الأسواق تترقّب محادثات إيران وأميركا..انخفاض أسعار النفط وارتفاع التومان
انخفضت أسعار النفط بأكثر من 2 في المائة اليوم الاثنين وسط مؤشرات على إحراز تقدم في المحادثات بين الولايات المتحدة وإيران.
وقال وزير الخارجية الإيراني إن هناك "أجواء إيجابية"، مشيرًا إلى إحراز تقدم في المحادثات غير المباشرة مع الولايات المتحدة التي جرت في روما.
ونقلت وكالة "رويترز" عن مسؤول في إدارة ترامب قوله إن طهران وواشنطن "أحرزتا تقدمًا جيدًا جدًا" في محادثاتهما المباشرة وغير المباشرة، واتفقتا على الاجتماع مجددًا الأسبوع المقبل.
وقد سجل التومان الإيراني ارتفاعًا ليصل إلى 82400 تومان مقابل الدولار بعد محادثات روما، وهو أفضل مستوى له منذ عودة ترامب إلى الحكم في (كانون الثاني)، بعد أن كان قد بلغ ذروته عند 1058,00 تومان في 8 أبريل (نيسان).
وقال وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي إن محادثات إيران النووية مع الولايات المتحدة تكتسب زخمًا، مضيفًا أنه "حتى غير المتوقع أصبح ممكنًا الآن".
وأكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أن الجولة الثانية من المحادثات مع الولايات المتحدة في روما كانت مثمرة، لافتًا إلى أن المفاوضات الفنية ستستأنف في عُمان يوم الأربعاء قبل عقد جولة ثالثة من المحادثات رفيعة المستوى يوم السبت المقبل.
وأُقيمت الجولة الثانية من المحادثات يوم السبت في مقر إقامة السفير العماني في روما، واستمرت أربع ساعات.
من جانبه، قال وزير الخارجية الإسرائيلي إن بلاده ستقبل باتفاق بين طهران وواشنطن يمنع إيران من امتلاك سلاح نووي، رغم اعتقاده أن إيران لن تفي بالتزاماتها.
وقال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو إن على أوروبا إعادة فرض العقوبات إذا ثبت أن إيران لا تلتزم بالاتفاق، محذرًا من أن طهران باتت "قريبة بشكل خطير" من امتلاك سلاح نووي.
وأكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنه "غير متعجل" لشن هجوم على إيران، وأنه يسعى إلى اتفاق طويل الأمد لا يحرم طهران من صناعتها أو أراضيها.
ووفقًا لثلاثة مصادر دبلوماسية في طهران تحدثت لـ"إيران إنترناشيونال"، فقد اقترحت إيران خطة من ثلاث مراحل على الوفد الأميركي خلال محادثات السبت في عُمان، تتضمن تحديد سقف لتخصيب اليورانيوم مقابل رفع العقوبات الأميركية.
دبلوماسي أميركي سابق: ضربة عسكرية ضد إيران "احتمال وارد"
قال الدبلوماسي الأميركي السابق ألان آير في مقابلة مع وكالة بلومبرغ إن توجيه ضربة عسكرية للمرافق النووية الإيرانية، سواء من قبل إسرائيل أو الولايات المتحدة، يحمل مخاطر جسيمة وقد يؤدي إلى زعزعة استقرار المنطقة.
وردًا على سؤال حول احتمالية تنفيذ عمل عسكري ضد إيران في حال فشل المفاوضات، قال آير: "هذا يبدو احتمالًا حقيقيًا".
وحذر من أن مثل هذه الضربة قد تؤدي إلى سلسلة من التطورات المزعزعة للاستقرار. وأضاف: "ضربة ضد المنشآت النووية الإيرانية قد تحل المشكلة مؤقتًا، لكن في الشرق الأوسط، حين ترمي النرد العسكري، تكون النتائج عادة سيئة".
وأشار إلى أنه في حال تعرضت إيران لهجوم، فمن المحتمل أن تنسحب من معاهدة حظر الانتشار النووي وتطرد المفتشين الدوليين، مؤكدًا: "سنُصبح عميانًا تمامًا بشأن برنامج طهران النووي"، كما أشار إلى خطر الانتقام الإيراني كعامل إضافي.
الأسواق الإيرانية تتفاعل بحذر مع محادثات روما
أظهرت الأسواق المالية الإيرانية مزيجًا من الحذر والتفاؤل بعد الجولة الأخيرة من المحادثات النووية مع الولايات المتحدة في روما، في تباين واضح مع رد الفعل الحاد الذي أعقب الجولة الأولى من المفاوضات في مسقط.
الحكومة الإيرانية: البنية التحتية غير جاهزة للاستثمارات الأميركية
قالت المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية فاطمة مهاجراني، يوم الاثنين، إن إيران لم تربط شؤونها الداخلية بالمفاوضات النووية الجارية، وليست مستعدة بعد لاستقبال الاستثمارات الأميركية.
وأضافت: "لسنا متحمسين بشكل مفرط ولا في موقف دفاعي بشأن المفاوضات، ولم نربط شؤون البلاد الداخلية بأي مفاوضات".
وأوضحت أن البنية التحتية في إيران غير مهيّأة حاليًا للاستثمار الأميركي بسبب استمرار المشكلات السياسية، وقالت: "لا تزال هناك قضايا في المجال السياسي".
الخارجية الإيرانية: رفع العقوبات مطلب أساسي في المفاوضات
قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي، يوم الاثنين، إن المطلب الأساسي لإيران في أي مفاوضات مع الولايات المتحدة هو رفع جميع العقوبات بشكل ملموس وفعّال، بما يتيح لطهران ممارسة أنشطتها التجارية والمصرفية بشكل طبيعي.
وفي مؤتمره الصحفي الأسبوعي، أعلن بقائي أيضًا أن وزير الخارجية عباس عراقجي سيتوجه إلى الصين يوم الثلاثاء.
وأشار بقائي إلى أن إيران تعتبر جميع العقوبات المفروضة عليها غير مبررة وغير قانونية، وأكد على ضرورة وجود ضمانات تضمن التزام جميع الأطراف بالاتفاق، مستندًا إلى تجربة الاتفاق النووي السابق (خطة العمل الشاملة المشتركة).
ورفض التعليق على تفاصيل المحادثات التي أوردتها وسائل الإعلام، واصفًا إياها بالتكهنات، وقال إن مثل هذه التفاصيل لم تكن مخصصة للنقاش العلني، مضيفًا أن إيران لا تزال في بداية طريق طويل.
وبشأن موقع المحادثات، أوضح بقائي أن سلطنة عمان اقترحت عقد الجولة الثانية في مكان آخر غير مسقط، وقد تم الاتفاق بين الأطراف الثلاثة على روما كمكان مناسب، مشيدًا بتعاون إيطاليا.
وأعلن أن الجولة التالية من المفاوضات الفنية رفيعة المستوى ستُعقد في مسقط.
صحيفة كيهان: المحادثات قد تمهّد لتنازلات أوسع
حذرت صحيفة "كيهان" الإيرانية المتشددة، المقربة من مكتب المرشد خامنئي، من أن المفاوضات النووية الجارية مع الولايات المتحدة قد تكون مقدمة لمباحثات أوسع بشأن قدرات إيران الصاروخية ونفوذها الإقليمي.
وفي تحليل نُشر يوم الاثنين، اعتبرت الصحيفة أن الولايات المتحدة تسعى إلى تقليص نفوذ أي قوة إقليمية قد تشكّل تهديدًا لإسرائيل. وقالت إن واشنطن تستخدم الملف النووي لفتح الباب أمام مفاوضات على "مكوّنات القوة الإيرانية الأخرى"، في سيناريو قد يجعل البلاد عرضة للهجوم.
وتساءلت الصحيفة بشكل بلاغي: "لماذا لا يهاجم العدو إيران إذا تخلت عن قوتها النووية والصاروخية والطائرات المسيّرة، وتخلّت عن حلفائها في المنطقة؟".
كما حذرت من الانخداع بما وصفته بالتقدم السطحي في المحادثات النووية، معتبرة أنه قد يكون فخًا لجرّ إيران إلى مفاوضات لا نهاية لها. ودعت إلى رسم خطوط حمراء واضحة في المفاوضات الحالية، وضمانات قوية، والتزام يمكن التحقق منه من الطرف الآخر.
أسعار النفط تنخفض بعد الجولة الثانية من محادثات إيران وأميركا
انخفضت أسعار النفط بأكثر من 2 في المائة يوم الاثنين عقب الجولة الثانية من المحادثات النووية بين الولايات المتحدة وإيران في روما نهاية الأسبوع.
وتراجعت العقود الآجلة لخام برنت بمقدار 1.81 دولار، أو 2.7 في المائة، لتصل إلى 66.15 دولارًا للبرميل، بعد أن أغلقت مرتفعة بنسبة 3.2 في المائة يوم الخميس. أما خام غرب تكساس الوسيط الأميركي، فقد سجل 62.84 دولار للبرميل، بانخفاض 1.84 دولار، أو 2.8 في المائة، بعد أن كان قد ارتفع بنسبة 3.54 في المائة بالجلسة السابقة.