"رويترز": انطلاق مفاوضات عُمان بين إيران وأميركا.. في ظل أزمات إقليمية متصاعدة

تبدأ إيران والولايات المتحدة الأميركية، اليوم السبت، محادثات رفيعة المستوى في سلطنة عُمان لاستئناف الحوار بشأن برنامج طهران النووي المتسارع، فيما حذّر الرئيس الأميركي من أن عدم التوصل إلى اتفاق قد يدفعه للنظر في الخيار العسكري ضد طهران.

وذكرت وكالة "رويترز" في تقريرها أن طهران تتعامل مع هذه المحادثات بـ"حذر وشك"، وتُبدي عدم ثقة في نوايا ترامب، الذي كرّر تهديداته بقصف إيران إن لم توقف برنامجها النووي.

وعلى الرغم من أن الجانبين تحدثا عن احتمال حدوث تقدم، فلا تزال الخلافات العميقة قائمة بشأن ملف يمتد لأكثر من عقدين. حتى طريقة إجراء المحادثات لا تزال محل خلاف؛ فترامب يطالب بمفاوضات مباشرة، في حين تصر طهران على حوار غير مباشر.

وأشارت "رويترز" إلى أن أي بادرة تقدم في هذه المفاوضات قد تسهم في تهدئة التوترات في منطقة عانت منذ عام 2023 من صراعات في غزة ولبنان، وتبادل إطلاق الصواريخ بين إيران وإسرائيل، وهجمات الحوثيين على الملاحة في البحر الأحمر، وانهيار نظام بشار الأسد في سوريا. لكنها حذّرت أيضًا من أن فشل هذه المحادثات سيزيد المخاوف من تصعيد أكبر في منطقة تُعدّ مصدرًا رئيسيا لنفط العالم.

كما حذّرت إيران الدول المجاورة التي تستضيف قواعد عسكرية أميركية من أنها ستتحمل "عواقب وخيمة" إذا شاركت في أي هجوم عسكري أميركي على إيران.

وأعطى المرشد الإيراني علي خامنئي، تفويضًا كاملًا لوزير الخارجية عباس عراقجي، لقيادة وفد بلاده في هذه المحادثات. فيما يترأس ستيف ویتکوف، المبعوث الخاص لترامب لشؤون الشرق الأوسط، الوفد الأميركي.

وقال مسؤول إيراني، رفض الكشف عن هويته، لـ"رويترز" إن "مدة المفاوضات، التي ستُركّز فقط على الملف النووي، تعتمد على مدى جدية وحسن نية الطرف الأميركي".

وأكدت إيران رفضها لأي تفاوض بشأن قدراتها الدفاعية، بما في ذلك برنامجها الصاروخي.

خلاف تاريخي طويل

يذكر أن إيران كثيرا ما أكدت أن برنامجها النووي سلمي بالكامل، فيما ترى الدول الغربية أن طهران تسعى لامتلاك سلاح نووي.

وتشير القوى الغربية إلى أن مستويات تخصيب اليورانيوم في إيران- وهي المادة التي تُستخدم كوقود نووي- تجاوزت بكثير احتياجات أي برنامج سلمي، وقد أنتجت مخزونًا بنسبة نقاء قريبة من المستوى اللازم لتصنيع قنبلة نووية.

وكان ترامب قد أعاد في فبراير (شباط) الماضي إطلاق "حملة الضغط الأقصى" ضد طهران، وهو الذي انسحب في عام 2018، خلال ولايته الأولى، من الاتفاق النووي المبرم عام 2015، وفرض عقوبات مشددة أدت إلى شل الاقتصاد الإيراني.

ومنذ ذلك الحين، تسارعت خطوات البرنامج النووي الإيراني، ووصل مستوى تخصيب اليورانيوم إلى 60 في المئة.

وقال ماركو روبيو، وزير الخارجية الأميركي، يوم الخميس 10 أبريل: "نأمل أن تؤدي هذه المحادثات إلى السلام. لقد أوضحنا أن إيران لن تمتلك سلاحًا نوويًا أبدًا، وأعتقد أن هذا هو السبب الأساسي لعقد هذه الجولة من المحادثات".

وردت طهران في اليوم التالي بأنها، رغم "أجواء العداء والإثارة السياسية السائدة في واشنطن"، تمنح الولايات المتحدة "فرصة حقيقية".

ووفقًا لـ"رويترز"، فقد تراجع نفوذ إيران الإقليمي بشكل كبير مؤخرًا، إذ تعرض حلفاؤها ضمن ما يُعرف بـ"محور المقاومة"- الذي يضم حماس، وحزب الله في لبنان، والحوثيين في اليمن، والفصائل الشيعية المسلحة في العراق وسوريا- لانقسامات أو أضرار جسيمة منذ بدء حرب غزة وانهيار النظام السوري.

ومن جانبها، تحذّر إسرائيل، الحليف الوثيق لواشنطن والتي تعتبر البرنامج النووي الإيراني تهديدًا وجوديًا، منذ فترة طويلة من أنها ستتدخل عسكريًا إن فشلت الدبلوماسية في منع إيران من امتلاك سلاح نووي.