بين اتهامات بالتخريب وتحذيرات من الخيانة.. انفجار ميناء رجائي يسيطر على صحف طهران
نشرت صحف طهران الصباحية، الصادرة يوم الأحد 27 أبريل (نيسان)، روايات متشابهة حول الانفجار، الذي هزّ ميناء "رجائي" أمس، وكانت الصحيفة الوحيدة، التي أشارت في افتتاحيتها بشكل جدي إلى احتمالية التخريب، هي صحيفة "هم ميهن".
ورأت صحف التيار الأصولي، مثل "كيهان"، و"وطن امروز" و"جوان"، أن سبب الانفجار يعود إلى ضعف إجراءات السلامة في بعض الحاويات، ونسبت الغموض حول مصدر الحادث إلى أجهزة أمنية أجنبية و"المعاندين".
وفي المقابل، غطت الصحف الإصلاحية، مثل "اعتماد" و"سازندكي" و"شرق"، الحادث، من خلال إعادة نشر الأخبار المتعلقة به، والتي ظهرت في وكالات الأنباء الرسمية أمس.
لكن صحيفة "هم ميهن" وصفت في افتتاحيتها احتمال كون الانفجار "حادثًا عرضيًا"، وعدم ارتباطه بالجولة الثالثة من المفاوضات، بأنه أمر مستبعد.
"هم ميهن" تُحذّر من الخيانة
كانت صحيفة "هم ميهن"، القريبة من التيار الإصلاحي ومن مؤيدي الحكومة، هي الصحيفة البارزة الوحيدة في طهران، التي نسبت انفجار ميناء "الشهيد رجائي"، إلى عوامل خارجية.
وكتبت الصحيفة في افتتاحيتها بعنوان "حول الانفجار": "من غير المرجح أن يكون تزامن هذا الانفجار مع بدء المفاوضات الفنية بين إيران وأميركا صدفة".
وأشار كاتب افتتاحية الصحيفة إلى تصريحات سابقة للرئيس الأميركي، دونالد ترامب، موضحًا أن الولايات المتحدة، رغم معارضتها في هذه المرحلة شن هجوم عسكري على المنشآت النووية الإيرانية، فإنها قد لا تعارض عمليات غير عسكرية من جانب إسرائيل، وفسرت الصحيفة تصريحات ترامب بأنها تمنح إسرائيل تفويضًا لتنفيذ عمليات تخريبية.
وأشارت "هم ميهن"، في افتتاحيتها، إلى أن إسرائيل ربما لم تتدخل مباشرة في الانفجار، بل كلّفت به "عملاء أو جماعات قريبة منها"، محذرة من "الخيانة" الداخلية.
وأوضح الكاتب أن إيران، التي يبلغ تعداد سكانها 85 مليون نسمة، تضم ما لا يقل عن 10 آلاف شخص في مناصب تتيح لهم "نفوذًا". وكتبت الصحيفة أن هؤلاء الأشخاص، إذا افتقروا إلى الشعور الوطني والانتماء، يمكن أن يتسببوا بأقل تكلفة في "خيانة" للبلاد، مما يؤدي إلى أضرار لا يمكن تعويضها.
كما أشار الكاتب إلى النواقص السياسية والاجتماعية، إلى جانب الثغرات الأمنية، وذكر أن ما يُعرف اليوم بـ "النفوذ" يتأثر أكثر بالفجوة بين الشعب والنظام، وليس فقط بأنشطة التجسس والاستخبارات. ووصف هذه الفجوة بأنها "مدمرة"، وحذر من أنها تخلق شعورًا بالاغتراب داخل البلاد.
"كيهان": ربط الانفجار بالمفاوضات لا أساس له
كتبت صحيفة "كيهان"، المقربة من المرشد الإيراني، علي خامنئي، وتُعرف بأنها تعكس بشكل غير مباشر مواقفه، في تقريرها عن انفجار ميناء رجائي: "تجد القنوات التلغرامية والحسابات المزيفة المحلية والأجنبية المعادية في مثل هذه اللحظات فرصة لفرض رواياتها غير الموثّقة على أذهان الجمهور".
وأكدت الصحيفة أن تزامن هذا "الحادث" مع الجولة الثالثة من المفاوضات بين إيران وأميركا في مسقط أدى إلى ظهور "مختلف أنواع التعليقات والتحليلات غير الموثّقة حول سبب الحادث".
وفي الختام، تناولت الصحيفة الغموض حول سبب انفجار ميناء رجائي، وانتقدت "كل فرد يعتبر نفسه مخولاً بنشر صور أو تحليلات تتعلق بحادث لم تتضح أبعاده وأسبابه بعد"، مطالبة بتحديد وإعلان سبب هذا "الحادث" بشكل سريع وبالأدلة العلمية، سواء كان ناتجًا عن تقصير أو إهمال أو عدم الالتزام بالتحذيرات الأمنية السابقة، أو أن يكون له "أسباب وعوامل" أخرى.
"جوان": علاقة تقرير جهاز الاستخبارات والأمن الهولندي بانفجار ميناء رجائي
كتبت صحيفة "جوان"، التابعة للحرس الثوري الإيراني، في افتتاحيتها بعنوان "خلفيات الاضطراب الإدراكي الهولندي في ميناء الشهيد رجائي"، مهاجمة تقريرًا حديثًا لجهاز الاستخبارات والأمن الهولندي، مدعية أن "الشائعات" حول أسباب انفجار ميناء رجائي مرتبطة بغرفة مدعومة من هذا الجهاز.