نفذ عمليات لصالح النظام.. زعيم عصابة إجرامية سويدية يعيش في إيران تحت حماية الحرس الثوري
أفادت معلومات وصلت إلى "إيران إنترناشيونال" أن روا مجيد، زعيم عصابة "فوكستروت" الإجرامية السويدية، الذي نفّذ عمليات ضد مواقع وأفراد مرتبطين بإسرائيل في شمال أوروبا والدنمارك بأوامر من فيلق القدس، يعيش الآن تحت حماية الحرس الثوري في إيران.
وقال مصدر قريب من الحرس الثوري لـ"إيران إنترناشيونال" إن روا مجيد تلقى مبالغ مالية من سفارة إيران في الدنمارك في فترتين مختلفتين لتنفيذ عمليات ضد سفارتي إسرائيل في كوبنهاغن واستكهولم.
وأضاف المصدر أن روا مجيد، رغم وجوده حاليًا في إيران، فإنه يتنقل إلى أفغانستان بتنسيق مع الحرس الثوري لتنفيذ بعض المهام.
عقوبات على عصابة "فوكستروت" وروا مجيد
في 14 أبريل (نيسان) الجاري، فرضت بريطانيا عقوبات على عصابة "فوكستروت" الإجرامية وزعيمها روا مجيد بسبب مشاركتهما في أنشطة عدائية بدعم من نظام طهران.
وأصدرت سفارة إيران في لندن بيانًا بعد إعلان الحكومة البريطانية، نفت فيه أي صلة لطهران بهذه العصابة الإجرامية، ووصفت الاتهام بأنه "لا أساس له".
كما أدان إسماعيل بقائي، المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، هذا الإجراء البريطاني، وقال إن مثل هذه الإجراءات ستؤدي إلى زيادة انعدام الثقة وتدهور العلاقات الدبلوماسية.
وفي 12 مارس (آذار) الماضي، فرضت وزارة الخزانة الأميركية عقوبات على روا مجيد وعصابة "فوكستروت" بتهمة تهريب المخدرات وتنفيذ عمليات ضد أهداف إسرائيلية.
وفي فبراير (شباط) الماضي، نقلت وسائل إعلام سويدية عن الموساد أن محاولة التفجير في يناير (كانون الثاني) أمام مبنى سفارة إسرائيل في ستوكهولم كانت من تدبير إيران ومجرمين موالين لها. وقد تمكنت الشرطة السويدية من تفكيك القنبلة.
وسبق أن أعلنت الشرطة وجهاز المخابرات السويدي أن طهران تستخدم عصابتي "فوكستروت" و"رومبا" الإجراميتين كوكلاء لها في دول شمال أوروبا.
ووفقًا لمعلومات نُشرت في وسائل الإعلام السويدية، وُلد روا مجيد، زعيم عصابة "فوكستروت"، في 12 يوليو (تموز) 1985 في كرمانشاه بإيران. كان ذلك خلال حرب إيران والعراق، عندما جاء والداه من كردستان العراق إلى إيران، ثم انتقلا إلى مدينة أوبسالا في السويد التي قبلت طلب لجوئهما.
وقد أشارت المعلومات ذاتها، إلى أن روا مجيد، أسس وهو شاب في بداية العشرينيات من عمره، عصابة إجرامية كانت تعمل في تهريب المخدرات وتجارة الأسلحة وغسل الأموال. وأُطلق عليه لقب "الثعلب الكردي" بسبب ذكائه.
في عام 2017، نشب خلاف بينه وبين أحد الأعضاء الرئيسيين في عصابته، إسماعيل عبدو، حول تقسيم مناطق السيطرة على تجارة المخدرات في السويد، فأسس عبدو عصابة إجرامية جديدة تُدعى "رومبا".
ويشير مصطلح "حرب العصابات" في السويد إلى الصراع بين هاتين العصابتين. وبعد عام، قتل مراهق يبلغ من العمر 16 عامًا ورجل يبلغ 20 عامًا والدة عبدو بأوامر من روا مجيد.
بعد ذلك، انتقل إلى تركيا حيث حصل على الجنسية التركية بشراء عقار، ولهذا السبب رفضت أنقرة تسليمه إلى السويد رغم إعلان الشرطة الدولية (الإنتربول) عنه.
في سبتمبر (أيلول) 2023، أفادت وكالة "ركنا" الإيرانية أن روا مجيد، المهرب الدولي، أُلقي القبض عليه عند دخوله إيران. وبعد أيام، نشر مصدر آخر خبر اعتقاله على يد الشرطة الحدودية. لكن الشرطة الإيرانية لم تؤكد هذا الخبر رسميًا.
وكان قد دخل تركيا قبل شهر بجواز سفر مزور، لكنه انتقل إلى إيران بعد أن ازدادت احتمالية القبض عليه من قبل الإنتربول.
وبعد ثمانية أشهر، قال والد روا مجيد لصحيفة "آفتون بلادت" السويدية إن ابنه، الذي أُلقي القبض عليه بعد محاولته دخول إيران دون جواز سفر وقضى حوالي ستة أشهر في السجن، أُطلق سراحه ويقيم الآن في إيران في مكان قريب من أفغانستان.
تعاون عصابة "رومبا" مع الحرس الثوري
إلى جانب روا مجيد، اتُهم إسماعيل عبدو، المجرم السويدي البالغ من العمر 35 عامًا من أصل تركي، بقيادة عمليات إرهابية ضد أهداف إسرائيلية بتكليف من إيران.
ووفقًا لتقارير إعلامية سويدية، في مايو (أيار) 2024، أطلق مراهق يبلغ 14 عامًا النار من مسدس نصف آلي عيار 9 ملم على سفارة إسرائيل في ستوكهولم، ثم ألقي القبض عليه من قبل الشرطة.
وأظهرت تحقيقات الشرطة السويدية أن هذا الهجوم، إلى جانب محاولة مماثلة من مراهق يبلغ 15 عامًا كان يحمل سلاحًا ناريًا وتوجه إلى السفارة في اليوم السابق، تم التخطيط لهما بتدبير من إيران عبر شبكات الجريمة المنظمة مثل عصابتي "فوكستروت" و"رومبا".
وإسماعيل عبدو، المعروف في السويد بين العصابات الإجرامية بلقبي "الفراولة" و"الدكتور"، انشق عن روا مجيد بعد خلاف معه وأسس عصابة "رومبا" الإجرامية.
وأصدر الإنتربول إعلانًا أحمر بحق عبدو بتهمة تهريب المخدرات. ووفقًا لتقارير إعلامية سويدية، تم اكتشاف شحنة واحدة له في جمارك السويد تحتوي على أكثر من طن وثلاثمائة كيلوغرام من الكوكايين.
وألقت الشرطة التركية القبض على عبدو في أواخر مايو (أيار) 2024 في منطقة سيهان بأضنة بتهمة حيازة سلاح غير قانوني، وأُطلق سراحه لاحقًا بكفالة قدرها 20 ألف ليرة.
عمليات تخريبية في الدنمارك
في الساعات الأولى من صباح الأول من أكتوبر (تشرين الأول) 2024، وقع انفجاران بالقرب من سفارة إسرائيل في كوبنهاغن، الدنمارك. ووفقًا لوكالة "أسوشيتد برس"، يُرجح أن الانفجارين نجما عن إلقاء قنبلتين يدويتين، وقد وقعا على بُعد حوالي 100 متر من السفارة الإسرائيلية، مما تسبب في أضرار لشرفة مبنى آخر، دون تسجيل إصابات أو خسائر بشرية.
وفي أعقاب الحادث، ألقت شرطة الدنمارك القبض على ثلاثة مراهقين سويديين تتراوح أعمارهم بين 15 و20 عامًا. وتم القبض على اثنين منهم في محطة القطار المركزية في كوبنهاغن.
ووفقًا لصحيفة "تايمز" اللندنية، ترتبط هذه الأفراد بعصابة "فوكستروت" الإجرامية، ويُرجح أن الهجوم نُفذ بأوامر من إيران.
وفي سياق التحقيقات، واجه اثنان من المراهقين اتهامات أولية بالإرهاب، تشمل حيازة خمس قنابل يدوية وإلقاء اثنتين منها من على سطح مبنى قريب من سفارة إسرائيل.
وجاءت هذه الانفجارات بعد يوم واحد فقط من إطلاق نار على سفارة إسرائيل في ستوكهولم، السويد. ووفقًا للتقارير، قد يكون الحادثان جزءًا من عملية منسقة دبرتها إيران ونُفذت عبر شبكات الجريمة المنظمة مثل عصابة "فوكستروت".