المفاوضات "غير المباشرة".. وحدود الرد الإيراني.. ومستقبل العلاقة مع أميركا

عادت صحف إيران للنشر في العام الجديد، بعد عطلة دامت أكثر من أسبوعين، بسبب ما يُعرف في إيران بعطلة "عيد النوروز" أو عطلة بداية العام الإيراني.

وكان الموضوع الأبرز والأكثر حضورًا في تغطية الصحف الإيرانية، اليوم السبت 5 أبريل (نيسان)، هو موضوع المفاوضات مع الولايات المتحدة الأميركية ومستقبل العلاقة بين طهران وواشنطن، والذي تنقسم حياله الصحف انقسامًا كبيرًا، فهناك من يرى وجود فرصة كبيرة لحل الأزمة الكبيرة بين البلدين بشكل جذري وأساسي، ومن يعتقد باستحالة التوصل لاتفاق بين الجانبين، بسبب تباعد المواقف واختلاف الرؤى.

وكانت الصحف الإصلاحية مثل: "آرمان ملي" و"آرمان امروز" و"اعتماد" و"شرق" و"هم ميهن"، بطبيعة الحال، تمثل الطرف الأول والمتفائل حيال الموضوع، بينما كانت الصحف الأصولية تجسد الطرف المتشائم والمستبعد لاحتمالية الاتفاق بين إيران والرئيس الأميركي، دونالد ترامب، وإدارته المتشددة تجاه إيران.

وأشارت صحيفة "جوان"، وهي صحيفة أصولية مقربة من الحرس الثوري الإيراني، إلى تصريحات ترامب قبل يومين، حول وجود رغبة لدى طهران بالتفاوض مباشرة مع واشنطن، خلافًا لما يصرح به المسؤولون الإيرانيون من رفض للمفاوضات المباشرة، وتأكيدهم على المفاوضات غير المباشرة فحسب.

وعارضت صحيفة "همشهري" الأصولية المفاوضات، وقالت إنها تعني الانتحار خوفًا من الموت، مشددة على أن "الجبناء" وحدهم هم من يدعون إلى التفاوض والحوار.

وفي شأن آخر، أشارت صحيفة "اعتماد" الإصلاحية إلى تصريحات علي لاريجاني، مستشار المرشد الإيراني، علي خامنئي، حول مستقبل العلاقات بين إيران والولايات المتحدة الأميركية، وقالت إنه من الملاحظ وجود أدبيات مختلفة لدى لاريجاني حول آفاق العلاقة بين طهران وواشنطن، وإمكانية إيجاد جسور في هذه العلاقة واستغلال الفرص.

والآن يمكننا قراءة المزيد من التفاصيل في تغطية الصحف التالية:

"جمهوري إسلامي": على المسؤولين في إيران الموافقة على المفاوضات المباشرة

دافعت صحيفة "جمهوري إسلامي" عن المفاوضات مع الولايات المتحدة الأميركية، بما في ذلك المفاوضات المباشرة، وقالت إنه على المسؤولين في إيران البدء بالمفاوضات غير المباشرة، للوصول بعد ذلك إلى المفاوضات المباشرة.
وأكدت الصحيفة أن المسؤولين وصُنّاع القرار في طهران أدركوا أن الرأي العام الإيراني موافق على موضوع التفاوض والاتفاق مع الولايات المتحدة الأميركية.

"خراسان": لن تقع حرب ولن يحصل اتفاق

رأت صحيفة "خراسان" الأصولية، في تقرير لها، أنه لن يكون هناك اتفاق مع الولايات المتحدة الأميركية، وفي المقابل لن نشهد حربًا بين طهران وواشنطن، رغم التصريحات والمواقف الإعلامية للرئيس الأميركي دونالد ترامب.

وأضافت الصحيفة في هذا السياق: "ظهرت مؤشرات، في الآونة الأخيرة، تدل على اقتراب إيران وأميركا من الاتفاق، مثل قبول طهران للمفاوضات غير المباشرة، وقبول الطرفين وساطة عُمان، ووجود مساعٍ سرية للدول الخليجية لدفع الأطراف إلى تجنب التصعيد، لكن مع ذلك وعلى الرغم من هذه المساعي، فإن التوصل إلى اتفاق أمر غير وارد في هذه المرحلة".

كما ذكرت الصحيفة أن الظروف الإقليمية والدولية غير مهيأة لحرب بين إيران والولايات المتحدة الأميركية، وأن الطرفين يستعدان لفترة من البقاء في الوسط، أي لا حرب ولا اتفاق.

"جوان": ادعاءات ترامب بشأن رغبة طهران في المفاوضات المباشرة تهدف لتأطيرها نحو مساره

علقت صحيفة "جوان"، المقربة من الحرس الثوري الإيراني، على تصريحات الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، التي كشف فيها عن رغبة طهران في المفاوضات المباشرة مع إدارته، رغم النفي الإعلامي والمعلن من قِبل إيران، وذكرت أن هذه المواقف والتصريحات من قِبل ترامب هي محاولة لتأطير المفاوضات، وأخذها في المسار الذي يرغب فيه ترامب نفسه، لكنها لا تعكس الحقيقة مطلقًا.

وادعت الصحيفة، نقلاً عن مصدر إيراني طلب عدم الكشف عن هويته، أن إيران تصر على المفاوضات غير المباشرة؛ لكي تقنع الرأي العام باستحالة التوصل إلى اتفاق مع الولايات المتحدة الأميركية، بقيادة دونالد ترامب.

كما نقلت الصحيفة عن المصدر نفسه أن طهران مستعدة للتفاوض غير المباشر خلال الأسبوعين أو الثلاثة المقبلة.

"كيهان": رد إيران هذه المرة لن يكون محدودًا إذا تعرضت لهجوم أميركي

أشارت صحيفة "كيهان"، المقربة من المرشد الإيراني، علي خامنئي، إلى تصريحات الرئيس الأميركي، دونالد، ترامب حول احتمالية شن هجمات على إيران، وقالت: "ترامب يعلم أن رد إيران هذه المرة لن يكون محدودًا، وتتم إدارته بشكل لا يؤدي إلى أضرار كبيرة".

وأشارت الصحيفة إلى رد إيران على مقتل سليماني؛ حيث قصفت قاعدة "عين الأسد" دون أن تقع إصابات أو أضرار تُذكر، وادعت أن هجوم إيران السابق كان عبارة عن تدريب ولعبة صغيرة، وأن قدرات إيران الحقيقية أكبر من ذلك بمائة مرة.