"فخ" واشنطن لإيران.. وأسباب رفض المتشددين للمفاوضات.. وخامنئي يأمر بـ"الجاهزية العسكرية"

معركة إعلامية شرسة تشن هذه الأيام داخل إيران من جانب طرفي الخلاف حول الموقف من المفاوضات، حيث يحاول المعارضون لها إفشالها بشتى السبل وحرف مسارها، مقابل محاولات المدافعين عن المفاوضات التأكيد على ضرورتها وبيان أهميتها الاقتصادية والسياسية لإيران.

الصحف الأصولية والمتشددة غالبا هي من الفريق المعارض للمفاوضات، لكنها تجد نفسها مضطرة إلى مسايرة هذا الموضوع بشكل هادئ، والتأكيد على ضرورة الحيطة والحذر تجاه كل خطوة.

بعض الصحف مثل صحيفة "آكاه" لفتت إلى تصريحات المرشد علي خامنئي خلال لقائه مجموعة من المسؤولين والقادة العسكريين، وكتبت في المانشيت: "القائد يأمر.. استعدوا"، فيما شددت صحيفة "جوان- المقربة من الحرس الثوري- على ضرورة أن تكون المفاوضات "مرحلية"، بمعنى أن تستطيع إيران أن تتوقف عن المفاوضات في أي مرحلة رأت مصلحتها في عدم الاستمرار فيها.

أما الصحف الإصلاحية فأكدت على أن المفاوضات والتوصل لاتفاق مع الولايات المتحدة الأميركية هو الحاجة الأساسية لطهران اليوم، في ظل ما تمر به إيران من أزمة في المجالين الاقتصادي والسياسي وعلى الصعد المحلية والإقليمية والدولية، منتقدة المواقف المتشددة التي تصدر من بعض التيارات المحسوبة على الثورة والنظام، والتي تتعارض مع مصالح البلد والشعب الإيراني.

صحيفة "شرق" الإصلاحية تساءلت عن السر وراء الموقف المشترك للمتشددين في الداخل الإيراني وقادة إسرائيل، وذكرت إن وحدة الموقف والقلق المشترك بين معارضي الاتفاق النووي في داخل الإيراني مع قادة إسرائيل أمر يدعو للعجب والتأمل!

في شأن متصل اهتم عدد كبير من الصحف بالانعكاسات السريعة على وضع العملة الإيرانية، بعد خبر المفاوضات والتصريحات التي قيمت هذه المفاوضات بإيجابية، حيث شهد التومان الإيراني تحسنا ملحوظا وارتفع مقابل الدولار قرابة 20 في المائة.

صحيفة "جمله" عنونت: "التومان الإيراني يضحك"، وقالت "ستاره صبح": "الأسعار تهبط والناس يفرحون"، فيما كتبت "يادكار أمروز": "بسمة الدولار للمفاوضات".

كما لفتت بعض الصحف إلى اكتساء شاشات البورصة الإيرانية باللون الأخضر ليومين متتاليين، وذلك تأثرا بالأخبار الإيجابية التي انتشرت بعد الجولة الأولى من المفاوضات بين طهران وواشنطن في عمان.

والآن يمكن قراءة المزيد من التفاصيل في الصحف التالية:

"كيهان": أميركا تنصب "فخا" لإيران

قالت صحيفة "كيهان"، المقربة من المرشد علي خامنئي والمعارضة للمفاوضات بين إيران والولايات المتحدة الأميركية، إن واشنطن تنصب فخا لإيران من خلال المفاوضات، وكتبت في هذا السياق: "حتى إذا أعطوا الوعود البراقة في هذا الموضوع للتوصل لاتفاق حول الملف النووي فإن ذلك هو مجرد عمليات خداع ونصب فخ لإيران".

وأضافت الصحيفة: "الهدف الأساسي والمهم بالنسبة للولايات المتحدة الأميركية هو القضاء على الانسجام الداخلي ووحدة الشعب الإيراني باعتبار ذلك مصدر قوة إيران واقتدارها".

وجاء في الصحيفة المتشددة أيضا أن "الملف النووي الإيراني- وخلافا لما يصرح به المسؤولون الأميركيون- لا يشكل تهديدا لأميركا، وثبت ذلك لهم خلال العقدين الأخيرين، ومن خلال الرقابة الصارمة المفروضة على إيران من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومفتشيها".

وختمت "كيهان" بالقول: "بالمناسبة حتى لو قامت إيران بصنع قنبلة أو قنبلتين نوويتين فإن ذلك لا يعد تهديدا لهم مقابل عشرات الآلاف من القنابل الذرية التي تمتلكها أميركا وحلفاؤها".

"اطلاعات": المنتفعون من العقوبات في إيران يفشلون أي مفاوضات

قالت صحيفة "اطلاعات" إن الجميع اليوم بات يعرف سبب هذه المواقف المتشددة والمعارضة للاتفاق النووي من داخل إيران، والتي تظهر بمظهر الحريص على الثورة الإيرانية ومكتسباتها، وأن المصالح الاقتصادية لهؤلاء المعارضين في بقاء الوضع على ما هو عليه واستمرار العقوبات على إيران هو السبب وراء هذه المواقف المتشددة.

وأكدت الصحيفة أن هؤلاء "المنتفعين من العقوبات" لديهم نفوذ واسع وكبير داخل المؤسسات الاقتصادية الكبرى، وهم يعملون دائما وأبدا على إفشال أي إصلاح أو مفاوضات تصب في مصلحة البلاد والعباد ويجعلونها بلا أثر ومفعول".

"خراسان": المتشددون يخيفون النظام من المفاوضات

أما صحيفة "خراسان"، المقربة من رئيس البرلمان محمد باقر قاليباف والتي تعلن بشكل غير مباشر دعمها وتأييدها للمفاوضات، فانتقدت الهجمة الشرسة التي يشنها المتشددون تجاه المفاوضات وتحذيراتهم المستمرة من مصير هذه العقوبات، وكونها ستكون وبالا على إيران.

وقالت: "هؤلاء المتشددون يبتعدون عن الإنصاف إلى أقصى حد، ويستذكرون مصير حكام بعض البلاد لتحذير حكام إيران من مغبة هؤلاء الحكام الذين اطمئنوا للغرب وتفاوضوا معه".

ولفتت الصحيفة إلى ما نشرته إحدى قنوات "تلغرام" المقربة من الرئيس السابق إبراهيم رئيسي، والتي ذكرت قائمة بالأنظمة التي وثقت بالغرب وقامت معه بإجراء مفاوضات لكن كان مصيرها السقوط والزوال، وأكدت الصحيفة أن هذه المقارنة والتشبيه فيه إساءة للنظام الحاكم في إيران.