانفجار مرفأ بيروت، لكن فرضية العمل الإرهابي "مجرد تكهنات إعلامية".

وأضاف أن اللجنة دخلت على خط التحقيق، مشيراً إلى أن الوضع "تحت سيطرة القوات الأمنية".

قال فرزين نديمي، الباحث البارز في الشؤون الدفاعية والأمنية، لقناة "إيران إنترناشيونال" إن الحادثة تبدو غير مرتبطة بمواد وقود عادية، بل تشبه انفجار مواد كيميائية مخزنة في مستودع شركة بناكستر.

وأضاف أنه رغم عدم التأكد التام من نوعية المواد، إلا أن سوابق الشركة، بما في ذلك استيراد شحنات من الصين وعلاقتها بشركة "سبهر للطاقة"، تشير إلى احتمال ارتباط هذه المواد بصناعة الصواريخ.

وأوضح نديمي أيضا أن سفينتين رستا في بندر عباس خلال شهري فبراير ومارس، قد تكون لهما علاقة بالحادثة، حيث حملتا مواد صلبة لوقود الصواريخ وذخائر حربية.

أصدر الرئيس الإيراني مسعود بزشکیان، عبر منشور على منصة "إكس"، أمرا بالتحقيق في أوضاع وأسباب انفجار ميناء رجائي بمدينة بندر عباس جنوبي إيران.

وأشار إلى أن إسکندر مؤمني، وزير الداخلية، تم إيفاده كمبعوث خاص إلى المنطقة لمتابعة أبعاد الحادث بدقة، وتنسيق الجهود اللازمة، والعناية بالمصابين.

وبالإضافة إلى مؤمني، توجهت فرزانه صادق، وزيرة الطرق والإسكان، إلى مدينة بندر عباس لمتابعة أوضاع حادثة ميناء رجائي.

أفادت القناة 12 الإسرائيلية، نقلاً عن مسؤولين إسرائيليين، بأن إسرائيل ليس لها علاقة بانفجار ميناء رجائي جنوبي إيران.

وتقول السلطات الإيرانية إن الحريق في مستودع للمواد الكيميائية أدى إلى الانفجار، لكن لا يزال السبب الدقيق للحادثة غير محدد.

أعلن إسماعيل بقائي، المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، أن المحادثات غير المباشرة بين طهران وواشنطن مستمرة في "أجواء جدية".

وكتب بقائي على منصة "إكس": "يواصل الطرفان تبادل مواقفهما وآرائهما عبر الجانب العُماني بشأن كل من إنهاء العقوبات بشكل فعّال، وبناء الثقة فيما يتعلق بالطبيعة السلمية للبرنامج النووي الإيراني، وصيانة حق إيران في الاستخدام السلمي للطاقة النووية".

قالت فاطمة مهاجراني، المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية، حول انفجار ميناء رجائي: "ما هو واضح حتى الآن أن حاويات تم تخزينها في ركن من الميناء، ويُحتمل أنها كانت تحتوي على مواد كيميائية، قد انفجرت".

وأضافت أن إبداء رأي دقيق وخبير بشأن سبب وطبيعة الحادث صعب وسيستغرق وقتاً حتى يتم إطفاء الحريق بالكامل.

وبحسب تقرير منظمة الإغاثة والإنقاذ، فقد تم إجلاء جميع المصابين من المنطقة، ويواصل رجال الإطفاء جهودهم للسيطرة على الحريق.