"وول ستريت جورنال": هجمات أميركا في اليمن تمهد لهجوم بري على الحوثيين المدعومين من إيران
ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" أنه مع استمرار هجمات الجيش الأميركي على مواقع الحوثيين، تستعد القوات الحكومية اليمنية، المعترف بها دوليًا من قبل الأمم المتحدة والمتمركزة في جنوب البلاد، لشن هجوم بري واسع النطاق على مواقع الحوثيين.
ونقلت الصحيفة الأميركية، يوم الثلاثاء 15 أبريل (نيسان)، عن مسؤولين يمنيين وأميركيين أن القوات المؤيدة للحكومة اليمنية ترى الوضع الحالي فرصة مناسبة لاستعادة مناطق من الحوثيين المدعومين من إيران، مع التركيز الأساسي على الاستيلاء على ميناء الحديدة الاستراتيجي.
ووفقًا لهؤلاء المسؤولين، تهدف القوات الحكومية اليمنية إلى طرد الحوثيين على الأقل من بعض المناطق الساحلية للبحر الأحمر التي سيطروا عليها خلال العقد الماضي.
وأضافت "وول ستريت جورنال" أن متعاقدين أمنيين أميركيين خاصين قدموا استشارات لهذه القوات اليمنية بشأن العمليات البرية.
ووفقًا للتقرير، ناقشت الإمارات العربية المتحدة، التي تدعم هذه القوات، هذه الخطة مع مسؤولين أميركيين خلال الأسابيع الأخيرة.
وقال مسؤولون أميركيون للصحيفة إن الولايات المتحدة مستعدة لدعم عملية برية تقوم بها القوات المحلية، لكن القرار النهائي لم يُتخذ بعد.
وأوضحوا أن أميركا لا تقود المفاوضات بشأن العمليات البرية، بل تجري هذه المحادثات بهدف تمكين القوات المحلية المتحالفة مع الحكومة اليمنية المعترف بها لتأمين البلاد.
وإلى جانب حاملة الطائرات الأميركية "يو إس إس هاري إس. ترومان" في البحر الأحمر، قال مسؤولون أميركيون في الأيام الأخيرة إن حاملة طائرات ثانية وصلت إلى المنطقة مع سفن مرافقة، مما قد يؤدي إلى هجمات إضافية في الأسابيع القادمة.
وبعد أن أطلق الحوثيون مئات الصواريخ على السفن في البحر الأحمر، تعهد دونالد ترامب، رئيس الولايات المتحدة، بتدمير هذه الجماعة.
وقال بريان هيوز، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي، الأسبوع الماضي لـ"وول ستريت جورنال": "في النهاية، تقع مسؤولية الأمن في البحر الأحمر على عاتق شركائنا الإقليميين، ونحن نعمل معهم عن كثب لضمان بقاء الملاحة في هذه الممرات المائية آمنة ومفتوحة في المستقبل".
وفقًا للخطة قيد الدراسة، من المقرر أن ترسل الفصائل المحلية المتمركزة في جنوب اليمن قواتها نحو السواحل الغربية لليمن الخاضعة لسيطرة الحوثيين، وتحاول الاستيلاء على ميناء الحديدة على ساحل البحر الأحمر.
في حال نجاحها، ستدفع هذه العملية البرية الحوثيين للتراجع عن أجزاء كبيرة من السواحل.
هذه الجماعة، المدعومة من إيران والمصنفة كـ"منظمة إرهابية" من قبل الولايات المتحدة، هاجمت من هذه المناطق السفن التجارية القريبة من هذه المياه بعد بدء حرب غزة.
وتختار معظم السفن التجارية مسارًا بعيدًا عن البحر الأحمر وقناة السويس، وتمر عبر الطريق الأطول حول جنوب إفريقيا، مما زاد من تكاليف التجارة العالمية.
كما أن الاستيلاء المحتمل على الحديدة سيشكل ضربة قوية للحوثيين، حيث يعتبر هذا الميناء المسار الرئيسي لتأمين مواردهم الاقتصادية والطريق الأساسي لتلقي الأسلحة من إيران.
وتنفي طهران في تصريحاتها الرسمية تزويد الحوثيين بالأسلحة، لكن مفتشي الأمم المتحدة حددوا مرات عديدة أن مصدر الأسلحة المضبوطة المتجهة إلى اليمن هو إيران.
وقال محمد علي الحوثي، أحد كبار قادة الحوثيين، إن الهجمات الجوية الأميركية لم تستطع إيقاف هذه الجماعة، وإن العمليات البرية ستبوء بالفشل أيضًا.
وكتبت "وول ستريت جورنال" أن عملية برية واسعة النطاق تنطوي على مخاطر إعادة إشعال الحرب الأهلية في اليمن.