بعد اعتقاله 9 سنوات.. السويد تطالب إيران بالإفراج الفوري عن أحد مواطنيها المحكوم بالإعدام
طالبت الحكومة السويدية النظام الإيراني بالإفراج الفوري عن الباحث الإيراني- السويدي، أحمد رضا جلالي، الذي اعتُقل في طهران، قبل 9 سنوات وحُكم عليه بالإعدام، وجاء هذا الطلب بعد أن حذر جلالي، في رسالة بعث بها من السجن، من أنه وصل إلى "نقطة الانهيار".
ونشرت وزيرة الخارجية السويدية، ماريا مالمر ستينرغارد، بيانًا عبر منصة "إكس"، يوم الجمعة 25 أبريل (نيسان)، أشارت فيه إلى الذكرى السنوية التاسعة لاعتقال هذا الباحث المسجون في إيران.
وكتبت: "بعد أن تلقينا إشارات مقلقة للغاية بشأن تدهور حالته الصحية، استدعينا في مارس (آذار) سفير إيران بشكل عاجل إلى وزارة الخارجية السويدية. ونطالب بالإفراج الفوري عن أحمد رضا جلالي لأسباب إنسانية حتى يتمكن من العودة إلى عائلته في أقرب وقت ممكن".
وفي الذكرى التاسعة لاعتقاله في إيران، أُرسل جلالي رسالة من سجن "إيفين" بطهران، طالب فيها رئيس الوزراء السويدي والبرلمان الأوروبي بالمساعدة.
وقال جلالي، في رسالته الصوتية: "أنا على وشك الانهيار. 3288 يومًا من المعاناة والتهديد بالإعدام أظهرت عدم جدوى الكلمات والإدانات اللفظية".
وأشار جلالي إلى تقاعس السلطات السويدية، قائلاً: "إذا مت هنا، سواء بسبب الإعدام أو المرض، فإن المسؤولين، الذين تجاهلوا حالتي طوال هذه السنوات وأهملوني وتركوني، رغم قدرتهم على إعادتي إلى الوطن، سيكونون مسؤولين عن موتي".
وكان جلالي قد اعتُقل في 24 أبريل (نيسان) 2016، خلال إحدى زياراته إلى إيران، بدعوة من جامعتي طهران وشيراز، بعد مشاركته في مؤتمرات علمية، واتُهم بـ "التجسس". وفي 21 أكتوبر (تشرين الأول) 2017، أصدر أبو القاسم صلواتي، أحد قضاة محكمة الثورة سيئي السمعة في طهران، حكمًا بالإعدام ضده، وتم احتجازه منذ ذلك الحين في سجن "إيفين".
ونفى جلالي تهمة التجسس مرات عديدة، مؤكدًا أن تلفيق التهم وإصدار حكم الإعدام ضده جاء نتيجة "رفضه التعاون مع الحرس الثوري والتجسس على دول غربية".
تبادل السجناء.. وتجاهل جلالي
وفي رسالته الصوتية الأخيرة، انتقد جلالي أيضًا صفقات تبادل السجناء بين إيران وبلجيكا، وإيران والسويد، وقال: "في كلا الحدثين، تم استخدامي كأداة للمساومة، لكن تم استبعادي بشكل تمييزي، وتُركت خارج صفقة تبادل أسدي ونوري مع السجناء البلجيكيين والسويديين في إيران".
ووفقًا لاتفاق تبادل السجناء، الذي تم في يونيو (حزيران) من العام الماضي، أفرجت السويد عن المسؤول الإيراني السابق المدان بجرائم حرب، حميد نوري، وأُعيد إلى طهران. في المقابل، أفرجت إيران عن مواطنين سويديين، هما يوهان فلودروس، دبلوماسي بالاتحاد الأوروبي، وسعيد عزيزي، الذي اعتُقل بتهمة التجسس لصالح إسرائيل.
وفي 18 يونيو 2024، وبعد هذا التبادل، أرسل جلالي رسالة صوتية من سجن "إيفين"، انتقد فيها رئيس الوزراء السويدي، أولف كريسترسون، وقال إن الحكومة تركته "عاجزًا ووحيدًا".
وفي هذا التسجيل الصوتي، الذي استمر نحو أربع دقائق، خاطب جلالي رئيس الوزراء السويدي، وطالبه بأن يواجه، بشجاعة ومسؤولية، ابنه وأفراد عائلته، أمام كاميرات التلفزيون.
وطالب جلالي رئيس الوزراء السويدي بأن يشرح لابنه لماذا تركه في سجن "إيفين"، وماذا سيفعل له إذا أُعدم في إيران.
وأضاف هذا الطبيب والباحث السويدي- الإيراني: "أنتظر بفارغ الصبر أن أسمع كيف تثق بقراراتك، وتستطيع التحدث بصراحة مع ابني أمام وسائل الإعلام".