غموض حول انفجار ميناء رجائي.. و"تقصير" الإعلام الرسمي.. و80% يؤيدون المفاوضات
لا يزال الغموض يحيط بأسباب انفجار ميناء رجائي ببندر عباس في إيران، وسط محاولات حكومية إيرانية لنفي ما يتم نشره في وسائل الإعلام الدولية من أن وجود شحنات من الوقود المخصص لاستخدام الصواريخ كان السبب في وقوع هذا الانفجار الكبير نهار السبت الماضي.
صحيفة "كيهان"، المقربة من المرشد علي خامنئي، هاجمت وسائل إعلام غربية، وقالت إن ادعاء وجود وقود صواريخ في الميناء محاولة من الإعلام الغربي لإبعاد شبهة تورط إسرائيل وأميركا في هذا الحادث.
صحيفة "جمهوري إسلامي" انتقدت تسارع المؤسسات العسكرية والأمنية لإصدار البيانات الإعلامية أثناء وقوع مثل هذه الأحداث، وقالت: "كان الأحرى بدل إصدار البيانات أن تقوم هذه المؤسسات بمعالجة الثغرات الأمنية الموجودة في إيران".
أما صحيفة "هم ميهن" الإصلاحية فأشارت إلى ما تم الإعلان عنه من قبل الادعاء العام في طهران من صدور قرارات إدانة وتجريم لبعض وسائل الإعلام والنشطاء الإعلاميين بسبب نوع التغطية لحادث الانفجار.
وتساءلت الصحيفة: "هل هذه الإدانات والتجريم ضد وسائل الإعلام والإعلاميين يشمل مؤسسة الإذاعة والتلفزيون؟"، مؤكدة أن انتشار الكثير من الشائعات والأخبار غير الصحيحة سببها ضعف أداء التلفزيون الرسمي، وعدم نقله لما يجري في الواقع بدقة وحرفية، وهذا يعتبر "تقصيرا" ويساوي في القانون القيام بفعل خاطئ وغير قانوني.
كما عنونت صحيفة "سازندكي" حول الموضوع وكتبت في المانشيت: "ضعف التغطية الإعلامية"، وقالت إنه على الرغم من مرور ساعات طويلة على الحادث، وتسجيل مقتل 40 شخصا وإصابة أكثر من 1000 آخرين لم تقدم بعد رؤية واضحة ودقيقة لما جرى في هذا الميناء الاستراتيجي.
على صعيد المفاوضات قالت صحيفة "اعتماد" إن 80 في المائة من الإيرانيين- وفقا لآخر استطلاعات الرأي- يؤيدون المفاوضات مع الولايات المتحدة الأميركية، والتوصل لاتفاق معها بالتزامن مع الحفاظ على الإنجازات الصاروخية والنووية التي تمت خلال السنوات الماضية، فيما يعتقد 18 في المائة أن المفاوضات ليست الطريقة المثلى للتعامل مع أميركا.
والآن يمكن قراءة المزيد من التفاصيل في الصحف التالية:
"كيهان": أهداف الإعلام الغربي من ربط انفجار الميناء بشحنة وقود مستوردة من الصين
صحيفة "كيهان"، القريبة من المرشد الإيراني، علقت على ما تم تداوله في وسائل الإعلام الغربية من أن انفجار ميناء رجائي ناتج عن شحنة وقود مستوردة من الصين لأغراض عسكرية ولاستخدامها في الصواريخ، وقالت إن طرح وسائل إعلام غربية مثل "رويترز" و"نيويورك تايمز" وغيرهما من وسائل الإعلام المشهورة يهدف لتحقيق عدة غايات.
أول هذه الأهداف- وفقا للصحيفة الإيرانية- هو تبرئة إسرائيل والولايات المتحدة الأميركية من أي دور محتمل في هذه الحادثة.
أما الهدف الثاني فهو ضرب البرنامج الدفاعي الإيراني بعد أن تحول هذا البرنامج إلى قذى في عيون أميركا وإسرائيل.
كما ذكرت الصحيفة أن تشبيه هذا الانفجار بانفجار بيروت قبل سنوات يهدف إلى اتهام إيران باستخدام الموارد والقطاعات المدنية لأغراض عسكرية.
"جمهوري إسلامي": المؤسسات الأمنية في إيران تسارع لإصدار بيانات في وقت الأحداث بدل معالجة الثغرات الأمنية
صحيفة "جمهوري إسلامي" انتقدت تسارع بعض المؤسسات العسكرية والأمنية في إيران لنفي ما يتم تداوله في الأخبار من أن وجود مواد خاصة تستخدمها إيران لأغراض عسكرية كان السبب في اندلاع هذا الانفجار الرهيب بميناء رجائي، وقالت إنه بدل هذا التسارع في النفي والتكذيب كان الأحرى بهذه المؤسسات العسكرية تعزيز الجوانب العسكرية وسد ما يوجد من ثغرات أمنية.
وكتبت الصحيفة في هذا الخصوص: "أصبح مرسوما في السنوات القليلة أن المؤسسات الأمنية والعسكرية في إيران تسارع لنفي كل السيناريوهات المطروحة بعد نشوب كل حادث، ثم يتم تعيين لجان للتحقيق في هذه الأحداث، لكن وبمرور الوقت وبعد أن تهدأ الأمور يتم تجاهل نتائج التحقيقات ولا يعلن ذلك للرأي العام وللمواطنين".
وتساءلت الصحيفة بالقول: "لا يعرف لماذا لا يتم الاكتفاء بجهة واحدة لتولي مهمة التحقيق والكشف عن النتائج في مثل هذه الحالات، ويتم بدل ذلك إنشاء العديد من اللجان التي لن تكشف من الحقيقة شيئا".
"آرمان ملي": إيران تريد اتفاقا مؤقتا وأميركا تصر على اتفاق دائم
على صعيد المفاوضات النووية، قالت صحيفة "آرمان ملي" إنه ووفقا للمصادر المطلعة فإن إيران تسعى إلى التوصل لاتفاق مؤقت مع الولايات المتحدة الأميركية، بينما تريد واشنطن الوصول إلى اتفاق دائم، وهو ما شكل نقطة اختلاف بين الطرفين حتى الآن.
كما لفتت الصحيفة إلى معضلة المتطرفين في إيران الذين يحاولون بشتى السبل إفشال المفاوضات وعرقلتها، وكتبت: "بقدر ما ينبغي أن نلوم ترامب على انسحابه من الاتفاق النووي، يجب علينا أيضا أن نلوم المتطرفين والمتشددين في إيران، حيث ساهموا في إفشال الاتفاق النووي السابق عبر حرقه في البرلمان والادعاء بان العقوبات لا تأثير لها على الاقتصاد الإيراني".
وأكدت الصحيفة أن الانهيار الاقتصادي الذي تعاني منه إيران لن يعالج بسرعة حتى لو تم التوصل لاتفاق بين طهران وواشنطن، مقررة أن التبعات والتكاليف الباهظة التي تحملتها إيران لن يتم التخلص منها بهذه السرعة والسهولة.