معتقل سياسي كردي يكشف تفاصيل تعرّضه لـ"تعذيب متخصص" وانتهاكات جسيمة في سجن أرومية بإيران

كتب السجين السياسي الكردي، رزكار بيكزاده باباميري، المحتجز بسجن أرومية المركزي في إيران، رسالة شرح فيها تفاصيل تعرّضه للتعذيب في مراكز احتجاز تابعة لجهاز الاستخبارات بمدينتي بوكان وأرومية، مؤكدًا أن "جريمته الوحيدة" مساعدة المحتجين.

وذكر باباميري، في رسالته، أنه خلال فترة احتجازه واستجوابه، التي امتدت لـ 130 يومًا، خضع لـ "تعذيب متخصص" شمل محاكاة الغرق (عن طريق الماء والكيس على الرأس)، والإعدام الصوري (الشنق والتصفية رميًا بالرصاص)، والصدمات الكهربائية على مناطق حساسة من جسده، والحرمان المستمر من النوم.

وأضاف أن عناصر الأمن كانوا يهددونه بالقتل وإخفاء جثته، وكانوا يؤكدون له أنهم يتمتعون بحصانة قانونية، ولن يُحاسَبوا على أفعالهم.

وتحدث كذلك عن الأضرار الجسدية الناتجة عن التعذيب، من بينها فقدان مؤقت للسمع في الأذن اليسرى، مشيرًا إلى أن محاولاته لتقديم شكاوى ضد المحققين والقاضي لم تجدِ نفعًا.

وبحسب رسالته، فقد تم فتح ملف قضائي في النيابة، إلا أن وكيل النيابة العسكرية أغلقه بحجة مرور الزمن، ورفض أيضًا إحالته إلى الطب الشرعي، مما وفّر غطاءً قانونيًا لجلاديه.

وفي معرض حديثه عن سير قضيته، أوضح أن قاضي المحكمة الثورية، خلال النظر في شكواه وعدد من المتهمين الآخرين بشأن التعذيب، قابلهم بالسخرية، ولم يأخذ أقوالهم على محمل الجد.

الاعتقال والتهم

اعتُقل رزكار بيكزاده باباميري، في 16 أبريل (نيسان) 2023، بسبب مشاركته في احتجاجات "المرأة، الحياة، الحرية" في مدينة بوكان، ولتأمينه أدوية ومستلزمات طبية للمصابين، جراء قمع تلك الاحتجاجات الواسعة.

ويُشار إلى أن باباميري مزارع يبلغ من العمر 47 عامًا وأب لثلاثة أطفال، كان يعيش بالقرب من قرية تيكان‌ تبه التابعة لمدينة بوكان الكردية. وكان أصغر أبنائه يبلغ من العمر عامين فقط وقت اعتقاله.

ووفقًا للائحة الاتهام الصادرة عن الشعبة العاشرة في نيابة أرومية العامة والثورية، فإن باباميري، ضمن ملف يضم 13 متهمًا آخر، يُتهم بجرائم مثل "المحاربة"، و"البغي"، و"التجمهر والتآمر ضد الأمن القومي واستقلال البلاد"، و"تمويل الإرهاب"، و"الدعاية ضد النظام"، و"التجسس"، و"التعاون مع دول معادية"، وهي اتهامات قد تؤدي إلى الحكم عليه بالإعدام.

ابنته تؤكد براءته

وفي تصريح خاص لـ "إيران إنترناشيونال"، قالت جينو بيك‌ زاده باباميري، ابنة السجين السياسي، إن أكثر من 600 يوم مرت على اعتقال والدها. مضيفةً أنه أكد، خلال أحد اللقاءات العائلية، أن أي اعترافات منسوبة إليه تم الحصول عليها تحت التعذيب، وأنه بريء تمامًا.

ونقلت عنه قوله: "أنا لست عضوا أو مؤيدا لأي حزب أو جماعة، ولم أرتكب أي عمل غير إنساني أو عنيف أو إجرامي. جريمتي الوحيدة كانت عملاً إنسانيا، وهو توفير الأدوية للمصابين في احتجاجات عام 2022 في بوكان. أنا مدافع عن حقوق الإنسان".

شهادة المتهمين الآخرين

بحسب ما نقلته ابنته ومحاميه، فإن ثلاثة متهمين آخرين في قضية قتل مرتبطة بالقضية ذاتها، أكدوا في مراحل الاستجواب وفي المحكمة الجنائية، أنهم لم يعرفوا رزكار باباميري قبل اعتقالهم، ولا تربطهم به أية صلة، ولا علاقة له بتلك الجريمة.

وأكد مصدر مطّلع لقناة "إيران إنترناشيونال" أنه لا أدلة أو قرائن على تورط رزكار في تلك الجريمة، وأنه لم يعترف تحت التعذيب بها، وأن النيابة لم تتمكن من صياغة تهمة قانونية ضده حتى بعد الاستجوابات.

وأضاف المصدر: "من غير الواضح لماذا تصر وزارة الاستخبارات على ربط ناشط في مجال حقوق الإنسان، شارك في إسعاف المصابين خلال احتجاج شعبي، بقضية قتل سياسي. قد تكون محاولة لترهيب سكان مدينة لعبوا دورًا بارزًا في انتفاضة (المرأة، الحياة، الحرية)".

وأنهت جينو حديثها بالقول: "والدي لم يكن ناشطًا سياسيًا ولا يزال كذلك. لقد اعتقل جهاز الاستخبارات في بوكان والدي سابقًا في عام 2014؛ بسبب نشره قصائد إنسانية على مواقع أدبية؛ حيث تعرض حينها للضرب والتعذيب. ما كتبه كان إنسانيًا، لكن في نظر هذا النظام، الإنسانية تُعد جريمة".