افتقاد ظريف.. وخيانة "كروبي" العظمى.. ودبلوماسية المقاومة.. وضحايا الطرق
كان ملف المفاوضات مع الولايات المتحدة الأميركية، وبيان رجل الدين وأحد قادة الحركة الخضراء في إيران، مهدي كروبي، بعد قرار إنهاء الإقامة الجبرية المفروضة عليه منذ أكثر من 13 عامًا، الموضوعين الرئيسين في تغطية الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الأحد 6 إبريل (نيسان).
وانتقدت الصحف الأصولية كروبي، بعد بيانه، الذي أكد فيه استمراره في العمل من أجل الإفراج عن جميع السجناء السياسيين، وتشديده على ضرورة الإفراج عن رفيقه مير حسين موسوي، وزوجته زهراء رهنورد، وانتقاده للاستبداد والتعطش للسلطة والثروة، في إشارة غير مباشرة للمرشد الإيراني، علي خامنئي.
وهاجمت صحيفة "كيهان"، المقربة من المرشد الإيراني، علي خامنئي، كروبي مباشرة، في عددها اليوم الأحد، ووصفته بـ "الساذج"، مؤكدة أنه لو أُقيمت لقادة الحركة الخضراء محاكم لأُدينوا بأحكام مشددة؛ بسبب "الخيانات الكبرى" و"الفتنة" التي هي أشد من القتل.
وذلك بعدما شدد كروبي، في بيانه، على ضرورة الإفراج غير المشروط عن السجناء، خصوصًا النساء، معتبرًا ذلك مطلبًا مشروعًا، وأكد سعيه لتحقيق هذا الهدف.
وبدورها هاجمت صحيفة "خراسان"، المقربة من رئيس البرلمان الإيراني محمد باقر قاليباف، كروبي، وقالت إن هذا البيان منه هو محاولة لخلق أزمة جديدة للبلد، مضيفة أن كروبي لا يزال "يعيش في الأوهام الماضية".
وتابعت الصحيفة الأصولية، في هجومها على مهدي كروبي، بالقول: "هذا البيان الحاد من قِبل كروبي، على الرغم من رأفة النظام به وعفوه عنه، يدل على أن كروبي لم يدرك جيدًا مطالب الشعب وإرادته"، حسب تعبير الصحيفة.
ومن الملفات الأخرى، التي حظيت باهتمام الصحف اليوم، هو عزل شهرام دبيري، المساعد البرلماني للرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، بقرار من بزشكيان نفسه، وذلك بعد قيام دبيري برحلة سياحية إلى القطب الجنوبي في وقت يعاني فيه ملايين الإيرانيين الفقر المدقع، تحت وقع العقوبات الغربية المفروضة على طهران.
وأثار عزل دبيري، المحسوب على التيار الأصولي، موجة سخط بين الصحف الأصولية، وترحيبًا واسع النطاق من قِبل الصحف الإصلاحية، التي اعتبرت عزله دليلاً على عزم بزشكيان وحرصه على سلامة المسؤولين وإخلاصهم للشعب. وسبق أن نفى مكتب دبيري رحلته، وهو ما تبين عدم صحته لاحقًا، ليكون علامة كذب وعدم مصداقية لدى هذا المسؤول في الحكومة.
وفي ملف داخلي آخر أشارت صحيفة "شهروند" إلى حجم الخسائر الكبيرة في الأرواح، خلال عطلة بداية العام أو عطلة "النوروز"، كما تُعرف في إيران؛ حيث سجلت السلطات مقتل أكثر من 800 شخص، خلال أسبوعين من العطلة.
وانتقدت الصحيفة سوء البنية التحتية في قطاع النقل، وقالت إن إيران تسجل ضحايا في أحداث السير بدرجة تزيد على 9 أضعاف دول الجوار، وذلك بسبب غياب معايير السلامة في الطرق وقوانين السير والحركة. والآن يمكننا قراء المزيد من التفاصيل في تغطية الصحف التالية:
"شرق": افتقاد ظريف في المفاوضات المباشرة أو غير المباشرة مع الولايات المتحدة الأميركية
ذكرت صحيفة "شرق" الإصلاحية أن غياب وزير الخارجية الإيراني الأسبق، محمد جواد ظريف، والذي تولى منصب مساعد الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، للشؤون الاستراتيجية قبل استقالته، سيشكل نقطة ضعف في مسار المفاوضات الإيرانية المباشرة أو غير المباشرة مع الولايات المتحدة الأميركية، مؤكدة أن ظريف له رمزية خاصة لدى الغربيين والدول المفاوضة مع إيران.
وأوضحت الصحفية أن ظريف كان يعرف التعامل الدبلوماسي والتفاوض المنطقي مع العالم، ويستخدم لغة الحقوق الدولية، والأهم من ذلك أنه كان مدركًا لحجم التعقيدات الأمنية والاقتصادية لعالمنا المعاصر.
وأكدت افتقاد ظريف بشدة هذه الأيام، مع تزايد الحديث عن المفاوضات غير المباشرة بين طهران وواشنطن، معتقدة أن العالم قد لا يستطيع فك رموز إرادة طهران، وهذا ما ستكون له تبعات سلبية على السوق والوضع الاقتصادي.
"كيهان": قادة الحركة الخضراء ارتكبوا خيانة عظمى ولو تمت محاكمتهم لأدينوا بأحكام مشددة
أشارت صحيفة "كيهان" المتشددة والمقربة من المرشد الإيراني، علي خامنئي، إلى بيان كروبي، الذي انتقد فيه الاستبداد والتعطش للثروة، وتأكيده ضرورة الإفراج عن السجناء السياسيين، وقالت في هذا السياق: "المرشح الخاسر في الانتخابات، مهدي كروبي، الذي أصبح ألعوبة بيد المتطرفين من الإصلاحيين، يقول إن من أوصل البلد إلى حافة الحرب المدمرة هو نهج السلطة المتعارض مع فكرة الجمهورية".
وتابعت الصحيفة بالقول: "السيد كروبي لم يكن أصلاً في الإقامة الجبرية وكان يزوره رفاقه باستمرار، يجب أن نأخذ بعين الاعتبار أنه لو تمت محاكمة كروبي وقادة الحركة الخضراء لأُدينوا بأحكام مشددة؛ بسبب ارتكابهم للخيانة العظمى".
وختمت الصحيفة: "لكن تجدر الإشارة إلى أن اللغط والأخطاء، التي وقع فيها كروبي، كانت أقل خطورة من الخيانات المتعمدة، التي ارتكبتها شخصيات، مثل مير حسين موسوي والرئيس الأسبق محمد خاتمي".
"اعتماد": على النظام الإيراني تهيئة الشارع لدبلوماسية المقاومة وأميركا اختارت الضغط على طهران
قال الكاتب والمحلل السياسي، حسن بهشتي بور، في مقابلة مع صحيفة "اعتماد" الإصلاحية، إن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، لا يرغب في خوض حرب مع إيران، لكن من الواضح أنه اختار خيار الضغط، وعلى المسؤولين في طهران تهيئة الرأي العام لـ "دبلوماسية المقاومة".
وأوضح الكاتب أن أميركا لا تعارض خوض المفاوضات غير المباشرة، التي توافق عليها إيران، لكن طهران هي التي يجب أن توضح لماذا تعتبر المفاوضات المباشرة بأنها غير ذكية وغير شريفة، في إشارة إلى تصريحات خامنئي قبل أسابيع.
وأكد أن إيران سبق أن جربت المفاوضات غير المباشرة في زمن الرئيس الراحل، إبراهيم رئيسي، لكنها لم تحقق شيئًا يُذكر.