"إذلال لخامنئي".. ردود فعل متابعي "إيران إنترناشيونال" على المفاوضات المباشرة مع أميركا
أثار انتشار التقارير حول المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة الأميركية ردود فعل واسعة بين الإيرانيين، حيث اعتبر عدد من متابعي قناة "إيران إنترناشيونال" أن تراجع المرشد خامنئي عن مواقفه السابقة الرافضة للتفاوض مع أميركا، دليل على إذلاله وسقوطه السياسي.
وبعد تداول هذه التقارير، أمس الثلاثاء 8 أبريل (نيسان)، سألت "إيران إنترناشيونال" متابعيها: لماذا تراجع خامنئي، رغم أنه كان يصف التفاوض مع أميركا بأنه "غير عاقل، وغير حكيم، وغير شريف"، وقَبِل بالحوار مع ترامب؟
في مقطع فيديو أرسله أحد المواطنين إلى القناة، خاطب خامنئي قائلاً: "هل تتذكر عندما كنت تقول إن التفاوض مع أميركا ليس شريفاً؟ الآن فهمتَ أنك بلا شرف؟".
وأكد عدد من المتابعين أن تراجع خامنئي وموافقته على التفاوض مع أميركا جاء نتيجة خوفه من عواقب عدم التفاوض مع ترامب واحتمال سقوط النظام الإيراني.
كما أرسل بعض المتابعين مقاطع فيديو ورسائل صوتية وصفوا فيها خامنئي وكبار مسؤولي النظام بالكاذبين.
وقال أحد المواطنين: "لماذا كذبوا طوال هذه الفترة بشأن المفاوضات غير المباشرة؟ فليعترفوا الآن وليقولوا أخطأنا".
مواطن آخر قال في رسالة صوتية أرسلها إلى "إيران إنترناشيونال" مخاطباً خامنئي: "كنت تتهم المعارضين والمحتجين بالتعاون مع الدول المعادية، والآن تتفاوض مع من تصفهم بالأعداء؟".
وقال أحد المتابعين أيضاً: "النظام وخامنئي لا خيار أمامهما سوى الجلوس إلى طاولة التفاوض مع أميركا. فإما أن يلقوا مصير القذافي وصدام، وإما أن يواصلوا حكم إيران وسط البؤس والشقاء".
وقال مواطن آخر في رسالة وجهها إلى خامنئي: "خامنئي، أنت شخص جبان حبست دماء أكثر من 80 مليون إيراني في الزجاجة. والآن، بعد الهزيمة التي تلقيتها والتراجع الذي قمت به، حتى أنصارك أدركوا كم أنت شخص جبان".
مواطن آخر قال في رسالة صوتية: "علي خامنئي كان يقول لن نتفاوض ولن تقع حرب، لكنه اليوم وصل إلى نقطة قبل فيها بالتفاوض المباشر، ومع ذلك لن يتوصل إلى اتفاق، وفي النهاية عليه أن يرحل، وهذه هي المذلة بعينها".
وأضاف هذا المتابع: "خامنئي، في سن الثمانين، وفي أيامه الأخيرة بعد 45 عاماً من الحكم الدكتاتوري، بلغ قاع المهانة. لقد تجرّع اليوم كأس السم".
من جانبه، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أول من أمس الاثنين، خلال لقائه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أن المفاوضات مع إيران بدأت بشكل مباشر وعلى مستوى رفيع جداً.
في المقابل، قال عباس عراقجي، وزير الخارجية في حكومة مسعود بزشكيان، في مقابلة مع مؤسسة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية بشأن شكل التفاوض مع أميركا: "إذا كانت أميركا تريد فرض إرادتها من خلال الضغط والتهديد، فهذا ليس تفاوضاً، بل إملاء. نحن نعتقد أن الطريقة غير المباشرة تضمن مفاوضات أكثر فاعلية ونتائج أفضل".
بدورها، أكدت المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية، فاطمة مهاجراني، أن التفاوض مع أميركا سيكون "غير مباشر"، وقالت: "يجب أن تبدأ العملية لنرى كيف سيتطور المسار، لكن شكل التفاوض غير مباشر، وتتم متابعته أيضاً على أعلى المستويات".
وفي ظل هذه الظروف، ورغم أن المسؤولين الإيرانيين قالوا إنهم غير مستعدين للحوار المباشر مع الأميركيين ولا يثقون بترامب، يبدو أن تهديدات الرئيس الأميركي دفعتهم في نهاية المطاف للجلوس إلى طاولة المفاوضات.