"فوكس نيوز": أكاذيب إيران تثير شكوك واشنطن.. وتهديدات ترامب أجبرت خامنئي على التفاوض

ذكرت قناة "فوكس نيوز" الأميركية، أن "سجل إيران الطويل في الكذب والخداع" يثير شكوكًا حول اتفاق نووي جديد في المفاوضات الجارية حاليًا، وقال محللون للقناة الإخبارية إن تهديدات ترامب بالعمل العسكري أجبرت المرشد خامنئي، على الرضوخ للتفاوض مع أميركا.

وأوضحت "فوكس نيوز" أن المفاوضات، المقررة يوم السبت 19 أبريل (نيسان)، في روما بشأن تفكيك برنامج الأسلحة النووية للنظام الإيراني، تثير تساؤلات جدية حول التزام طهران باتفاق جديد.

ترامب يصدر "إنذارًا نهائيًا" لإيران بشأن برنامجها النووي

قال الجنرال المتقاعد وكبير المحللين الاستراتيجيين في "فوكس نيوز"، جاك كين، إن إيران تكرر استراتيجيتها نفسها، التي استخدمتها للوصول إلى الاتفاق النووي مع إدارة الرئيس الأميركي الأسبق، باراك أوباما.

ووصف كين هذه الاستراتيجية بأنها "كذبة صريحة" أدت إلى "الاتفاق الكارثي عام 2015".

وأضاف أن إيران تكرر الآن هذه الكذبة، مدعية أنها تريد تقليل مستوى اليورانيوم عالي التخصيب، وعدم استخدامه لصنع أسلحة نووية.

وتابع: "يعتقد الإيرانيون أن إدارة ترامب ستصّدق هذا الادعاء، رغم أن ترامب نفسه انسحب من ذلك الاتفاق عام 2018".

وقال الرئيس التنفيذي لمنظمة "الاتحاد ضد إيران النووية"، مارك والاس، سفير الولايات المتحدة الأسبق لدى الأمم المتحدة في عهد الرئيس الأميركي الأسبق، جورج بوش، لـ "فوكس نيوز": " تم تضمين حظر كامل على تخصيب اليورانيوم في قرارات مجلس الأمن الدولي، أثناء ولاية بوش، لكن إدارة أوباما غيّرت هذا الموقف، وسمحت لإيران بتخصيب اليورانيوم بنسبة تصل إلى 3.67 في المائة".

وأوضح والاس أن تصرف إدارة أوباما مهد الطريق لـ "الاتفاق النووي الفاشل"، ومنذ ذلك الحين سمح لإيران بابتزاز المجتمع الدولي وممارسة الضغط عليه.

وكان المبعوث الأميركي لشؤون الشرق الأوسط والممثل الخاص في مفاوضات طهران وواشنطن، ستيفن ويتكوف، قد أكد سابقًا أن البرنامج النووي الإيراني يجب تدميره، وأن يصل مستوى التخصيب إلى الصفر. لكن وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، رد قائلاً: "إن مبدأ التخصيب غير قابل للتفاوض".

وأشارت "فوكس نيوز" إلى أن تنازل إدارة أوباما أمام إيران بعد السماح بتخصيب اليورانيوم حتى 3.67 في المائة يشكل الآن عقبة أمام إدارة ترامب، مما يعقّد جهودها لوقف تقدم طهران نحو صنع سلاح نووي.

ووفقًا للقناة الإخبارية الأميركية، فإن إيران استغلت هذا الحق في التخصيب؛ لتسريع برنامجها التسليحي.

وأعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة مؤخرًا أن إيران أنتجت كمية أكبر بكثير من اليورانيوم، الذي يمكن أن يُستخدم لصنع ست قنابل نووية.

الضغط العسكري أجبر إيران على تقديم تنازلات

قال الباحث البارز في معهد جينسا (JINSA)، جون هانا، خلال جلسة حول برنامج الأسلحة النووية الإيراني، يوم الخميس 17 أبريل الجاري، إن إدارة ترامب وضعت إطارًا زمنيًا مدته شهران للتوصل إلى اتفاق مع إيران.

وكان هانا، الذي عمل مستشارًا أول في إدارة بوش، إلى جانب نائب الرئيس الأسبق، ديك تشيني، قد لعب دورًا مهمًا في صياغة استراتيجية الولايات المتحدة في المفاوضات مع إيران، بشأن أفغانستان والعراق وبرنامجها النووي.

وذكرت "فوكس نيوز" أن الضغط العسكري تاريخيًا دفع قادة إيراني المتشددين والمناهضين لأميركا إلى تقديم تنازلات.

وأضافت أن الهجوم العسكري الأميركي على العراق عام 2003 أجبر علي خامنئي على تعليق مؤقت لأنشطة الأسلحة النووية الإيرانية.

ووفقًا لتقرير "فوكس نيوز"، فقد كان خامنئي في ذلك الوقت يخشى العمل العسكري الأميركي.

وأوضح هانا أن تهديد ترامب العسكري هو ما دفع خامنئي إلى طاولة المفاوضات، لأن هذا التهديد "شكل خطرًا على وجود النظام نفسه".

وأشار إلى أن "التفكيك الكامل" للبرنامج النووي الإيراني يعني تدمير أجهزة الطرد المركزي، وإخراج "كل اليورانيوم المخصب" من إيران.

وأضاف هانا أن منشآت "فوردو" السرية تحت الأرض، وموقع "نطنز" النووي، هما الموقعان، اللذان كانت إيران تحفر فيهما أنفاقًا في الجبال.

ونشر معهد "جينسا" الأميركي، يوم الأربعاء الماضي 16 أبريل، "إنفوغرافيك" يركز على تصريحات مسؤولي إدارة ترامب، بشأن التحقق وتفكيك البرنامج النووي الإيراني.

وأفادت وكالة "رويترز"، نقلاً عن مسؤول إيراني كبير، يوم أمس الجمعة 18 أبريل، بأن إيران أبلغت الولايات المتحدة، خلال مفاوضات الأسبوع الماضي، بأنها مستعدة لقبول بعض القيود على برنامج التخصيب الخاص بها، لكنها طالبت بضمانات قوية وغير قابلة للانتهاك للتأكد من أن ترامب لن ينسحب من اتفاق نووي مرة أخرى.

وقال المسؤول الإيراني، الذي رفض الكشف عن هويته، لـ "رويترز"، إن "الخطوط الحمراء التي حددها خامنئي" في المفاوضات غير قابلة للتسوية.

وأوضح أن هذه الخطوط الحمراء تعني أن إيران لن توافق أبدًا على تفكيك أجهزة الطرد المركزي لتخصيب اليورانيوم، أو التوقف الكامل عن عملية التخصيب، أو تقليص مخزون اليورانيوم المخصب إلى مستوى أقل مما نص عليه اتفاق البرنامج النووي.

وأكد مسؤولو النظام الإيراني أيضًا أن طهران ليست مستعدة للتفاوض، بشأن برنامجها الصاروخي، وتعتبره خارج نطاق أي اتفاق نووي.