الرابحون من فشل المفاوضات.. والعقوبات الأميركية الجديدة.. وعدم الثقة في النظام

يتزايد القلق وسط الداعين للمفاوضات في إيران في ظل تعنت الجهات الرسمية وإصرارها على مطلب المفاوضات غير المباشرة، بالتزامن مع تقارير تتحدث عن تهديد أميركي بالانسحاب من المفاوضات في حال رفضت إيران خوضها بشكل مباشر.

صحيفة "هم ميهن" انتقدت من لا يزالون يدعون إلى تجنب المفاوضات، وأنها لن تجدي نفعا أو تحل أزمة، قائلة إن أكثرية الشعب الإيراني اليوم مع المفاوضات وتطالب بها.

وأكدت الصحيفة أن هناك طرفا داخليا يعمل بشكل حثيث على إفشال هذه المفاوضات وجعلها تصل إلى طريق مسدود.

وكتبت الصحيفة أن على من يزعمون أن الشعب الإيراني ليس مع المفاوضات أن يسمحوا بإجراء تجمعات للمؤيدين والمعارضين لهذه المفاوضات، وإذا ظهر أن عدد المؤيدين لا يزيد على عشرة أضعاف عدد المعارضين فليتم وقف المفاوضات وعدم الاستمرار فيها.

صحيفة "جمهوري إسلامي"، وهي من الصحف المؤيدة للمفاوضات، قالت إن الداعين إلى وقف المفاوضات والمعارضين لها يدركون تبعات الحرب المحتملة في حال تم إفشال المفاوضات، لكنهم مع ذلك يصرون على الاستمرار في نهجهم.

وذكرت أن هؤلاء المعارضين للمفاوضات يجنون سنويا بين 10 إلى 15 مليار دولار من بقاء العقوبات على إيران، وبالتالي فإنه من الطبيعي أن يفكروا بمصلحتهم ولا يبالون بمصلحة الشعب والبلاد.

صحيفة "كيهان"، القريبة من المرشد، أشارت إلى العقوبات الأميركية الجديدة على 5 كيانات إيرانية قبيل إجراء المفاوضات، وقالت إن هذه العقوبات هي رسالة واضحة من جانب أميركا تكشف الضعف الموجود في الطرف الإيراني.

الصحيفة انتقدت خطاب بعض المسؤولين الإيرانيين الذين يصرحون بأنه على واشنطن أن تثبت حسن نيتها في المفاوضات، وقالت إن أميركا بالفعل قد أثبت حقيقة موقفها، فهي من خلال العقوبات القصوى في الفترة الأخيرة وكذلك من خلال الانسحاب من الاتفاق النووي أظهرت حقيقتها تجاه إيران، ولا داعي لكي نتثبت أكثر من ذلك.

وأضافت الصحيفة: يبدو أن بعض المسؤولين والتيار الإصلاحي لا يريدون أن يبصروا هذه الحقيقة، وهم أصبحوا كالعاشق الذي يتغاضى عن عيوب حبيبته.

والآن يمكن قراءة المزيد من التفاصيل في الصحف التالية:

"جوان": فوائد المفاوضات غير المباشرة

دافعت صحيفة "جوان" الأصولية والمقربة من الحرس الثوري الإيراني عن فكرة المفاوضات غير المباشرة، وأكدت أنها تحقق فوائد جمة لصالح إيران، مقارنة مع المفاوضات المباشرة التي يصر عليها الجانب الأميركي.

وأول هذه الفوائد- حسب قراءة الصحيفة- هو أن طهران سلبت من واشنطن إمكانية الاستغلال الإعلامي والنفسي لهذه المفاوضات لأجل إضعاف محور المقاومة، بحيث لا تسمح المفاوضات غير المباشرة بأن يتلاعب الجانب الأميركي في مسارها.

فيما كانت الفائدة الثانية من وراء المفاوضات غير المباشرة هو أن هذا النوع من المفاوضات لا يتضمن مفهوم الاتفاق، وبالتالي فإنه لن يزيد التوقعات في الرأي العام الإيراني، وبالتالي فإن فشلها لا يشكل صدمة ولن تكون لها آثار وانعكاسات سلبية على الوضع الاقتصادي.

وتابعت الصحيفة: إذا كان هدف ترامب من المفاوضات هو مجرد الجلوس على طاولة المفاوضات لخلق شرخ في مثلث الشرق بين إيران وروسيا والصين، فإنه لن يكون قادرا على تحقيق هذا الشرخ من خلال المفاوضات غير المباشرة، لأن إيران وأميركا لن يكونا بمفرديهما لكي تخلق الروايات والادعاءات حول ابتعاد طهران عن حلفائها الروس أو الصينيين، وقد تكون روسيا هي أحد الوسطاء في هذه المفاوضات غير المباشرة.

كما أوضحت الصحيفة أن المفاوضات غير المباشرة هي فرصة جيدة لاختبار مدى جدية أميركا، فلو أظهر ترامب حقا أنه يريد حل المشكلات مع إيران ورفع العقوبات عنها، فإن ذلك قد ينتهي بإجراء المفاوضات المباشرة معه مستقبلا.

"خراسان": خامنئي وافق على المفاوضات لكنه يعتقد أنها لن تحل مشكلات إيران

قالت صحيفة "خراسان"، المقربة من رئيس البرلمان محمد باقر قاليباف، إن المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة الأميركية تمت بموافقة من المرشد الإيراني علي خامنئي لكنها ليست مطلوبة في منظومته الفكرية، حسب تعبير الصحيفة.

وكتبت الصحيفة في هذا السياق: "بغض النظر عن أن المفاوضات تمت بموافقة وإذن من خامنئي، لكن السؤال هل هذه المفاوضات تدخل ضمن منظومة خامنئي الفكرية وهل يعتقد أنها ستكون عاملا في حل مشكلات إيران؟ الإجابة بكل وضوح: لا".

وأوضحت الصحيفة بالقول: "من وجهة نظر خامنئي ووفقا للتجارب التاريخية فإن المفاوضات مع أميركا ليست هي الحل لمعالجة المشكلات في إيران، ولهذا لا ينبغي أن نحول هذا الموضوع إلى أولوية أساسية للبلد، ونخلق توقعات كاذبة في المجتمع".

"آرمان ملي": الموافقة على المفاوضات مع أميركا في عمان هو إصلاح للنهج السابق

قال رئيس لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني السابق حشمت فلاحت بيشه في مقال بصحيفة "آرمان ملي" إن السماح للدبلوماسيين الإيرانيين بإجراء المفاوضات مع الجانب الأميركي هو إصلاح للنهج السابق، وكان يمكن القيام بذلك في وقت مبكر.

وأوضح الكاتب أن الشعب الإيراني يبتعد يوما بعد يوم من النظام والسلطة الحاكمة، وأن السبب الرئيسي الذي جاء ببزشكيان هو الأمل فيه لحل مشكلات إيران في علاقاتها الدولية، لأن الشارع الإيراني بات يدرك أن أصل هذه المشكلات يكمن في معالجة هذه الأزمات على الصعيد الدولي، وعليه فلو أرادت السلطة أن تصلح من علاقتها بالشارع فيجب أن تبادر في تصحيح علاقاتها الدولية.

كما انتقد الكاتب تأخر بزشكيان في الوفاء بوعده في موضوع خفض التوتر في العلاقات الخارجية، وقال إن هذا التأخر من جانب الرئيس خفض من شعبيته، كما أنه كان جزءا من الأزمات الاقتصادية الطاحنة في الأشهر الماضية.

وتابع فلاحت بيشه: إعطاء الإذن لخوض المفاوضات مع أميركا في عمان هو إصلاح للنهج الماضي، وبغض النظر عمن تسببوا في ذلك وعطلوا هذه المسيرة سابقا فينبغي الآن يسمح للحكومة بالعمل والتفاوض الحقيقي للوصول إلى حلول عملية مع الجانب الأميركي.