تفاؤل حذر بزيارة غروسي.. ومخاوف من انهيار المفاوضات.. ومعادلة خطوة مقابل خطوة

بات واضحا في الصحف ووسائل الإعلام الإيرانية وجود قلق متزايد من انهيار المفاوضات قبل أن يتم الشروع في جولتها الثانية المقررة بعد غد السبت.

الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الخميس 17 أبريل (نيسان) أشارت إلى تصريحات المسؤولين الأميركيين المتعارضة مع المواقف الرسمية للجانب الأميركي في طاولة المفاوضات، وأكدت أنه وبينما تؤكد طهران على أن المفاوضات محصورة في الملف النووي يلوح الطرف الأميركي بأن المفاوضات والاتفاق المحتمل لابد وأن يشمل أبعادا أخرى تتعلق بالقدرات الصاروخية لإيران، ودورها الإقليمي والعسكري في المنطقة.

صحيفة "شرق" ذكرت أن خلافا وقع بين المسؤولين المحيطين بالرئيس الأميركي دونالد ترامب، حيث يطالب طرف يمثله وزير الخارجية ووزير الدفاع ومستشار الأمن القومي ورئيس جهاز الاستخبارات بحل الخلاف مع إيران عسكريا، بينما يقترح طرف آخر يمثله المبعوث الأميركي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف ونائب الرئيس الأميركي جي دي فانس أن يتم استخدام القنوات الدبلوماسية لمعالجة الخلافات مع طهران.

في شأن غير بعيد، تطرقت صحف عدة، مثل صحيفة "تجارت"، إلى زيارة مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي إلى طهران، وتصريحاته حول أهمية التوصل لاتفاق مع الوكالة قبل أي اتفاق بين إيران والولايات المتحدة الأميركية، لأن الاتفاق دون أن يتم تأييده من الوكالة وخبرائها يعتبر "مجرد ورقة لا قيمة لها".

الصحيفة نقلت تصريحات فؤاد إيزدي، الخبير في الشؤون الأميركية، والتي قال فيها إنه لا ينبغي أن يتفاءل الإيرانيون كثيرا بزيارة غروسي وبالمفاوضات عموما، معتقدا أن زيارة غروسي إلى طهران تمت بتنسيق مع الولايات المتحدة الأميركية.

ورأى الكاتب إيزدي إن غروسي ليس له من الأمر شيء، وهو تابع لمواقف الغرب بقيادة أميركا فيما يتعلق بالتعامل مع الملف النووي، فلو حصل اتفاق مع طهران يتحول غروسي إلى لاعب إيجابي، وإذا لم يحصل الاتفاق فإنه ينقلب إلى عدو ومعارض لطهران وسياساتها النووية، حسب تعبير الكاتب الإيراني.

في المقابل رأت صحيفة "آرمان ملي" إن زيارة غروسي ذات أهمية كبيرة بالنسبة للمفاوضات المرتقبة، وذكرت في أنه حال قدم غروسي تقريرا إيجابيا إلى مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة فإن ذلك سينعكس سريعا وبشكل إيجابي على المفاوضات، وقد يساهم في التوصل لاتفاق بين طهران وواشنطن.

وأضافت الصحيفة: في حال كان عكس ذلك فإن هذا الأمر سينعكس على المفاوضات، كما أنه سيمهد الطريق للدول الأوروبية لتفعيل آلية الزناد ضد إيران، معتقدة أن الدول الأوروبية لن تفوت فرصة عودة العقوبات لأنها أداة ضغط قوية ضد طهران.

والآن يمكن قراءة المزيد من التفاصيل في الصحف التالية:

"خراسان": أميركا تريد استسلام إيران

زعمت صحيفة "خراسان" الأصولية أن "القوة العسكرية والسياسية لإيران كانت هي السبب في أن تحاول الولايات المتحدة الأميركية من خلال المفاوضات احتواء طهران أولا، ثم تقييد قدراتها، وأن العدو يريد رفع العقوبات الاقتصادية عن إيران مقابل استسلامها والتخلي عن مكونات قوتها (النووي والصاروخي والدور الإقليمي)، وهذا يعني أننا سنشهد تكرار السيناريو الليبي".

وأضافت الصحيفة تعليقا على ذلك: "المفتاح الرئيسي لنجاح المفاوضات مع أميركا هو القيام بإصلاحات اقتصادية في الداخل الإيراني لكي يتمكن وفد إيران التفاوضي أن لا يقدم امتيازات عسكرية وأمنية مقابل ما يحصل عليه من امتيازات اقتصادية، وهي امتيازات سيتم انتهاكها وعدم التزام الطرف الأميركي حيالها بكل تأكيد".

وذكرت "خراسان"، المقربة من رئيس البرلمان محمد باقر قاليباف، أن ترامب يعلن باستمرار أن العديد من دول العالم تتضرع لكي تتفاوض مع واشنطن حول موضوع الرسوم الجمركية، لكن بالنسبة لإيران فإن أميركا وترامب هما من يطالبان باستمرار التفاوض مع طهران، وهذا يؤكد قوة إيران وامتلاكها أوراقا كثيرة خلافا لما يعتقده الكثيرون.

"آرمان أمروز": معادلة خطوة مقابل خطوة آلية فاعلة للتوصل لاتفاق بين إيران وأميركا

الكاتب والخبير في العلاقات الدولية حسن بهشتي بور اقترح في مقال بصحيفة "آرمان أمروز" القيام بمعادلة "الخطوة مقابل الخطوة" لحل الخلافات والتوصل لاتفاق شامل بين إيران والولايات المتحدة.

وأضاف بهشتي أنه يعتقد أن غياب الثقة بين الطرفين وعدم وجود ضمانات كافية والتعقيد الموجود في الملف النووي هي عوامل تجعل التوصل لاتفاق سريع أمر غير منطقي، ولهذا يفضل أن يتم التقدم إلى الأمام بشكل مرحلي وخطوة بخطوة، بمعنى أن يقوم الطرفان بالتزامن بتنفيذ بعض تعهداتهم، ثم يتم تقييم هذه القضية في المرحلة الأولى قبل الانتقال إلى المرحلة التالية.

ورأى الكاتب أن تنفيذ هذه المعادلة يساعد على ضمان عدم تكرار تجربة الاتفاق النووي، منوها إلى أن التعقيدات السياسية والأمنية والحقوقية في الملف النووي تجعل إمكانية التوصل لاتفاق سريع وفي فترة زمنية قصيرة غير وارد على الاطلاق.

"آرمان ملي": لماذا تم تغيير مكان المفاوضات من عمان إلى إيطاليا

علقت صحيفة "آرمان ملي" على الأخبار حول تغيير مكان المفاوضات من مسقط إلى روما، وذكرت أن الملف النووي هو أكبر قضية شهدها العالم وتمت مناقشتها في عواصم دول مختلفة خلال عقدين، حيث استضافت 16 دولة خلال العقدين الماضيين مفاوضات بين إيران والجانب الأميركي.

وذكرت الصحيفة- دون أن تقدم مزيدا من التفاصيل- إن تغيير مكان المفاوضات من عمان إلى إيطاليا تم بطلب من عمان نفسها، وذلك لأسباب وملاحظات لوجستية.

وأوضحت الصحيفة أن عوامل كثيرة في قرار اختيار البلد الذي يستضيف المفاوضات، مثل أن يكون هذا البلد معروفا بحياده في الأزمات الدولية، وأن يتمتع بعلاقات جيدة مع طرفي المفاوضات.

أما السبب الآخر لاختيار البلد المستقبل للمفاوضات فيعود لموقعه الجغرافي، حيث يفضل أن تتم المفاوضات في بلد لا يبعد كثيرا عن أحد طرفي المفاوضات، ولهذا تم طرح روما لتكون بديلا عن عمان التي تبعد 11600 كيلومتر عن الولايات المتحدة الأميركية، ما يفرض على الجانب الأميركي أن يكون في رحلة تستغرق 14 ساعة للوصول إلى مكان المفاوضات، وهي مدة زمنية طويلة ومرهقة لجانب من طرفي المفاوضات.