خطة أميركا البديلة.. والتعاون "غير المسبوق" مع روسيا.. والتفريط في "النووي"

لا يزال التفاؤل الحذر من المفاوضات الجارية بين إيران والولايات المتحدة هو سيد الموقف في تغطية الصحف اليومية والنتائج المرتقبة منها، خصوصا أنها تأتي بعد أن كانت طهران رافضة وبقوة للمفاوضات، وتصفها على لسان خامنئي نفسه بأنها "غير شريفة" و"غير حكيمة".

صحيفة "كيهان"، المقربة من المرشد والتي عادة ما تتبنى مواقف خامنئي من التطورات الداخلية والخارجية، حذرت اليوم من وجود "خطة B" لدى الجانب الأميركي، وقالت إن الولايات المتحدة قد وضعت خطة بديلة عن المفاوضات في حال فشلت ولم تحقق النتائج المطلوبة خلال مهمة زمنية حددتها واشنطن بـ60 يوما.

صحيفة "اطلاعات" قالت إن هناك 3 مجموعات في إيران هي من تنتقد المفاوضات الجارية وشكلها الحالي، أولها المجموعة التي تعتبر نفسها "العقل الكامل" الذي يفهم أفضل من الجميع، حيث ينتقد أعضاؤها كل هذا الانتظار للدخول في مفاوضات مع أميركا، ويتساءلون لماذا لم يتم التفاوض سابقا مع واشنطن؟

أما المجموعة الثانية فهي التي ترى أن أي شكل من أشكال خفض التصعيد والتوتر "خيانة"، ودائما تطرح شعارات ومواقف متشددة كثيرا ما تكون وجبات دسمة للإعلام الأجنبي.

وثالث هذه المجموعات المنتقدة للمفاوضات هي المعارضة في الخارج، حيث دائما- ومن خلال إعلامهم- يصورون أنفسهم كأنهم قاب قوسين أو أدنى من "تحرير إيران"، وهم مجموعات تعتبر داعمة ومؤيدة لعودة الملكية والاستبداد إلى إيران، حسب الصحيفة.

في شان آخر رحبت صحيفة "جوان"، المقربة من الحرس الثوري، بتوقيع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على اتفاقية التعاون الاستراتيجي المشتركة بين إيران وروسيا، وقالت إن تزامن هذا التوقيع مع التطورات الأخيرة له دلالات مهمة، مؤكدة أن التعاون بين طهران وموسكو على المستوى الأمني والسياسي والاقتصادي بات غير مسبوق، وقد يؤثر ذلك على معادلات القوة في المنطقة.

في سياق منفصل علقت صحيفة "كيهان" الأصولية على خبر عودة رجل الأعمال المثير للجدل بابك زنجاني إلى الحياة الاقتصادية، عبر عقد ضخم مع شركة سكك الحديد الإيرانية، بعد سنوات من الغياب بسبب السجن على خلفية قضايا فساد تورط فيها زنجاني خلال فترة عمله في حكومة الرئيس الأسبق محمود أحمدي نجاد.

الصحيفة قالت إن عودة زنجاني مرتبطة برغبة حكومة بزشكيان، كي يسمح المنتفعون من العقوبات بالمفاوضات الجارية ولا يعملون على عرقلتها وإفشالها بفضل النفوذ الواسع الذي يتمتعون به.

وأوضحت "كيهان" أن مثل هذه الاتفاقيات قد يكون الهدف منها منع عرقلة اتفاق دولي لإيران، لكنها بكل تأكيد ستؤدي إلى فقدان الثقة العامة بحكومة بزشكيان.

صحيفة "جمهوري إسلامي" انتقدت ظاهرة باتت منتشرة في إيران وهي ظاهرة التعيينات التي تتم وفقا للروابط الأسرية والعلاقات العائلية والمحسوبية، واصفة ذلك بأنه "داء خطير"، مؤكدة أنه وبسبب انتشار هذه الظاهرة فإن الأفراد الفاشلين أصبحوا هم من يتصدون للمناصب والمسؤوليات في إيران.

والآن يمكن قراءة المزيد من التفاصيل في الصحف التالية:

"كيهان": لدى أميركا خطة بديلة في حال فشلت المفاوضات النووية

حذرت صحيفة "كيهان"، المقربة من المرشد علي خامنئي، المسؤولين وصناع القرار في إيران من وجود خطة بديلة لدى الجانب الأميركي في حال فشلت المفاوضات الجارية بين البلدين بوساطة من سلطنة عمان.

وكتبت الصحيفة في هذا الخصوص: "لا ننسى عندما يحدد الأميركيون فرصة 60 يوما للمفاوضات الجارية مع إيران فذلك يعني حتما أنه لديهم خطة بديلة (B) للقيام بها بعد انتهاء المهلة الزمنية المحددة".

وزعمت الصحيفة أن ترامب ومنذ مجيئه إلى البيت الأبيض في الدورة الأولى لرئاسته كان يفكر بخطة واستراتيجية شاملة للتعامل مع إيران و"قوتها المتزايدة".

وحذرت الصحيفة من خطر القضاء على المشروع النووي الإيراني بشكل كامل عبر هذه المفاوضات، وذكّرت النظام بأن المشروع النووي الإيراني كلف الكثير على الصعيد الاقتصادي والإنساني، حيث خسرت إيران العديد من علمائها النوويين أمثال فخري زاده ومصطفى روشن وشهرياري وعلي محمدي.

وأكدت الصحيفة ضرورة أن تكون المفاوضات محصورة على القضايا الهامشية للملف النووي الإيراني، وليس على لبه وأصله، لأن هذه القضية تدخل ضمن المصالح الكبرى ولا ينبغي التفريط بها، حسب ما جاء في الصحيفة.

"اعتماد": المسؤولون الإيرانيون يتقاضون رواتبهم حسب الدولار.. فكيف لهم أن يشعروا بمعاناة المواطنين؟

على صعيد اقتصادي انتقدت صحيفة "اعتماد" عدم إدراك المسؤولين الحكوميين في إيران للواقع المأساوي الذي يعيشه الشعب الإيراني اليوم.

وكتبت: "عندما يحقق المسؤول حاجاته اليومية له ولأسرته بمجرد اتصال هاتفي، وعندما يكون راتبه بالدولار وإنفاقه بالتومان الإيراني، وعندما يدرس أبناؤه خارج البلد، وعندما لا يذهب إلى المخابز ولا الصيدليات، فكيف له أن يدرك معاناة الشعب والمواطنيين وقهرهم؟ كيف له أن يصدق أن العقوبات ليست مجرد لعبة جيوسياسية وإنما هي عبارة عن معاناة مع الحصول على قوت اليوم للمواطن العادي الإيراني".

وأضافت الصحيفة: "تعالوا لنكن صادقين مع أنفسنا. المسؤولون الذين لا يعيشون ما يعيشه المواطنون من ألم ومعاناة فإن وجود الأزمات قد تكون بالنسبة لهم فرصة لتبرير عجزهم وضعف أدائهم، وليس وسيلة للقيام بالإصلاح المطلوب".

وختمت الصحيفة الإصلاحية بالقول:" نأمل أن يأتي اليوم الذي يعيش فيه المسؤولون ما يعيشه المواطنون، ويتركوا الطرق الخاصة والمحسوبيات التي يتمتعون بها في حياتهم الشخصية والأسرية، ويفكروا في حلول حقيقية للأزمات في إيران".

"آرمان ملي": لماذا تبرم الحكومة اتفاقية مع شركة زنجاني المتهم بقضايا فساد كبيرة؟

في مقال نشرته صحيفة "آرمان ملي" كتب المحلل والناشط السياسي محمد مهاجري مقالا انتقد فيها سماح حكومة بزشكيان بعودة "مفسد اقتصادي" للعمل معها وإبرام اتفاق مع شركة تتبع له، متسائلا بالقول: ألا يوجد مستثمرون ورجال أعمال آخرون غير بابك زنجاني للتعاقد معه؟".

وأضاف الكاتب: في عهد حكومة رئيسي السابقة استغرقت محاولات شراء طائرتين 4 سنوات فكيف لبابك زنجاني أن يشتري 32 طائرة وفقا لما هو متفق عليه في العقد بين الحكومة وبين شركة زنجاني؟".

كما لفت إلى ذهاب وزير في حكومة بزشكيان من أجل التوقيع على الاتفاق بين شركة زنجاني وبين شركة سكك الحديد الإيرانية، موضحا أن "الكثير من الإيرانيين اليوم لديهم أسئلة لم تتم الإجابة عليها فيما يتعلق بالأموال التي يمتلكها زنجاني، وأين كانت هذه الأموال خلال السنوات الأخيرة عندما كان مسجونا في إيران وكيف تمت استعادتها؟ وغير ذلك من الأسئلة".