"كيهان" تتوعد بـ"تدمير" إسرائيل.. وتكلفة المفاوضات أقل من الحرب.. وتجاهل أزمة الطاقة

جاءت تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب مساء أمس الاثنين حول "المفاوضات المباشرة" مع إيران سابقة على صدور النسخة الورقية للصحف الإيرانية الصادرة اليوم الثلاثاء 8 أبريل (نيسان).

الصحف الأصولية والمتشددة ظلت على موقفها المعارض للمفاوضات خصوصا المباشرة منها، وذلك تبعا للموقف المعلن للنظام الحاكم، ولا يعرف ماذا سيكون ردها غدا بعد ما كشفه ترامب عن مفاوضات مباشرة ستجري مع الإيرانيين، وتأكيده أن الوضع سيكون خطيرا بالنسبة لإيران إذا لم تستطع التوصل لاتفاق مع بلاده.

صحيفة "كيهان"، المقربة من المرشد علي خامنئي، أكدت استعداد طهران لأي خيار عسكري قد يقدم عليه ترامب، وقالت: "أي إجراء عسكري أميركي أو إسرائيلي ضد إيران ولو كان محدودا فإن رد طهران سيكون تدمير إسرائيل، وأن الرد هذه المرة لن يكون محدودا على القواعد العسكرية، وإنما سيشمل كافة البنية التحتية، وهذا أمر لا يمكن أن تجهله أو تتجاهله واشنطن".

صحف أخرى دعت إلى المفاوضات، مؤكدة أن أي تكلفة لهذه المفاوضات ستكون أقل من تكلفة عدم التفاوض الذي سيترتب عليه تعرض إيران لحرب لا تريدها، وستكون تبعاتها كبيرة على المستقبل.

في سياق متصل تحدثت صحيفة "مردم سالاري" عن موضوع المفاوضات المباشرة وغير المباشرة، حيث تؤكد طهران أنها لن تتفاوض بشكل مباشر مع أميركا، في وقت تؤكد واشنطن أن الطرفين سيخوضان مفاوضات مباشرة.

الصحيفة رأت أن هذه المفاوضات ستبدأ في الانطلاقة الأولى بشكل غير مباشر لكنها ستنتهي بالمفاوضات المباشرة، مؤكدة أنه لا يمكن إبرام اتفاق كبير ما لم يتم التفاوض بشكل مباشر.

في شأن داخلي آخر تحدثت صحيفة "جملة" عن أزمات الطاقة في إيران، وقالت إن الصيف القادم- ووفقا لتصريحات الخبراء ودراساتهم- سيكون صيفا صعبا على إيران، بسبب الأزمة المتوقعة في قطاعي الكهرباء والمياه، مؤكدة أن الحكومة الحالية مثلها مثل الحكومة السابقة لم تقم بأي إجراءات تذكر للاستعداد لهذه الأزمة المرتقبة، وأن المسؤولين يكتفون بالتصريحات الكلامية ومحاولة الطمأنة المؤقتة.

والآن يمكن قراءة المزيد من التفاصيل في الصحف التالية:

"كيهان": موقفنا من ضرورة الانتقام من ترامب ينسجم مع موقف خامنئي والنظام

لا تزال صحيفة "كيهان" تبرر موقفها حول "الانتقام من ترامب"، بعد تحذير وزارة الإرشاد لها وتراجعها ضمنيا أمس عن منشور سابق أكدت فيه ضرورة الانتقام من ترامب ردا على مقتل سليماني، مبررة ذلك بالقول إنها أوردت هذا الكلام في سياق فكاهي وترفيهي.

وفي عدد اليوم الثلاثاء، عادت الصحيفة وذكرت أن موقفها من "الانتقام من ترامب" ينسجم مع تصريحات ومواقف المرشد الإيراني علي خامنئي، وأن وزارة الخارجية الإيرانية أيضا تتفق مع موقف الصحيفة.

وكتبت في هذا السياق: "الآن يجب أن تُعطى إجابة واضحة ومقنعة لسؤال مهم وهو: إذا كان موقف "كيهان" يعتمد على موقف المرشد والنظام ككل فمن هي الجهات والأطراف التي تعتبر هذا الموقف القانوني والصحيح بأنه تهديد ضد الأمن القومي لإيران؟".

وأضافت الصحيفة: "تحديد هوية هذه الأطراف مهم كونه يكشف عن الجهة التي تبعث من خلال مواقفها رسائل ضعف، وتقول لترامب ضمنيا أنه وعلى الرغم من التهديد بالقصف والعقوبات القصوى وانتهاك الاتفاق النووي وحقوق الشعب الإيراني فإنه يبقى آمنا ومصونا من الرد بالمثل والانتقام".

"إيران": تكلفة عدم المفاوضات ستكون أكبر من تكلفة المفاوضات

دافعت صحيفة "إيران" الحكومية عن المفاوضات مع الولايات المتحدة الأميركية، وقالت إن تكلفة عدم المفاوضات أعلى بكثير من التكلفة المحتملة للمفاوضات، وأن أكثرية الشعب الإيراني يؤيد هذا المطلب المتمثل بالمفاوضات وحل مشكلات إيران الدولية.

وكتبت الصحيفة: "للولايات المتحدة الأميركية نهج استكباري، ولها سجل سيئ في التدخلات، كما أنها انتهكت تعهداتها في ولاية ترامب السابقة. وكل هذا يجعل التشاؤم حيالها أمرا منطقيا، لكن مع كل ذلك فإنه من الوارد أن نحقق مصالح أمننا القومي في التعامل مع واشنطن لكن بحذر أكبر وانتباه أشد".

وأضافت الصحيفة أيضا: "اليوم إذا قمنا بالعمل على حل مشكلات إيران وفقا لمصالح أمننا القومي ومصالح شعبها، وفي الأطر المعينة للتعامل مع أميركا والغرب- الذي بدأ يصبح أكثر تطرفا وفاشية- فإن ذلك يخدم مصلحتنا بشكل أكبر".

"ستاره صبح": نواقيس الحرب تدق من كل الجهات

قالت صحيفة "ستاره صبح" إن نواقيس الحرب تدق من الجانبين الإيراني والأميركي هذه الأيام، وأن الشعب الإيراني بات قلقا من حرب لا يريدها، موضحة أن الحرب يمكن أن تحول المنطقة إلى جبل من نار، حسب تعبير الصحيفة.

وأضافت الصحيفة أن المنطقة اليوم هي عبارة عن كومة من البارود وأن أي شرارة يمكن أن تفجر الوضع وتحرق الأخضر واليابس.

وأشارت "ستاره صبح" إلى أن الولايات المتحدة الأميركية جلبت كل ما تستطيع من معدات عسكرية، وحاملات طائراتها أصبحت رابضة بالمحيط الهندي لتهاجم إيران إذ بدأت الحرب، منوهة إلى أن أميركا لا تنوي مهاجمة إيران من قواعدها العسكرية في المنطقة وذلك لكي لا تعطي لطهران ذريعة لتهديد دول المنطقة.

وانتقدت الصحيفة بعض التصريحات والمواقف التي تخرج من بعض المسؤولين والمقربين من النظام أمثال حسين شريعتمداري، رئيس تحرير صحيفة "كيهان" المقربة من خامنئي، حيث دعا إلى اغتيال ترامب في هذه الأيام انتقاما لسليماني.

كما نقلت الصحيفة كلام علي لاريجاني، مستشار المرشد الإيراني للشؤون الدولية، حيث ذكر أن إيران ستلجأ إلى صناعة قنبلة ذرية في حال تعرضت لهجمات، زاعما أن هذا مطلب شعبي، وأن الشارع الإيراني يضغط على النظام من أجل امتلاك سلاح نووي.

وعلقت الصحيفة على هذه المواقف والتصريحات وقالت: "إذا كان موقف النظام هو عدم امتلاك أسلحة نووية وتحريم ذلك بفتوى من خامنئي، فماذا تعني مثل هذه التصريحات سوى أنها تقدم ذريعة لأميركا وإسرائيل من أجل خلق إجماع دولي ضد طهران؟ وفي حال لم تصل المفاوضات إلى نتيجة تذكر فإنهما سيبدأن بمهاجمة إيران عسكريا".