مستشار خامنئي: أي هجوم أميركي أو إسرائيلي سيدفع إيران نحو القنبلة النووية
حذّر علي لاريجاني، مستشار المرشد الإيراني، من أن أي هجوم عسكري أميركي أو إسرائيلي على إيران بذريعة برنامجها النووي سيدفع طهران نحو تصنيع القنبلة النووية.
وفي حديثه مع “التلفزيون الإيراني”، أشار لاريجاني إلى رسالة الرئيس الأميركي دونالد ترامب للمرشد علي خامنئي، التي تضمنت تهديدًا بالخيار العسكري في حال عدم التفاوض، وقال: “إيران تؤكد أنها تمتلك القدرات، لكن فتوى المرشد واضحة بأننا لن نتجه نحو السلاح النووي”.
وأضاف: “عندما تمارسون الضغوط، يصبح هناك مبرر آخر. الشعب سيطالب بحماية أمن البلاد، وعندها سيكون علينا اتخاذ الخطوات اللازمة… وهذا لن يكون في صالحكم”.
يأتي تصريح لاريجاني الصريح بشأن احتمال التوجه نحو تصنيع سلاح نووي في وقت كان المرشد الإيراني علي خامنئي قد أكد قبل أقل من ثلاثة أسابيع، يوم الخميس 13 مارس، أن طهران لا تسعى لامتلاك هذا النوع من الأسلحة بإرادتها. وقال خامنئي حينها: “لو كنا نريد تصنيع سلاح نووي، لما استطاعت أمريكا منعنا. عدم امتلاكنا للسلاح النووي وعدم سعينا وراءه ليس بسببهم، بل لأننا لا نريد ذلك لأسباب ناقشناها سابقًا”.
هذه ليست المرة الأولى التي يتحدث فيها مسؤولون مقربون من علي خامنئي عن احتمال تغيير مسار البرنامج النووي الإيراني والتوجه نحو تصنيع سلاح نووي.
مع تصاعد لهجة التحذيرات التي أطلقها دونالد ترامب بشأن أنشطة طهران الإقليمية والنووية، تناولت بعض وسائل الإعلام المقربة من النظام الإيراني السيناريوهات المحتملة لردّ الجمهورية الإسلامية على التطورات الأخيرة، مشيرةً إلى إمكانية الانسحاب من معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية (NPT) كأحد الخيارات المطروحة.
وفي هذا السياق، وصف موقع “نورنیوز”، المقرب من المجلس الأعلى للأمن القومي، يوم 18 مارس، المخاوف الدولية بشأن توسع البرنامج النووي الإيراني بأنها “وهم”، وحذّر من أن إيران قد تنسحب من معاهدة NPT ردًا على مواقف ترامب الأخيرة.
خلال الأشهر الماضية، تحدث عدد من مستشاري خامنئي وقادة الحرس الثوري عن ضرورة، أو على الأقل احتمال، تغيير العقيدة النووية للجمهورية الإسلامية.
ونشرت صحيفة “تلغراف” في 8 فبراير 2025، نقلًا عن مصدر إيراني مطلع، أن عددًا من القادة العسكريين الكبار في الجمهورية الإسلامية غيروا موقفهم خلال الأشهر الأخيرة، خاصة بعد انتخاب دونالد ترامب، وطالبوا بشكل غير مسبوق بالسعي نحو تصنيع قنبلة نووية.
وبحسب التقرير، قال هؤلاء القادة في “تدخل غير مسبوق” للمرشد الإيراني علي خامنئي، إنه ينبغي لطهران امتلاك سلاح نووي لمواجهة “التهديدات الوجودية” القادمة من الغرب.
منذ مارس 2024، وفي أعقاب تصاعد المواجهات العسكرية المباشرة بين إيران وإسرائيل، والتي شملت ضربات متبادلة بين البلدين، عاد الحديث عن إمكانية تغيير فتوى خامنئي بشأن السلاح النووي واتخاذ قرار بتطويره.
في 9 مايو عام الماضي، صرّح كمال خرازي، مستشار الشؤون الدولية للمرشد الإيراني، بأن أي تهديد وجودي للجمهورية الإسلامية، مثل هجوم عسكري محتمل من قبل إسرائيل على المنشآت النووية، سيدفع طهران إلى تغيير عقيدتها النووية. وكرر الموقف نفسه في 11 مايو خلال مؤتمر للحوار الإيراني-العربي في طهران.
في 8 أكتوبر العام الماضي، أفادت وسائل إعلام إيرانية بأن 39 نائبًا في مجلس الشورى وجهوا رسالة طالبوا فيها خامنئي بتعديل فتواه التي تحظر امتلاك السلاح النووي.
وفي 15 أكتوبر، قال البرلماني، علي أصغر نخعي راد، إن إيران تواجه تهديدًا نوويًا مباشرًا، وإن “الفقه الشيعي يتمتع بمرونة تتيح تغيير الفتاوى بناءً على الزمان والمكان”. وأضاف أن المجلس الأعلى للأمن القومي يجب أن يطلب من خامنئي الموافقة على إعادة النظر في استراتيجية إيران النووية.