سجين سياسي إيراني لخامنئي: سياساتك دفعت بإيران نحو الانهيار.. ولن تنقذك "المفاوضات"

وجّه مهدي محموديان، الصحافي والناشط السياسي والمدني المعتقل، رسالة إلى علي خامنئي، المرشد الإيراني، واتهمه بتحمّل المسؤولية الرئيسية عن الأزمات الحالية، مؤكدًا أن قراراته وسياساته دفعت بإيران نحو الانهيار الداخلي وزعزعة الاستقرار الإقليمي.

وقال محموديان إن اندلاع حرب في المستقبل لن يحتاج إلى هجوم خارجي، لأن "بذور الكراهية والانقسام التي زرعتها السلطة ستمزّق إيران من الداخل".

وفي هذه الرسالة التي تحمل تاريخ 6 أبريل (نيسان) وأُرسلت من سجن إيفين، حذّر محموديان من أن استمرار هذا النهج قد يؤدي إلى انهيار كامل لإيران، ما لم يتنحَّ خامنئي عن السلطة بشكل غير مشروط ويسلّمها للشعب.

وجاء نشر رسالة هذا الناشط السياسي المعتقل في وقت لم يستبعد فيه الرئيس الأميركي قصف إيران في حال عدم التوصّل إلى اتفاق نووي جديد، فيما أكّد المتحدث باسم البيت الأبيض، يوم 7 أبريل، أن إيران أمام خيارين فقط: إما التوصّل إلى اتفاق نووي جديد مع أميركا، وإما "دفع ثمن باهظ".

وكان مهدي محموديان قد نُقل في فبراير (شباط) الماضي إلى سجن إيفين لتنفيذ حكم بالسجن لمدة ثمانية أشهر، وأعلن بعد يومين في اتصال هاتفي من السجن أنه بدأ إضرابًا عن الطعام والدواء احتجاجًا على "الأحكام الجائرة وحملات القمع".

مسؤولية خامنئي

وكتب مهدي محموديان في رسالته إلى المرشد أن "إيران تسير منذ سنوات بسرعة نحو الانهيار الوطني والثقافي والاقتصادي، ولم تكن أنت- خامنئي- كابحًا لهذا المسار، بل كنت محركه الرئيسي. كل قرار تتخذه، وكل عناد، وكل خطاب، وكل تعيين، وكل قمع، كان خطوة جديدة نحو الانهيار".

وأكّد أن "في عالم مليء بالمخاطر، الدولة التي تفتقد للتماسك الداخلي وللعقلانية الخارجية، يمكن أن تتحول بسهولة إلى ساحة حرب وتمزّق. عدم الاستقرار الإقليمي، خطر الهجوم العسكري، العقوبات المرهِقة، القمع الداخلي، وتراكم الكراهية في قلوب ملايين الشباب، أوصلت إيران اليوم إلى حافة الهاوية. هذه ليست مجرد تحذيرات، بل واقع نعيشه يوميًا".

وتابع محموديان قائلًا: "لقد أوصلت إيران إلى هذه الحالة عبر إغلاق طرق الإصلاح، وإقصاء جميع النخب، وقمع المجتمع المدني، وإهانة القوميات والمذاهب، وإلغاء الجمهورية، وحتى تجاهل الدستور ولو شكليًا، حتى بات اليوم لا المواطنون يشعرون بالأمان ولا حتى أركان النظام نفسه. لقد دفعتَ إيران من سطح الشرعية إلى أزقة انعدام الثقة والكراهية".

تحذير من الحرب

ووجّه الناشط السياسي مهدي محموديان تحذيرًا إلى علي خامنئي، قائلاً إن "الوضع الحالي لم يعد مجرد قمع احتجاج أو امتعاض سياسي عابر، بل إن قراراتك خلال هذه السنوات جعلت المحافظة ضد المحافظة، والقومية ضد القومية، والمواطن ضد المواطن. وإذا اندلعت حرب، فلن يحتاج العدو للهجوم من الخارج، لأنك زرعتَ بذور الكراهية في القلوب، وهذه الأرض ستنهار من الداخل بشكل تلقائي".

وأشار محموديان إلى أنه "لو تعرّضت إيران اليوم لهجوم عسكري، فمِن أي شعب موحّد تتوقّع أن يدافع عنها؟ من شعبٍ أعدمتَ أبناءه؟ من قومياتٍ منعتَ لغاتها؟ من جيلٍ شابّ لا يرى الخلاص إلا في الهروب من إيران؟ لقد دمّرتَ كلّ الجسور وراءك".

وفي ختام رسالته، كتب محموديان: "اليوم، لا الاتفاق النووي سينقذنا، ولا المفاوضات، ولا القوة الوهمية التي تعتقد بوجودها في ذهنك. الشيء الوحيد الذي يمكن أن ينقذ إيران هو تنحّيكَ الكامل وغير المشروط عن السلطة، وتسليمها إلى الشعب، والاعتراف بحقيقة أن لا أحد خالد، حتى لو علّق آلاف الحرس الثوري والقضاة والخطباء صورك يوميًا في الإدارات. وإلا، فلن يبقى لا نظامك، ولا حتى وطننا؛ بل ستبقى مجرد أطلال مريرة لذكرى شعب كان اسمه يومًا إيران".

يُذكر أن السنوات الأخيرة شهدت نشر العديد من الرسائل التحذيرية المماثلة من ناشطين مدنيين وسياسيين موجّهة إلى خامنئي.