نائب سابق في البرلمان الإيراني: وضع إيران مزرٍ وخطير.. والشعب تجاوز المحافظين والإصلاحيين

حذر جواد آرين ‌منش، النائب السابق في البرلمان الإيراني، من الوضع "المزري" للأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في إيران، مشيرا إلى أن النظام قلق من "الظروف الخطيرة". كما نسب أسباب احتجاجات عام 2017 إلى خطيب جمعة مشهد، مؤكدًا أن "النظام بأكمله" أصبح "غير مبالٍ" بالمتشددين.

وفي حوار مع موقع "جماران" الإلكتروني، التابع لعائلة روح الله الخميني، أكد آرين ‌منش، وهو نائب محافظ من الأعوام 2004 إلى 2012، أن "القاعدة الشعبية للتيار المتشدد" تتقلص بشكل كبير حاليًا، وأن حتى الأيديولوجيات الدينية لم تعد قادرة على ربط الناس بهذا التيار.

وصف آرين‌ منش أوضاع إيران بأنها "متأزمة"، وأشار إلى أن عام 2025 هو العام الأخير لخطة التنمية بعيدة المدى للنظام الإيراني، قائلاً: "كان يفترض أن نكون الآن القوة الاقتصادية والعسكرية الأولى في المنطقة، لكن وضع إيران في جميع المجالات الاقتصادية والاجتماعية وغيرها مزرٍ للغاية".

وتطرق النائب السابق إلى أسباب اندلاع احتجاجات عام 2017، قائلاً: "في مثل هذه الظروف، أي تجمع أو احتجاج قد يكون مضرًا بالبلاد ويمهد لاندلاع اضطرابات أكبر. فقد شهدنا في أوقات مثل عام 2017 كيف أن التيار الراديكالي مهد للاحتجاج، لكنه فقد السيطرة لاحقًا، مما تسبب في خسائر مالية وبشرية كبيرة للمجتمع".

ويعتقد جزء من التيارين المحافظ والإصلاحي في إيران أن أحمد علم‌ الهدى، خطيب جمعة مشهد، كان المحرك الأولي لتلك الاحتجاجات.

وفي حوار سابق مع الموقع نفسه في أغسطس (آب) 2018، انتقد آرين‌ منش خطيب جمعة مشهد، قائلاً: "نعاني في إيران من سلسلة من المشكلات والأزمات الاقتصادية التي تزعج الناس؛ قضايا الفقر، والفساد، والتمييز، وعدم المساواة، إلى جانب ارتفاع معدل التضخم، والغلاء المتزايد، وانخفاض القوة الشرائية، وتراجع قيمة الريال، وعشرات المشكلات في المجال الاقتصادي... يجب أن يكون العلماء، ورجال الدين، وأئمة الجمعة رمزًا للوحدة والتكاتف وحل المشكلات. وصول ممثل الولي الفقيه إلى المسؤولين الكبار يجعل من غير الضروري حشد الناس للخروج إلى الشوارع والهتاف".

منذ منتصف عام 2024، كرر مسؤولون سابقون وحاليون في إيران تحذيراتهم من تراكم السخط الشعبي واحتمال اندلاع احتجاجات واسعة.

وفي 7 فبراير (شباط) الماضي، أعرب عبد الرضا رحماني فضلي، وزير الداخلية في حكومة حسن روحاني، والذي كان أحد كبار المسؤولين الأمنيين خلال الاحتجاجات الوطنية في نوفمبر (تشرين الثاني) 2019، عن قلقه من تراكم السخط في المجتمع، محذرًا حكومة مسعود بزشكيان من أن الوضع الحالي "أكثر إثارة للقلق" من نوفمبر 2019.

المتشددون تراجعوا بسبب تجاهل النظام لهم

يعتقد آرين ‌منش أن الظروف الدولية والإقليمية أصبحت أكثر حساسية، وأن النقص وعدم التوازن زادا من سخط المجتمع، وأن إيران قلقة من أن تتطور الأوضاع لتؤدي إلى احتجاجات واسعة.

وقال النائب السابق: "يبدو أن حتى قادة التيار المتشدد، الذين حاولوا دائمًا استغلال أي ظرف لصالحهم السياسي، أصبحوا الآن قلقين من أن أي خطوة غير حكيمة قد تؤدي إلى فقدان السيطرة على الأوضاع، خاصة أن تجاهل النظام لهم دفع بعضهم إلى ضبط أنفسهم".
وأكد هذا الناشط السياسي المحافظ: "على أي حال، وصلت السلطة الآن إلى مرحلة خطيرة، ولا سبيل أمامها سوى العقلانية وإعادة النظر في السياسات الخاطئة".

الشعب تجاوز المحافظين والإصلاحيين

وأقر آرين‌ منش بأن الشعب فقد ثقته بالمحافظين والإصلاحيين على حد سواء، قائلاً: "بسبب عدم كفاءة التيارات السياسية، تجاوز عامة الناس هذه التيارات".

واعتبر أن بقاء أنصار المتشددين "القليلين" يعود إلى مصالح شخصية، وأوضح: "حتى هؤلاء الأنصار القليلون للتيار المتشدد لا يرون مصالحهم في التركيز على قضايا مثل الحجاب أو معارضة المفاوضات، وبالتالي يتناقص عددهم يومًا بعد يوم. ربما لو أجري استطلاع رأي اليوم، لظهر أن جزءًا كبيرًا من الـ20% الذين صوتوا للسيد جليلي في الانتخابات قد غيروا آراءهم".