مفاوضات روما.. وتجاوز المنعطف الخطير.. وإفلاس الإنتاج
رحبت الصحف الإصلاحية الإيرانية، الصادرة يوم الأحد 20 أبريل (نيسان)، بالجولة الثانية من المفاوضات بين طهران وواشنطن في روما؛ حيث وصفتها بالإيجابية، وأنها تسير إلى الأمام، معربة عن أملها في استمرار هذه الأجواء خلال الجولة الثالثة المقررة يوم السبت المقبل في العاصمة العُمانية مسقط.
وكتبت صحيفة "رويش ملت" عن المفاوضات: "الجولة الثانية من المفاوضات كانت بناءة"، فيما عنونت صحيفة "تجارت" بالقول: "رواية متفائلة من المفاوضات على لسان عراقجي"، مشيرة إلى كلام وزير الخارجية الإيراني، الذي ذكر أن المفاوضات شهدت تقدمًا إيجابيًا، وشددت على ضرورة أن يهتم المواطنون ووسائل الإعلام بالأخبار والشائعات التي تنتشر في هذا المجال.
وهاجمت صحيفة "جوان"، المقربة من الحرس الثوري، الخبير الإيراني في الشؤون الدولية، صادق زيبا كلام، بعد تصريحات له بأن إيران اليوم، والتي رضخت للمفاوضات مع رئيس مثل ترامب، هي في الحقيقة تدفع فاتورة سلوكها مع رؤساء آخرين، أمثال جيمي كارتر وباراك أوباما، وهما أكثر ثقافة من ترامب.
وذكرت صحيفة "ستاره صبح" أن هناك تحديات كبيرة ستواجه المفاوضات الجارية، وذلك عندما يشرع الجانبان بالحديث عن القضايا الخلافية؛ لأن المفاوضات خلال الجولتين الماضيتين كانت تدور حول القضايا العامة والمتفق عليها مبدئيًا.
ولفتت الصحيفة إلى أن الجولة الثالثة من المفاوضات ستبدأ بالحديث عن القضايا الفنية للاتفاق المحتمل، وهو ما قد يهدد ببروز بعض الخلافات بين الطرفين.
وشددت الصحيفة على ضرورة أن يغتنم المسؤولون الإيرانيون هذه الفرصة الكبيرة لتجاوز هذا المنعطف التاريخي، الذي باتت تمر به إيران، وقالت إن التأثير السريع على وضع العُملة الإيرانية بسبب الأجواء الإيجابية للمفاوضات يؤكد خطأ من يقولون إن أميركا لا تستطيع أن تفعل شيئًا تضر به إيران.
وفي شأن اقتصادي سلطت صحيفة "اقتصاد بويا" الضوء على أزمة الطاقة؛ حيث ستبدأ الحكومة، اعتبارًا من الأسبوع المقبل، قطع الكهرباء بشكل منتظم عن المصانع؛ بهدف إدارة أزمة نقص الكهرباء، وعنونت عن الموضوع بالقول: "على أعتاب الإفلاس".
وأوضحت الصحيفة أن هذا الانقطاع المتكرر للكهرباء عن المصانع يعني نهاية الإنتاج، في عام أكد المرشد علي خامنئي ضرورة التركيز عليه، وسماه "عام الاستثمار من أجل الإنتاج".
والآن يمكننا قراءة المزيد من التفاصيل في تغطية الصحف التالية:
"كيهان": المفاوضات جيدة لكن ليس مع أميركا
قالت صحيفة "كيهان"، المقربة من المرشد الإيراني، علي خامنئي، إن المفاوضات آلية حسنة وجيدة، لكن ليس مع أميركا، وذكرت أن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، هو شخص غير موثوق، ولا ينبغي الثقة بما يصدر عنه من كلام ووعود.
وشددت الصحيفة على ضرورة ألا يتم قبول التفاوض في أي قضايا، مثل البرنامج الصاروخي، والحضور الإيراني في المنطقة، ودعم الميليشيات والجماعات المسلحة الموالية لها وقالت: "هذه القضايا هي مصدر قوتنا، ورأس مالنا في المنطقة، وهي شبيه بحضور أميركا في المنطقة، وشبيه بغوغل وناسا، وهذه القوة هي السبب في ابتعاد شبح الحرب عنا، وإرغام العدو على الجلوس والتفاوض معنا".
"خراسان": ربط مصالح ترامب الاقتصادية بالاتفاق قد يكون أداة ضامنة لعدم انسحابه من الاتفاق مستقبلاً
في سياق متصل ذهبت صحيفة "خراسان" إلى أن المسؤولين في طهران ليس لديهم أي ثقة بأحاديث وتصريحات المسؤولين الأميركيين، بمن فيهم الرئيس ترامب، لهذا فهم يبحثون عن طرق وأساليب للحصول على ضمانات بعدم انسحاب أميركا من اتفاق قادم.
وذكرت الصحيفة: "ربما لو ارتبطت المصالح الشخصية للرئيس الأميركي، دونالد ترامب، بمثل هذا الاتفاق، لكان ذلك أداة ضامنة لبقائه فيه، وعدم الانسحاب منه مستقبلاً، كأن تكون له استثمارات ومصالح اقتصادية في إيران".
وتساءلت: في هذا الخصوص يبرز سؤال أساسي وهو: إلى أي مدى إيران مستعدة للبدء في علاقات اقتصادية وتجارية مع أميركا؟ في حال كانت الحكومة في إيران ترغب في مثل هذه العلاقات، فإلى أي مدى هذه الرغبة قابلة للتطبيق؟".
"جمهوري إسلامي": المتشددون التزموا الصمت وغيّروا مواقفهم السابقة بعد تأكيد خامنئي على المفاوضات
أشارت صحيفة "جمهوري إسلامي"، المؤيدة للمفاوضات، إلى المواقف المعروفة للتيار المتشدد، والممثل بصحف مثل "كيهان" و"جوان" و"وطن امروز"، وذكرت أنه حتى عهد قريب كانت هذه الصحف تعتبر المفاوضات مع أميركا خيانة للبلد والثورة والنظام، لكنها وبعد خروج خامنئي بتصريحات واضحة أكد فيها أن قرار المفاوضات هو قرار النظام، وليس قرار أطراف فيه، التزم هؤلاء المتشددون الصمت، أو حاولوا تبرير موقفهم القديم.
وذكرت الصحيفة أن الأكثرية من الشعب الإيراني مرحبة بالتطورات والتحولات الدبلوماسية الأخيرة، التي انعكست آثارها على الوضع الاقتصادي في إيران بشكل ملحوظ، وهم يأملون في أن تقود هذه الجهود الدبلوماسية إلى نتائج إيجابية.
وشددت الصحيفة على ضرورة ألا يسلب المسؤولون وصُنّاع القرار في إيران هذا الأمل، الذي برز من جديد لدى الشعب الإيراني، وأن يواصلوا العمل الدبلوماسي على تحقيق الأهداف المرجوة.