"مجاهدو السبت".. وأعداء الاتفاق.. و"المكر" الأميركي
سيطرت المفاوضات بين طهران وواشنطن في عمان، ولا شيء غيرها، على تغطية الصحف الإيرانية الصادرة اليوم السبت، 12 أبريل (نيسان)؛ حيث كانت معظم هذه الصحف، باستثناء الصحف المتشددة، متفائلة إزاء المفاوضات ونتائجها.
وذكرت صحيفة "همدلي" أن العالم كله اليوم يترقب هذه المفاوضات؛ بسبب أهميتها الكبرى عالميًا وإقليميًا، وعنونت بالقول: "عيون العالم على مسقط" فيما وصفت "ستاره صبح" هذا اليوم بأنه يوم "تاريخي"، بالنسبة للمفاوضات والوضع في إيران، أما صحيفة "جمله" فاستخدمت عنوان "مجاهدو السبت" وذكرت أن الوفد التفاوضي اليوم هو بحكم المجاهدين، الذين يدافعون عن البلد ومصالحه.
ولا يزال المتطرفون يعملون على إفشالها بشتى السبل من خلال التذكير بالمفاوضات السابقة، وفشلها بسبب ما يسمونه "المكر الأميركي" وانتهاك واشنطن للاتفاق النووي السابق.
والتزمت صحيفة "كيهان"، التي تعتبر من معارضي المفاوضات مع أميركا، الصمت نسبيًا، في الأيام الأخيرة، بعد تأكيد رسمي بإجراء هذه المفاوضات، وهو ما يعني بالمحصلة موافقة من خامنئي طوعًا أو كرهًا.
ولكن ذلك لم يمنع من محاولات الصحيفة عرقلة المفاوضات، وتأكيدها ضرورة أن يتم رفع العقوبات عن إيران قبل أي اتفاق، وقالت: "عدم الاتفاق أفضل من الاتفاق السيئ".
وذكرت صحيفة "اعتماد" أن أطرافًا داخلية وخارجية تعارض التوصل لاتفاق، منها إسرائيل والصين وروسيا وتركيا والمتطرفون بالداخل؛ حيث اعتبرت هذه الأطراف كلها أعداءً للاتفاق ونجاح المفاوضات.
وهاجمت صحيفة "جمهوري إسلامي" أيضًا المتطرفين في الداخل الإيراني، وقالت إن هؤلاء المتطرفين يسعون إلى جر إيران للحرب باسم الإسلام والثورة، مؤكدة أن طهران وواشنطن اليوم ليسا راغبين بالدخول في الحرب والصراع العسكري.
كما أكدت الصحيفة أن السبب الرئيس لمعارضة هؤلاء الأطراف للمفاوضات والتوصل لاتفاق مع أميركا، هو تضرر مصالحهم ومنافعهم الاقتصادية؛ حيث يستفيدون الآن بشكل كبير من بقاء العقوبات على البلد.
والآن يمكننا قراءة المزيد من التفاصيل في تغطية الصحف التالية:
"سازندكي": ماذا يدور خلف الكواليس في المفاوضات بين طهران وواشنطن؟
ذكرت صحيفة "سازندكي"، في تقرير لها، حول طبيعة المفاوضات المرتقبة اليوم بين طهران وواشنطن في العاصمة العُمانية مسقط، أن شكل وطبيعة هذه المفاوضات سيكون مختلفًا عن المفاوضات القديمة، وأن هذه المفاوضات لن تكون على شاكلة المفاوضات مع مجموعة "5+1".
وعن السبب في ذلك أوضحت الصحيفة أن دولاً، مثل فرنسا وبريطانيا وألمانيا، لم تعد مستعدة للجلوس مع روسيا على طاولة واحدة، كما أن الولايات المتحدة غير راغبة في هذا التوقيت في الجلوس بجانب الصين، ومن جهة أخرى فإن الإيرانيين، وبسبب التجربة السيئة لروسيا في الملف النووي ومحاولاتها المستمرة توريط إيران في أزماتها سابقًا، باتوا غير متحمسين لحضور موسكو، وزعمت الصحيفة أن طهران بدأت تعود إلى مبدأ سياسة "لا شرقية ولا غربية".
كما أشارت "سازندكي" إلى الخلافات التقنية بين إيران وروسيا حول شكل العمل الثنائي في مفاعل إيران النووي؛ حيث كانت روسيا تسعى إلى جعل إيران مستعمرة نووية إلى الأبد لروسيا؛ لأنها لا تريد أن يكون برنامج إيران النووي تحت سيطرة أطراف أخرى أو سيطرة طهران نفسها؛ فهي ترى أن إيران جارتها ستكون أكثر خطرًا على روسيا من أميركا البعيدة، في حال أصبحت دولة نووية.
وأشارت الصحيفة إلى أن الولايات المتحدة الأميركية اليوم تدرس خطرين فيما يتعلق بملف إيران: الأول هو أن تقوم طهران باستبدال ردعها من الردع الإقليمي، بعد إضعاف أطراف محور المقاومة في سوريا ولبنان وغزة واليمن، إلى الردع النووي، والثانية هي أنه في حال هاجمت أميركا المنشآت النووية الإيرانية، فإن ذلك قد يدفع طهران إلى الإسراع في صناعة قنبلة نووية، وذلك في مواقع سرية في جغرافيا إيران المترامية الأطراف، فلو سلم موقع نووي سري من القصف والهجمات يكون ذلك كافيًا أمام طهران لصناعة هذه القنبلة، وهو ما لا ترغب فيه أميركا، وتعمل على تجنبه ودراسة مخاطره.
"آرمان ملي": المفاوضات ستقتصر على الملف النووي ولن تشمل ملفات أخرى
قال الكاتب والمحلل السياسي الإيراني، مرتضى مكي، في مقابلة مع صحيفة "آرمان ملي"، إن هناك خطرًا كبيرًا يهدد المفاوضات المرتقبة، اليوم السبت، لكن التفاؤل كبير؛ بسبب الرغبة المتنامية لدى إيران بضرورة تخفيف حدة العقوبات والأزمة الاقتصادية في الداخل.
كما ذكر الكاتب أن من المزايا الإيجابية لهذه المفاوضات هي أنه تم تحديد نطاق هذه المفاوضات، وهو الموضوع النووي الإيراني، وليس هناك قضايا أخرى ستُناقش اليوم.
وأكد مكي أن الموضوع في إيران اليوم يدور حول طبيعة هذه المفاوضات، وما إذا كانت مباشرة أو غير مباشرة، لكن هذه القضية تبقى ثانوية، وهي مطروحة من قِبل إيران، ولا يهتم بها الإعلام الدولي، لكنه أضاف: "أعتقد أن الطرفين اليوم سيبدآن المفاوضات بشكل غير مباشر، لكنهما قد يتفقان على إجرائها في الأيام التالية بشكل مباشر؛ لأن ذلك أكثر فاعلية في تحقيق النتائج المرضية للطرفين".
ورجح الكاتب أن يتوصل الطرفان على المدى القصير لاتفاق محدود وقصير المدى يتضمن رفع نسبة من العقوبات عن إيران مقابل خفض طهران من نسبة اليورانيوم المخصب وهو ما يمهد الطريق لاتفاق أوسع وأشمل.
"كيهان": من الآن بات واضحًا أن المفاوضات ستكون بلا نتيجة
لا تزال صحيفة "كيهان"، المعارضة بصمت هذه الأيام لموضوع المفاوضات، تنشر قراءاتها المتشائمة عن المفاوضات المرتقبة اليوم في عمان؛ حيث كتب رئيس تحريرها، حسين شريعتمداري: "من الآن يمكن أن نتوقع انتهاء هذه المفاوضات دون نتيجة".
وهدد شريعتمداري بأن تل أبيب وحيفا الإسرائيليتين، وحاملات الطائرات الأميركية، في مرمى الصواريخ الإيرانية.
وذكرت الصحيفة أنه وبسبب العداء المتجذر بين إيران وأميركا؛ فإن وواشنطن لن تتخلى عن حرب العقوبات تجاه طهران.
وأضافت: "إيران اليوم ليست إيران الأمس، ولن نطبع مع العدو. نحن لسنا جاهزين فحسب، بل إننا مشتاقون لوقوع خطأ أميركي كبير"، في إشارة إلى استعداد إيران للحرب والمواجهة العسكرية، في حال فشلت المفاوضات، ونفذت الولايات المتحدة الأميركية تهديداتها بقصف المنشآت النووية الإيرانية.