الجولة الثالثة للمفاوضات.. والإساءة لأهل السُّنة.. وأزمات التلفزيون الإيراني

احتلت الجولة الثالثة من المفاوضات بين طهران وواشنطن، والإساءة لأهل السُّنة عبر التلفزيون الإيراني الرسمي، وردود الأفعال حول ذلك، احتلت صدارة الموضوعات في تغطية الصحف الإيرانية الصادرة اليوم السبت 26 أبريل (نيسان).

وذكرت صحيفة "سازندكي"، في صفحتها الأولى، أن التلفزيون الإيراني، أصبح بشكل رسمي وسيلة لإفساد حالة الوفاق والوحدة الوطنية في البلد، وذلك من خلال الإساءات المتكررة لأهل السُّنة والسياسيين، وعنونت في صدر صفحتها الأولى حول ذلك: "إعلام ضد الوفاق".

وعنونت صحيفة "هم ميهن" أيضا في صفحتها الأولى: "ارتدادات الإساءة في التلفزيون الرسمي"، ووصفت مؤسسة الإعلام الرسمية في إيران بأنها "مسببة للفوضى والأزمات"، موضحة أن نسبة فاعلية هذه المؤسسة، التي يُنفق عليها مليارات التومانات تعتبر بحد الصفر، وأن جميع الإيرانيين يتابعون الأخبار والأحداث من خلال وسائل التواصل الاجتماعي.

أما صحيفة "جام جم" التابعة لمؤسسة الإذاعة والتلفزيون فأشادت بما سمته "الموقف الصريح والسريع" لمؤسسة التلفزيون في التعامل مع "خطأ أحد البرامج"، وزعمت أن إجراءاتها في التعامل مع هذا الخطأ حظيت بقبول شعبي كبير ورضا من زعماء المذاهب الأخرى.

وعلى صعيد المفاوضات اعتبر عدد من الصحف، مثل "آرمان امروز"، أن مفاوضات اليوم السبت في العاصمة العُمانية مسقط تحتل أهمية أكبر، مقارنة مع الجولتين السابقتين من المفاوضات؛ نظرًا إلى أن أمورًا فنية سيتم طرحها اليوم للمرة الأولى، بعد أن كانت الجولتان السابقتان تركزان على المسائل الكلية والقضايا العامة.

وأشارت صحيفة "جوان" إلى تصريحات وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، الذي أكد أن طهران يمكن لها أن تواصل برنامجها النووي، بشرط استيراد اليورانيوم المخصب من الخارج، وهو ما اعتبرته الصحيفة نية أميركية بالسيطرة الكاملة على برنامج إيران النووي، والإشراف عليه بشكل دقيق.
والآن يمكننا قراءة المزيد من التفاصيل في تغطية الصحف التالية:

بعد موافقة خامنئي.. "كيهان": المفاوضات الحالية شريفة وذكية

أشارت صحيفة "كيهان"، المقربة من المرشد الإيراني، علي خامنئي، إلى تصريحات الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، الذي أكد أنه سيشن هجمات على إيران، في حال عدم التوصل إلى اتفاق، وقالت إن هذه التصريحات هدفها تخويف إيران وترهيبها.

وأوضحت الصحيفة المتشددة أن نهج ترامب خلال المائة يوم الأولى من حكمه أثبتت هذه الحقيقة، وهي أنه يشبه "النعجة التي تلبس قناع الذئب"، مؤكدة أن الولايات المتحدة الأميركية لو كانت تعرف أنها ستحقق أهدافها من خلال الهجوم العسكري على إيران، لما تريثت لحظة واحدة في تنفيذ هذا الهجوم.

كما علقت الصحيفة على موقف خامنئي من المفاوضات؛ حيث رفضها قبل شهرين، ثم عاد ليوافق على المفاوضات "غير المباشرة"، وزعمت أن خامنئي في ذلك الحين رفض المفاوضات، ووصفها بأنها غير شريفة وغير ذكية؛ لأن ترامب كان يحاول رسم خارطة تلك المفاوضات، ويحدد مساراتها ما دفع خامنئي إلى رفضها، لكن بعد ذلك قام خامنئي بفرض وضع جديد غيّر طبيعتها، وجعل منها مفاوضات "شريفة" و"ذكية".

وذكرت الصحيفة أنه في حال التزم الوفد الإيراني المفاوض بتعليمات خامنئي وتوجيهاته، ولم يتجاوز الخطوط الحمراء، كما فعل وفد إيران السابق في المفاوضات النووية، التي انتهت بإبرام الاتفاق النووي عام 2015، فإن أي نتيجة ستؤدي إليها المفاوضات تكون "شريفة" و"ذكية".

"ستاره صبح": إيران وحيدة ولا يمكنها مواجهة قوة الولايات المتحدة الأميركية

أكد رئيس تحرير صحيفة "ستاره صبح"، علي صالح آبادي، في المقال الافتتاحي بالصحيفة، أن النظام الدولي ليس مبنيًا على الأخلاق أو الحق، وإنما على القوة، والدولة القوية هي التي تملك الأوراق في المفاوضات، ومتفق عليه أن الولايات المتحدة الأميركية هي أقوى دولة في العالم، وأن إيران وحيدة، ولا يمكنها بمفردها الوقوف بوجه القوة الأميركية، لهذا يجب على النظام التوصل لاتفاق مع أميركا، وإبلاغ الشعب الإيراني بذلك.

ولفت الكاتب إلى المطالب الأميركية الأخيرة، التي تؤكد أنه لا يحق لطهران القيام بعمليات تخصيب اليورانيوم في الداخل، وأنه ينبغي أن تقوم باستيراد حاجتها لهذه المادة من الخارج.. مشددًا على ضرورة أن تأخذ طهران هذه التهديدات على محمل الجد، وقال: "إذا كانت إسرائيل هي من يهدد إيران بهجمات عسكرية في عهد بايدن، فإن ترامب الآن يقول إنه هو من يقود الهجمات العسكرية على إيران، إذا لم يتم التوصل لاتفاق حول برنامجها النووي".

"سازندكي": أخطاء التلفزيون الإيراني بحق أهل السُّنة ليست فردية بل ممنهجة

علقت صحيفة "سازندكي" على الإساءة، التي بثتها القناة الأولى من التلفزيون الإيراني، بحق الخليفة الراشد، أبوبكر الصدِّيق، وهو ما أثار موجة سخط واستياء كبيرة بين أهل السُّنة في إيران، وانتقادات من الشخصيات والسياسيين الداعين إلى وحدة الصف وترميم أخطاء الماضي.

وأكدت الصحيفة أن هذه ليست هي المرة الأولى، التي ترتكب فيها مؤسسة التلفزيون الإيراني مثل هذه الأعمال المفسدة لحالة الوفاق، التي يتم العمل عليها ولا يمكن اعتبار ذلك "خطأً فرديًا"، بل إنه انعكاس لرؤية وتوجهات مقلقة للمسؤولين ومدير الإعلام الرسمي في إيران.

ونقلت الصحيفة مواقف بعض الشخصيات والنشطاء الإعلاميين؛ حيث دعا الكاتب الإصلاحي، عباس عبدي، الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، إلى تجهيز تقرير مفصل عن أداء المؤسسة الإعلامية، وتقديم ذلك للمرشد علي خامنئي؛ من أجل البدء بتغييرات أساسية في التلفزيون الإيراني.

كما نشرت الصحيفة كلام الناشط محمد مهاجري، الذي دعا إلى طرد رئيس التلفزيون الرسمي، بيمان جبلي، المُعيّن من قِبل خامنئي، قائلاً: "خذوا بيد جبلي، وأوصلوه إلى البيت، بعد أن تكونوا قد استلمتم منه مفاتيح مبنى التلفزيون. وسوف ترون بعد أسبوعين أن الأمور لن تسوء أكثر مما هي عليه في الوقت الراهن، بل إنها ستصبح أفضل بكل تأكيد".