طهران: رفع العقوبات الأميركية في صميم المحادثات النووية مع واشنطن.. ونرفض التهديدات

قالت الخارجية الإيرانية إن رفع العقوبات الأميركية يظل القضية الحاسمة في المفاوضات النووية، حيث من المقرر أن تعقد الاجتماعات على المستوى الفني للاستئناف في مسقط بعد جولة من المحادثات في روما.

وصرح المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، الاثنين 21 أبريل (نيسان) خلال مؤتمر صحفي أسبوعي: "المطلب الأساسي لإيران هو إزالة العقوبات غير العادلة".

وأضاف أن هذه القيود، التي فُرضت بحجة الملف النووي، "ليس لها أساس قانوني".

وأشار إلى أن إيران لا تزال مستعدة للتعامل مع القلق بشأن برنامجها النووي كما فعلت "على مدى العقود الثلاثة الماضية".

وفي نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، قال بقائي: "الموقف الرسمي لإيران في رفض أسلحة الدمار الشامل وفيما يتعلق بالطبيعة السلمية لبرنامج إيران النووي واضح".

في وقت سابق من هذا العام، قالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وهي الجهة الرقابية النووية التابعة للأمم المتحدة، إن إيران قد أجرت تخصيب اليورانيوم إلى مستوى قريب من الدرجة اللازمة لصنع الأسلحة.

وفي الأسبوع الماضي، ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن هناك فجوات كبيرة في فهم الوكالة للمخزون النووي الإيراني منذ عام 2023، عندما منعت طهران العشرات من المفتشين وأزالت كاميرات المراقبة في مواقع رئيسية.

مسقط تستضيف الجولة المقبلة من محادثات الخبراء

وأكد بقائي أن الاجتماع المقبل على مستوى الخبراء بين إيران والولايات المتحدة سيعقد في عُمان، التي تُعد وسيطًا رئيسيًا في المحادثات إلى جانب إيطاليا.

وتقول طهران إن المفاوضات تتم دون اتصال مباشر بين المفاوضين الإيرانيين والأميركيين.

وقد تعثرت جهود إحياء خطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي) منذ انهيار الاتفاق في عام 2018 بعد انسحاب الولايات المتحدة في عهد الإدارة الأولى للرئيس دونالد ترامب.

ووفقًا لقول بقائي، ستركز المحادثات الفنية القادمة على تفاصيل الإطار الذي قد يدعم أي اتفاق مستقبلي.

وقال: "نحن جادون وسريعون، لكن التوصل إلى اتفاق يعتمد على إرادة الطرف الآخر. الإشارات المستمرة إلى آلية العودة السريعة للعقوبات ليست بناءة"، في إشارة إلى تهديدات الدول الأوروبية بإعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة بموجب بند تسوية النزاعات في الاتفاق النووي.

بكين وموسكو "شريكتان حاسمتان"

وقال بقائي إن وزير الخارجية الإيراني سيسافر إلى الصين لإجراء مشاورات، مضيفًا أن بكين وموسكو تظلان شريكتين حاسمتين بسبب دورهما في مجلس الأمن الدولي وفي الاتفاق النووي لعام 2015.

وأضاف: "كنا دائمًا على تواصل مع الترويكا الأوروبية أيضًا"، في إشارة إلى بريطانيا وفرنسا وألمانيا. هذه الدول، إلى جانب روسيا والصين، كانت من الموقعين الأصليين على الاتفاق النووي ولا تزال منخرطة في جهود إنقاذ الاتفاق.

وأشار بقائي إلى أن جميع هذه المحادثات تظل متجذرة في إطار الاتفاق النووي وقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2231، الذي أقر الاتفاق النووي في عام 2015.

طهران ترفض الضغوط

ورفض بقائي أيضًا فكرة أن إيران ستخضع للضغوط. وقال: "لا نغير مواقفنا تحت التهديدات. نحن نرد على حسن النية بحسن النية، ونعرف كيف نواجه التخويف".

وقد كررت إيران تحذيراتها من أنها لن تنصاع للدبلوماسية القسرية، بما في ذلك التهديدات العسكرية أو العزلة الاقتصادية، وهو موقف تصلب بسبب سنوات من العقوبات الغربية والصراعات الإقليمية.

من جانبه، يحذر الرئيس الأميركي دونالد ترامب من قصف إيران إذا فشلت طهران في التوصل إلى اتفاق بشأن برنامجها النووي.

وقال ترامب: "إذا لم يبرموا اتفاقًا، سيكون هناك قصف، وسيكون قصفًا لم يروا مثله من قبل".

كما نفى بقائي التكهنات حول محادثات غير رسمية في إيطاليا بين مساعد وزير الخارجية الإيراني ورئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي.

وقال: "لم تُعقد أي لقاءات أو مناقشات مع السيد غروسي في روما. لقد سافر إلى هناك بمبادرته الخاصة. كنا قد تحدثنا معه بالفعل في طهران قبل محادثات روما، ولم نرَ حاجة لمزيد من المناقشات".