إيران تكثّف اتصالاتها مع روسيا والصين بالتزامن مع جولة المفاوضات الثانية في روما

مع بدء جولة المفاوضات الثانية بين طهران وواشنطن، كثّفت إيران اتصالاتها مع روسيا والصين؛ لكسب دعم أكبر من هذين البلدين خلال المحادثات.

وأفادت وسائل إعلام عربية بأن اتصالات طهران مع موسكو وبكين تزايدت في وقت طلبت فيه فرنسا من الولايات المتحدة معالجة "الدور الإقليمي للنظام الإيراني"، ضمن المفاوضات.

ووفقًا للتقرير، فإن الولايات المتحدة تتواصل مع الأطراف الأوروبية لزيادة الضغط على إيران، بما في ذلك فرض عقوبات جديدة.

يُذكر أن وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، قام بزيارة موسكو، يوم الخميس الماضي، والتقى الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين؛ حيث سلمه رسالة من المرشد علي خامنئي، كما تسلم عراقجي رسالة من بوتين بعث بها إلى خامنئي.

وليست هذه هي المرة الأولى، التي يتبادل فيها خامنئي الرسائل مع بوتين في لحظات حاسمة؛ ففي 18 فبراير (شباط) 2021، تزامنًا مع فوز جو بايدن في الانتخابات الرئاسية الأميركية، وبينما كانت إيران تأمل في العودة إلى الوضع، الذي كان قائمًا قبل انسحاب ترامب من الاتفاق النووي، أرسل خامنئي رسالة مكتوبة إلى بوتين.

وأكد عراقجي، لدى وصوله إلى موسكو، أن هذه الزيارة كانت مبرمجة مسبقًا، لكنها تتزامن مع التطورات الأخيرة.

وعن محاور محادثاته مع المسؤولين الروس، قال: "كنا دائمًا نتشاور بشكل وثيق مع أصدقائنا في روسيا بشأن القضية النووية. والآن هي فرصة مناسبة لمواصلة هذه المشاورات مع مسؤولي موسكو".

وأشار وزير الخارجية الإيراني، يوم أمس الجمعة، إلى أن طهران راضية جدًا عن دور روسيا في الاتفاق النووي، مضيفًا: "نتطلع إلى أن تؤدي روسيا دورها الإيجابي في أي اتفاق جديد".

ومن جانبه، أعلن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أن موسكو مستعدة للعب دور في المفاوضات بين طهران وواشنطن.

وأكد لافروف: "يجب أن تقتصر مفاوضات إيران والولايات المتحدة يوم السبت على القضية النووية فقط. إيران مستعدة للتوصل إلى اتفاق في إطار معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية".

وقد أعلن عراقجي، خلال وجوده في موسكو، أنه سيزور الصين الأسبوع المقبل.

وتأتي هذه الزيارة في وقت وصلت فيه العلاقات بين الصين والولايات المتحدة إلى أدنى مستوياتها، في السنوات الأخيرة، بعد إعلان إدارة ترامب فرض رسوم جمركية جديدة.

ورغم أن المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، لين جيان، دعا الولايات المتحدة، في 8 أبريل الجاري، إلى إظهار "الصدق السياسي والاحترام المتبادل" بشأن الملف النووي الإيراني، فإن الصين لم تكن نشطة بشكل كبير في التعامل مع هذا الملف، خلال الأيام والأسابيع الماضية.

ومع ذلك، نجحت الصين، خلال عام 2022، في التوسط بين طهران والرياض لإعادة بناء العلاقات المقطوعة بين البلدين إلى حد ما.

وفي مارس (آذار) الماضي، أصدرت إيران والصين وروسيا بيانًا مشتركًا، خلال اجتماع ثلاثي لنواب وزراء خارجية الدول الثلاث، أكدوا فيه أن "التفاعلات الدبلوماسية والحوار القائم على الاحترام المتبادل هما الخيار العملي والموثوق الوحيد بشأن الملف النووي الإيراني"، وأعربوا عن ترحيبهم بإعلان إيران مجددًا أن برنامجها النووي سلمي.

وفي مثل هذه الظروف، يبدو أن إيران تأمل في تعزيز قدراتها التفاوضية في مواجهة ضغوط الدول الغربية، من خلال الاستفادة من دعم الصين وروسيا، باعتبارهما منافسيَن تقليديين للولايات المتحدة.