التلفزيون الإيراني يطرد مسؤولين "أهانوا أهل السنة".. ويعيد قياديا تورط في قضية مشابهة
بث برنامج "سيماي خانواده" على القناة الأولى للتلفزيون الإيراني، يوم الأربعاء 23 أبريل (نيسان)، مقطعًا قصيرًا مسجلاً أهان فيه أحد الأشخاص معتقدات أهل السنة.
وأعلنت مؤسسة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية عن طرد العناصر المتورطة في بث البرنامج المسيء لأهل السنة وملاحقتهم قضائيًا.
في هذا السياق، تم تعيين مدير القناة الخامسة السابق، الذي طُرد في عام 2019 لسبب مماثل، رئيسًا لمنظمة "ساترا" بقرار من رئيس المنظمة يوم 22 أبريل (نيسان).
وتستمر ردود الفعل على بث المقطع القصير في برنامج "سيماي خانواده" رغم بيان الإذاعة والتلفزيون. وفي أعقاب هذا الحادث، أُعلن عن طرد مديرين اثنين من القناة الأولى وإحالة ثمانية أشخاص إلى الجهات القضائية.
وأصدر مصطفى محمي، ممثل الولي الفقيه في محافظة بلوشستان، ومنصور بيجار، محافظ المحافظة من أهل السنة، بيانًا مشتركًا يوم الخميس 24 أبريل (نيسان)، أعربا فيه عن تقديرهما لـ"التعامل السريع والحاسم من قبل الإذاعة والتلفزيون في عزل العناصر المخطئة وإحالتها إلى القضاء"، وكتبا أن العناصر المتورطة في هذا البرنامج، سواء عن قصد أو دون قصد، كانت "خدمًا لأعداء الإسلام"، وأن التعامل الحازم معهم يمكن أن يمنع تكرار مثل هذه الحوادث.
ما القصة وهل هي غير مسبوقة؟
في برنامج "سيماي خانواده" الذي بُث يوم الأربعاء 23 أبريل (نيسان) على القناة الأولى لتلفزيون إيران، استخدم ضيف البرنامج في مقطع مسجل عبارة مسيئة تجاه أحد الخلفاء الراشدين (أبو بكر)، لكن هذه ليست المرة الأولى التي يحدث فيها مثل هذا الأمر في الإذاعة والتلفزيون.
في مايو (أيار) 2019، خلال بث حفل على القناة الخامسة، أمسك أحد الأشخاص بالميكروفون ولعن الخلفاء الراشدين. تبين لاحقًا أن هذا الشخص هو "أحد قدمي"، المداح وصهر شقيقة محمود أحمدي نجاد، الرئيس الإيراني الأسبق.
في ذلك الوقت، تفاعلت منظمة الإذاعة والتلفزيون، التي كان يرأسها عبد العلي علي عسكري، بسرعة، واعتذرت، وأعلنت طرد جواد رمضان نجاد، مدير القناة الخامسة، بالإضافة إلى المنتج ومشرف البرنامج ومدير البرنامج الذي تضمن الإهانة لأهل السنة.
مصير المسيئين لأهل السنة
الآن، وبعد ست سنوات، عُين رمضان نجاد، الذي وُعد بطرده في ذلك الوقت، يوم 22 أبريل (نيسان)، أي قبل يوم واحد من بث البرنامج الأخير لـ"سيماي خانواده"، رئيسًا جديدًا لمنظمة تنظيم الصوت والصورة المنتشرة في الفضاء الافتراضي (ساترا) بقرار من بيمان جبلي، رئيس منظمة الإذاعة والتلفزيون.
على الرغم من إعلان طرد جواد رمضان نجاد، مدير القناة الخامسة، في عام 2019، فقد عُين في عام 2022 رئيسًا لبسيج المنظمة، وفي 22 أبريل (نيسان) الجاري رئيسًا لساترا.
بيان الإذاعة والتلفزيون ومنشور بيمان جبلي
وأصدرت منظمة الإذاعة والتلفزيون، يوم 23 أبريل (نيسان)، بيانًا رسميًا اعتذرت فيه لأهل السنة، وأعلنت أن بث البرنامج كان "خطأ لا يُغتفر ومشبوه"، وأكدت أن المنظمة أحالت 8 أشخاص إلى القضاء فور بث البرنامج.
وجاء في البيان أن مدير مجموعة الإنتاج المعنية ومدير البث في القناة الأولى تم عزلهما من منصبيهما. كما أصدر رئيس المنظمة تعليمات بتشكيل لجنة على وجه السرعة للتحقيق في الموضوع ومتابعته.
بالإضافة إلى البيان، تفاعل جبلي مع الموضوع في منشور وصف فيه الحادث بأنه "فتنة" و"جهل متطرف لا يُغتفر".
وعلى الرغم من أن العديد من مؤيدي النظام الإصلاحيين والمحافظين تفاعلوا مع الحادث الأخير، وغطت وسائل الإعلام أخبار توبيخ وطرد بعض المتورطين، إلا أن مستوى ردود الفعل يبدو أضعف بكثير مقارنة بعام 2019 عندما طُرد مدير القناة الخامسة.
كما أن عودة العناصر إلى الإذاعة والتلفزيون رغم الإعلان عن طردهم، مثل رمضان نجاد، تُظهر أن المنظمة (على الأرجح كما في التجربة السابقة) تعيد المتورطين إلى المنظمة بعد تهدئة الأجواء.