في ظل عدم اكتراث السلطات الإيرانية.. طالبان جامعيان يتعرضان لسطو مسلح في طهران
في تطور مقلق، تعرّض طالبان جامعيان لهجوم قرب سكنهما الطلابي في طهران، يوم الأربعاء 23 أبريل (نيسان)، في حلقة جديدة ضمن سلسلة الاعتداءات، التي تستهدف الطلاب في العاصمة الإيرانية.
وقال نائب رئيس جامعة "خواجه نصير" للشؤون الطلابية والثقافية، حامد علي صادقي: "إن الاعتداء الأخير وقع في منطقة ذات سجل سابق من الجرائم المشابهة"، مضيفًا أن "هذين الطالبين استُهدفا من قِبل عصابة مسلحة".
وقبل أيام فقط، تعرّضت طالبة من جامعة "شهيد بهشتي" لهجوم على بُعد 50 مترًا فقط من سكنها في حي ولنجك، شمال طهران، حيث كُسرت أسنانها وسُرق هاتفها.
وفي فبراير (شباط) الماضي، قُتل أمير محمد خليقي، وهو طالب إدارة أعمال يبلغ من العمر 19 عامًا من جامعة طهران، طعنًا بالسكين على يد لصوص قرب سكنه الجامعي.
وحذّرت الجمعيات الطلابية، بعد مقتل خليقي، من أن التهديد لا يقتصر على طهران، بل يمتد إلى السكن الطلابي في جميع أنحاء البلاد، منتقدة تجاهل السلطات للمطالب المتكررة بتأمين محيط تلك المساكن.
ورغم اندلاع احتجاجات بعد مقتل هذا الطالب، استمرت الاعتداءات؛ فبعد نحو شهر، تعرّض طالبان من جامعة العلوم الطبية بطهران لسرقة تحت تهديد السلاح الأبيض.
وذكر مجلس الطلاب أن الضحايا توجهوا إلى أمن الجامعة طلبًا للمساعدة بعد تعرضهم للتهديد بالأسلحة البيضاء.
ولم تقتصر هذه الجرائم على المناطق الطلابية؛ ففي 20 أبريل الجاري، انتشر مقطع فيديو لمهاجم على دراجة نارية ينتزع عقدًا من عنق امرأة كانت تحمل طفلها في جنوب طهران، مما أسقطهما أرضًا.
وفي الأسبوع الماضي، وثّقت كاميرا مراقبة عملية سرقة لعقد ذهبي من رجل كان جالسًا في مقهى بمنطقة سعادت آباد، شمال طهران.
وفي مدينة ميبد بمحافظة يزد، أظهر مقطع مصوّر تعرّض فتاة تبلغ من العمر 16 عامًا للعنف، وسرقة هاتفها في وضح النهار.
وقد أعلنت السلطات الإيرانية عن بعض الاعتقالات في قضايا بارزة، لكنها لم تتخذ حتى الآن إجراءات وقائية شاملة.
وبدلاً من ذلك، نصحت الجامعات طلابها باستخدام طرق بديلة ومضاءة بشكل أفضل، وهي توصية يعتبرها كثيرون اعترافًا ضمنيًا بتقصير السلطات.
وتأتي هذه الزيادة في جرائم الشوارع في وقت لا تزال فيه إيران تعاني أزمة اقتصادية خانقة؛ فقد وصلت نسبة التضخم إلى نحو 50 في المائة، فيما شهدت العُملة الإيرانية تدهورًا حادًا.
وبلغ سعر الدولار الأميركي، في الأسابيع الأخيرة مستوى 106 آلاف تومان، قبل أن ينخفض مؤقتًا إلى 80 ألف تومان، عقب استئناف المحادثات غير المباشرة مع الولايات المتحدة.
ويعيش أكثر من ثلث الإيرانيين حاليًا تحت خط الفقر، بينما يبلغ معدل البطالة في صفوف الشباب نحو 20 في المائة، و7 إلى 8 في المائة على مستوى البلاد، رغم أن الأرقام الحقيقية يُعتقد بأنها أعلى بكثير.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، أفادت صحيفة "هم میهن" الإيرانية بأن حالات سرقة الطعام من المتاجر في إيران قد ارتفعت، مرجعة السبب إلى ارتفاع الأسعار وتزايد الجوع بين المواطنين.
وكان رئيس شرطة التحقيقات الجنائية في طهران، علي ولي بور كودرزي، قد صرّح في سبتمبر (أيلول) الماضي بأن بعض اللصوص يلجؤون إلى السرقة فقط؛ بسبب الظروف الاقتصادية، مضيفًا أنه "إذا تحسنت الأوضاع، فإن أعدادهم ستنخفض".