خامنئي في رد على التهديدات: لا أعتقد أن أي هجوم سيأتي من الخارج

تناول المرشد الإيراني علي خامنئي، في كلمته عقب أداء صلاة عيد الفطر، تزايد التكهنات حول احتمال شن هجوم عسكري على إيران، مؤكّدًا أنه لا يتوقع “تلقي ضربة من الخارج”.

وقال خامنئي، يوم الاثنين 31 مارس، في مصلى طهران: “يهددون بأنهم سيرتكبون أعمالًا عدائية. نحن لسنا متأكدين كثيرًا، ولا نرجح بشدة أن يتم تنفيذ اعتداء خارجي، ولكن إذا حدث ذلك، فسيكون ردنا قويًا بلا شك”.

وأضاف: “إذا كان الأعداء يخططون لإثارة فتنة داخل البلاد، فإن الشعب الإيراني هو من سيتولى الردّ عليهم”.

وجاءت هذه التصريحات بعد يوم واحد من تحذير الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، من أنه في حال عدم توصل إيران إلى اتفاق بشأن برنامجها النووي، فسيتم قصفها.

وأضاف ترامب أن أي هجوم على إيران سيكون “على نحو لم يسبق له مثيل”.

من جانبها، أفادت صحيفة طهران تايمز، المقربة من النظام الإيراني، في تقرير لها يوم 30 مارس، بأن الصواريخ التابعة للجمهورية الإسلامية نُصبت على قواذفها في جميع المدن الصاروخية تحت الأرض وهي جاهزة للإطلاق.

خامنئي: موقفنا تجاه أمريكا وإسرائيل لم يتغير

أكد علي خامنئي، في تصريحاته استمرار السياسة الخارجية الإيرانية، قائلاً: “ليعلم الجميع أن مواقفنا هي ذاتها التي كانت، كما أن عداء أميركا والكيان الصهيوني لا يزال كما كان”.

وجدد خامنئي نفيه امتلاك إيران لأي قواتٍ بالوكالة، معتبرًا أن “القوة الوحيدة بالوكالة في المنطقة هي إسرائيل، التي تعتدي على الدول نيابة عن القوى الاستعمارية”.

من جانبه، أعلن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، في 7 مارس 2025، أنه بعث برسالة إلى خامنئي أعرب فيها عن رغبته في التفاوض بشأن البرنامج النووي الإيراني بدلاً من اللجوء إلى الخيار العسكري.

ووفقًا لما نشره موقع أكسيوس في 19 مارس، فقد حملت الرسالة نبرة حادة، وحددت مهلةً مدتها شهران للتوصل إلى اتفاقٍ نووي جديد.

كما أفادت التقارير بأن ترامب شدد في رسالته على ضرورة تقييد البرنامج الصاروخي الإيراني وتقليص دعم طهران للجماعات المسلحة في المنطقة.

في السياق ذاته، أعلن وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، في 27 مارس، أن طهران ردّت على رسالة ترامب “بالشكل المناسب عبر سلطنة عمان”.

ولم يُنشر نص الرد الإيراني رسميًا حتى الآن، إلا أن صحيفة العربي الجديد أفادت في 29 مارس بأن طهران أكدت في ردها على مواقفها السابقة، بما في ذلك رفض التفاوض بشأن برنامجها الصاروخي أو دعمها للجماعات المتحالفة معها، فضلاً عن رفض أي محادثات تتجاوز إطار الاتفاق النووي.

خامنئي يجدد دعوته إلى القضاء على إسرائيل

كرر المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية، علي خامنئي، خلال خطابه بعد صلاة عيد الفطر، دعوته إلى القضاء على إسرائيل، قائلاً: “يجب اجتثاث هذه العصابة الإجرامية من فلسطين، وسيتم اجتثاثها. وعلى الجميع أن يسعوا لإزالة هذا الكيان الشرير من المنطقة”.

وأضاف: “هذا الكيان يرتكب إبادة جماعية، وإذا أُتيحت له الفرصة، فسيعتدي على أراضي دول أخرى، كما فعل في سوريا”.

وكان أحمد علم الهدى، ممثل خامنئي في محافظة خراسان رضوي، قد أنكر في 28 مارس وقوع محرقة اليهود (الهولوكوست)، واصفًا إياها بـ”الكذبة المطلقة”.

من جانبها، اعتبرت وزيرة العلوم والتكنولوجيا الإسرائيلية، جيلا جملئيل، في مقابلة مع إيران إنترناشيونال يوم 29 مارس، أن هذه التصريحات تعكس “معاداة السامية المتجذرة” لدى المسؤولين في الجمهورية الإسلامية.

يأتي ذلك في ظل تصاعد التوترات بين إيران وإسرائيل خلال العام الماضي، حيث وصلت إلى مواجهات مباشرة بين الطرفين. كما تمكنت إسرائيل من توجيه ضربات قاسية للجماعات المتحالفة مع طهران، ما أدى إلى مقتل شخصيات بارزة، من بينها حسن نصر الله، يحيى السنوار، وهاشم صفي الدين.