"نيويورك تايمز":خلاف بين مستشاري ترامب ومستشار الأمن القومي الأميركي بشأن الهجوم على إيران
أفادت صحيفة "نيويورك تايمز" بأن مستشاري الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، كانوا على خلاف مع مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض، مايك والتز، بسبب مواقفه المتشددة تجاه إيران، ودعوته المستمرة للعمل العسكري ضدها.
وذكرت الصحيفة أن هذا الخلاف كان موجودًا، حتى قبل الأزمة الأخيرة المتعلقة بتسريب محادثات سرية لمسؤولين أميركيين عبر تطبيق "سيغنال"، والتي قد تؤدي إلى إقالة والتز.
وبحسب التقرير، فإن بعض مستشاري ترامب يرون أن والتز متطرف للغاية، ومتحمس بشكل مفرط لعمل عسكري ضد إيران، بينما يفضل ترامب شخصيًا التوصل إلى اتفاق دبلوماسي مع طهران.
وأشارت الصحيفة، نقلاً عن مصادر مطلعة، إلى أن والتز يختلف في النقاشات السياسية، خاصة فيما يتعلق بالتعامل مع إيران، مع كل من النائب الأول للرئيس الأميركي، جي دي فانس، وكبيرة موظفي البيت الأبيض، سوزي وايلز.
ومن جهة أخرى، نقلت صحيفة "العربي الجديد" القطرية، يوم السبت 29 مارس (آذار)، أن إيران أكدت في رد رسمي على رسالة ترامب الأخيرة تمسكها بمواقفها التقليدية، بما في ذلك رفض التفاوض حول برنامجها الصاروخي، ودعم الميليشيات التابعة لها، وعدم التفاوض خارج إطار الاتفاق النووي.
وفي حديثه مع الصحافيين، يوم 28 مارس الجاري، أكد ترامب أن إيران لا تزال من أولوياته الأساسية، مشيرًا إلى أن رسالته إلى علي خامنئي تضمنت تحذيرًا واضحًا: "عليكم اتخاذ قرار: إما أن نجلس للتفاوض لحل القضية، أو أن إيران ستواجه عواقب وخيمة، وهذا ما لا أريده".
وفي ظل تصاعد التوترات بين واشنطن وطهران، بدأت أصوات المعارضة الداخلية في إيران تتزايد؛ حيث أصبح عدد من السياسيين الإيرانيين ينتقدون سياسات المرشد علي خامنئي، وعلى الرغم من عدم جرأتهم على ذكر اسمه صراحةً، فإنهم يحذرون من أن استمرار السياسات الحالية قد يؤدي إلى انهيار النظام.
زيادة الشكوك حول والتز داخل فريق ترامب
من جهة أخرى، ذكرت صحيفة "بوليتيكو" الأميركية، يوم 27 مارس الجاري، أن نائب ترامب، جي دي فانس، وكبيرة موظفي البيت الأبيض، سوزي وايلز، نصحا الرئيس الأميركي بضرورة إقالة مايك والتز؛ بسبب تسريبه محادثات سرية تتعلق بالهجوم على اليمن.
كما أفادت "نيويورك تايمز" بأن ترامب كان مترددًا بشأن ما إذا كان سيقيل والتز، خصوصًا بعدما أضاف والتز عن طريق الخطأ صحافيًا إلى مجموعة دردشة سرية ناقشت خطة الهجوم العسكري الوشيك على اليمن.
ورغم أن ترامب دافع علنًا عن والتز وهاجم وسائل الإعلام، فإنه ناقش إمكانية إقالته في الكواليس؛ لتجنب الفوضى التي عمت ولايته الأولى. لكن في النهاية، قرر ترامب إبقاء والتز في منصبه؛ لمنع حدوث أي اضطرابات داخل فريقه.
كما أشارت الصحيفة إلى أن ترامب وحلفاءه يشكون في علاقة والتز بالصحافي جفري غولدبرغ، وهو شخص مكروه من قِبل ترامب، مما أدى إلى تصاعد الريبة داخل فريق الرئيس الأميركي.
وفي المقابل، بقي وزير الدفاع الأميركي، بيت هيغسيث، الذي كشف أيضًا عن معلومات حول الهجوم على الحوثيين في "الدردشة" نفسها، محميًا من أي مساءلة ويحظى بدعم ترامب.
ورغم هذه التوترات الداخلية، أكد جي دي فانس يوم الجمعة، خلال زيارته إلى جزيرة غرينلاند، أن فريق الأمن القومي لترامب لا يزال ثابتًا، قائلاً: "إذا كنتم تعتقدون أنكم تستطيعون إجبار رئيس الولايات المتحدة على إقالة شخص ما، فأنتم مخطئون تمامًا".