مسؤول استخباراتي أميركي سابق: إيران تستخدم المحادثات في كسب الوقت لتحقيق طموحاتها النووية

مارزيا حسيني
مارزيا حسيني

"إيران إنترناشيونال"

تواجه الولايات المتحدة خصماً قوياً في محادثاتها مع إيران، حسبما أخبر مسؤول استخباراتي أميركي سابق بارز "إيران إنترناشيونال"، حيث يمكن أن يكون هدف طهران هو كسب الوقت لبرنامجها النووي.

نورمان رول، المخضرم في وكالة الاستخبارات المركزية لأكثر من 30 عاماً والذي أشرف ذات مرة على مكتب إيران، قال إن المفاوضين المخضرمين في طهران يمكن أن يطيلوا المحادثات لصالحهم، بينما يواصلون تخصيب اليورانيوم نحو المستويات اللازمة لصنع قنبلة.

واضاف رول: كل يوم تطول فيه المحادثات، تقترب إيران أكثر من العتبة، وإذا حسبت أنها ستكسب أكثر من البقاء على حافة التسلح بدلاً من صنع قنبلة فعلياً، فستواصل لعب هذه اللعبة".

وأثبتت طهران، حسب قول رول، براعتها في "التفاوض حول التفاوض"، أو ما وصفه باستخدام الدبلوماسية المطولة لتفادي التهديدات العسكرية وتقليل العقوبات مع استمرار التطوير النووي.

بينما تستعد الولايات المتحدة لاستئناف المحادثات النووية مع إيران هذا الأسبوع في روما، يبدو أن قيادة إيران في موقف ضعيف وسط الغموض حول خلافتها السياسية، والتدهور الاقتصادي، والانتكاسات الإقليمية، وتصاعد الشكوك الدولية حول طموحاتها النووية.

واستخدمت إيران تاريخياً المفاوضات كصمام ضغط، حسب قول رول، حيث تدخل في محادثات فقط عندما يبلغ التهديد بالمواجهة العسكرية ذروته، مع تزامن المحادثات السابقة في 2003 و2012 و2015 مع تصاعد الوجود العسكري الأميركي أو الاضطرابات الإقليمية.

لكن هذه المرة مختلفة، كما يقول رول؛ "هذا النظام أضعف، وأكثر عزلة، ويزداد عدم شعبيته. إذا استمرت إيران في استخدام برنامجها النووي كدرع لتجنب الضغط على قمعها وإرهابها واحتجاز الرهائن، يجب على المجتمع الدولي فضح خداعها".

ووفقاً لقول رول، تدخل إدارة ترامب المحادثات بهدف واضح؛ إنهاء دائم لقدرة إيران على صنع سلاح نووي، دون تكرار العيوب المتصورة في خطة العمل الشاملة المشتركة لعام 2015 .

وأضاف رول: اتفاق 2015 وضع قيوداً مؤقتة على برنامج إيران النووي، لكنه منح طهران تخفيفاً دائماً من العقوبات، وكان النتيجة أن إيران استخدمت هذا التخفيف الاقتصادي لتمويل الإرهاب والميليشيات في المنطقة.

الآن، قد تسعى واشنطن إلى السماح لإيران بقدرة نووية مدنية أكثر محدودية مع منع أي طريق للتسلح ومنع الوصول إلى الأموال التي يمكن أن تعيد إحياء شبكة إيران الإقليمية المزعزعة للاستقرار.

توتر تاريخي

وتجري المحادثات مع ترامب بينما تمر طهران بأضعف لحظاتها الاستراتيجية منذ خروجها من حرب إيران-العراق المدمرة في 1988، كما يقول رول.

سياسياً، أزال الموت المفاجئ للرئيس إبراهيم رئيسي في حادث تحطم مروحية عام 2024 الخليفة الوحيد للمرشد خامنئي والذي شاركه التوجه الأيديولوجي والمصداقية السياسية.

وشهدت الانتخابات الرئاسية العام الماضي إقبالاً منخفضاً تاريخياً، مما يشير إلى استياء شعبي، وأشارت الإطاحة الأخيرة بمساعد الرئيس ووزير الاقتصاد إلى صراعات فصائلية.

على الصعيد الاقتصادي، يقف التضخم ونسبة الإيرانيين الذين يعيشون تحت خط الفقر عند حوالي 30%، بينما تتسبب انقطاعات الكهرباء الروتينية في ظلام السكان والشركات.

وقال رول: "هذه كارثة اقتصادية، شعب إيران يدفع ثمن عقود من سوء الإدارة والعزلة".

عسكرياً، من المرجح أن يكون هجوم إسرائيلي في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي قد دمر الكثير من دفاعات إيران الجوية، مكملاً أشهراً من الضربات الإسرائيلية القاسية على حلفاء طهران، حماس وحزب الله.

وتابع رول: "لقد انكسرت حلقة النار التي شيدتها إيران حول إسرائيل الآن".

وأشار إلى الوحدة العسكرية النخبوية التي تدير العمليات الخارجية لطهران، وقال: "قوة القدس لا تزال قائمة، لكنها أصيبت بأضرار وأصبحت مشتتة".

لحظة الحساب

بينما أكد رول على دعمه للحل الدبلوماسي، اعترف بأن إسرائيل على وجه الخصوص تدرس بعناية خططاً لهجوم محتمل: "إذا نفذت إسرائيل ضربة كبيرة، فلن تقضي على قدرة إيران النووية بشكل دائم، لكنها قد ترفع التكاليف عالياً بحيث تتردد طهران في إعادة البناء".

ومع ذلك، كانت هناك بعض الاحتمالات بأن تختار طهران موقفاً مختلفاً جوهرياً تجاه الولايات المتحدة.

وقال رول: "قد تكون هذه اللحظة التي يختار فيها المرشد الأعلى التطبيع بدلاً من المواجهة"، مضيفاً: "الشعب الإيراني الرائع المرن يستحق مستقبلاً لا يتشكل بالتهديدات والميليشيات والعقوبات".