بعد موافقة موسكو على "الوساطة" بين طهران وواشنطن.. مبعوث ترامب يزور روسيا

سافر المبعوث الخاص للرئيس الأميركي، ستيف ويتكوف، إلى روسيا، حيث نقل موقع "أكسيوس" الإخباري، عن مصدر مطّلع، أنه من المقرر أن يلتقي اليوم الجمعة 11 أبريل (نيسان)، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في حين امتنعت وزارة الخارجية الأميركية عن التعليق.

وهذا اللقاء يُعد الثالث بين ويتكوف وبوتين، منذ بدء جهود دونالد ترامب الرامية إلى وقف الحرب الروسية الأوكرانية.

ومن المقرر أن يترأس ويتكوف يوم غد السبت، 12 أبريل الجاري، في العاصمة العُمانية مسقط، الوفد الأميركي المشارك في المفاوضات بين واشنطن وطهران.

وقد أكّد وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، الذي يترأس الوفد الإيراني، مشاركة ويتكوف في هذه المحادثات، التي تصرّ طهران على أنها "غير مباشرة"، بينما تصرّ واشنطن على أنها ستكون "مباشرة".

وفي 8 أبريل الجاري، نقلت صحيفة "واشنطن بوست"، عن مسؤولين في الإدارة الأميركية، أن فريق ويتكوف بعث برسائل عبر سلطنة عُمان تدعو إلى إجراء محادثات مباشرة. كما أكّد المسؤولون الأميركيون أنه إذا لم تكن المحادثات مباشرة، فقد لا يذهب ويتكوف إلى عُمان.

وكانت وكالة "بلومبرغ" قد نشرت تقريرًا ذكرت فيه أن بوتين وافق على لعب دور الوسيط في ملف إيران، استجابة لطلب من الرئيس الأميركي. وقد أكدت هذه الأنباء لاحقًا وسائل الإعلام الروسية الرسمية ومستشار السياسة الخارجية لبوتين.

لكن وكالة "رويترز" ذكرت في المقابل أن اقتراح الوساطة جاء من موسكو نفسها.

وفي تقريرها بتاريخ 4 مارس (آذار) الماضي، أفادت "بلومبرغ" بأن ترامب طلب، خلال اتصال هاتفي مع بوتين، أن تلعب روسيا دور الوسيط في المفاوضات مع إيران.

فشل مفاوضات وقف إطلاق النار بين روسيا وأوكرانيا

من جهة أخرى، أعرب ترامب في الأسابيع الأخيرة عن استيائه من بطء تقدم مفاوضات وقف إطلاق النار بين روسيا وأوكرانيا، وقال في تصريحات صحافية إنه "غاضب" من بعض مواقف بوتين تجاه أوكرانيا.

وذكرت مصادر مطلعة أنه في حال عدم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بحلول نهاية شهر إبريل الجاري، فقد يلجأ ترامب إما إلى استخدام صلاحياته التنفيذية أو إلى دعم الجمهوريين في الكونغرس لفرض عقوبات جديدة على موسكو.

وفي الأسبوع الماضي، استضاف ويتكوف، في واشنطن، المبعوث الروسي الخاص، كيريل ديميتريف، في محاولة جديدة لكسر الجمود في المفاوضات.

وفي إطار هذه الجهود، وافقت أوكرانيا على اقتراح ترامب بوقف إطلاق النار دون شروط مسبقة، كما أبدت لاحقًا استعدادها لوقف إطلاق نار جزئي في المجال البحري. لكن موسكو اشترطت رفع بعض العقوبات الأميركية مقابل ذلك.

وفي 10 إبريل، قال ترامب: "نُحرز تقدماً. آمل أن نكون قد اقتربنا من التوصل إلى اتفاق لوقف الحرب".

وفي الوقت نفسه، نفذت الولايات المتحدة وروسيا اتفاق تبادل سجناء، تم بموجبه الإفراج عن كسينيا كارلينا، وهي مواطنة مزدوجة الجنسية (أميركية-روسية).
وقد جاء هذا الاتفاق نتيجة لقاء جمع ويتكوف وبوتين في مارس الماضي؛ حيث أعرب ترامب عن شكره لبوتين عقب الإفراج عن كارلينا.

دور ويتكوف في المنطقة

في وقت سابق، وتحديدًا في يناير (كانون الثاني) الماضي، لعب ويتكوف دورًا نشطًا في المفاوضات، التي أدت إلى وقف مؤقت لإطلاق النار بين إسرائيل وحماس، بوساطة قطرية ومصرية. ومع ذلك، لم يدم الاتفاق طويلاً بعد تجدد المعارك في غزة.

وسعى ترامب وفريقه إلى استخدام هذه الوساطات كجزء من رسم صورة ناجحة لسياسته الخارجية.

وفي فبراير (شباط) الماضي، سافر ويتكوف إلى موسكو، وعقد اجتماعًا مفاجئًا مع بوتين، أسفر عن اتفاق لتبادل السجناء، بما في ذلك الإفراج عن مارك فوغل، وهو مُعلم أميركي كان محتجزًا في روسيا.

واعتبر بعض المحللين هذه الخطوات محاولة لفتح قنوات رسمية بين موسكو وواشنطن.

وفي اليوم نفسه الذي تم فيه تنفيذ تبادل السجناء، عقد دبلوماسيون أميركيون وروس في إسطنبول اجتماعًا آخر ناقشوا خلاله خطوات أولية نحو تطبيع العلاقات بين البلدين، وهي مفاوضات تجري بالتوازي مع تحركات ويتكوف.