منع دخول الكنديين المولودين في إيران وأفغانستان إلى الولايات المتحدة

ذكرت صحيفة "غلوب آند ميل" الكندية أن بعض المواطنين الكنديين، الذين وُلدوا في إيران وأفغانستان قد تم منعهم من دخول الولايات المتحدة، بعد فحص أوراق هوياتهم عند الحدود.

وأفادت الصحيفة، يوم أمس الجمعة 28 مارس (آذار)، نقلاً عن المحامين والمستشارين في قضايا الهجرة، أن هذا الإجراء يأتي نتيجة للسياسات الأكثر صرامة، التي اعتمدتها إدارة ترامب فيما يتعلق بفحص الأجانب.

ودعا الخبراء القانونيون، الذين تحدثوا مع صحيفة "غلوب آند ميل"، الحكومة الكندية إلى إصدار تحذير سفر وإبلاغ مواطنيها والمقيمين في كندا بأنه قد يتم منعهم من دخول الولايات المتحدة، وقد تُلغى تأشيراتهم أو بطاقاتهم الخاصة بنظام "نيكسوس"، بل وربما يتم اعتقالهم أو ترحيلهم.

وعلى الرغم من عدم وجود إحصائيات رسمية محدثة حول بلدان ولادة الكنديين، الذين تم منعهم من دخول الولايات المتحدة، فإن عدة محامين متخصصين في قضايا الهجرة أكدوا أنه منذ 20 يناير (كانون الثاني) الماضي، عندما وقّع الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، أمرًا تنفيذيًا لتشديد فحص الأجانب، تم منع دخول أشخاص أكثر من المعتاد.

فحوصات أكثر صرامة وإمكانية حظر السفر بشكل كامل

سبق أن ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" ووكالة "رويترز"، في وقت سابق من شهر مارس الجاري، نقلاً عن مصادر مطلعة، أن إدارة ترامب كانت تدرس فرض قيود سفر واسعة النطاق على مواطني عشرات الدول. ووفقًا لهذه التقارير، فإنه إذا تم تنفيذ هذا الاقتراح، لن يتمكن مواطنو 10 دول، بما في ذلك إيران، من السفر إلى الولايات المتحدة بأي شكل من الأشكال.

وبناءً على هذه التقارير، وُضِعت قائمة مقترحة من قِبل المسؤولين الدبلوماسيين والأمنيين الأميركيين، وتم تقسيم البلدان إلى ثلاث فئات:

القائمة الحمراء: وتضم 11 دولة، سيُمنع مواطنوها تمامًا من دخول الولايات المتحدة. وهذه الدول هي: إيران، وأفغانستان، وبوتان، وكوبا، وليبيا، وكوريا الشمالية، والصومال، والسودان، وسوريا، وفنزويلا واليمن.

القائمة البرتقالية: وتضم 10 دول، ستُفرض قيود صارمة على سفر مواطنيها، لكن لن يتم منعهم تمامًا من الدخول، فعلى سبيل المثال، قد يُسمح للأثرياء التجاريين من هذه الدول بدخول الأراضي الأميركية، لكن معظم تأشيرات الهجرة والسياحة لمواطني هذه الدول ستُعلّق. كما سيُطلب من مواطني هذه الدول إجراء مقابلات شخصية للحصول على التأشيرة. وتشمل هذه القائمة كلاً من: بيلاروسيا، وإريتريا، وهايتي، ولاوس، وميانمار، وباكستان، وروسيا، وسيراليون، وجنوب السودان وتركمانستان.

القائمة الصفراء: وتضم 22 دولة لديها 60 يومًا لإصلاح "النقاط المعيبة" المحددة، في حالة عدم القيام بذلك، قد يتم نقلها إلى إحدى القائمتين السابقتين.، وتشمل هذه الدول: أنغولا، وأنتيغوا وبربودا، وبنين، وبوركينا فاسو، وكمبوديا، والكاميرون، والرأس الأخضر، وتشاد، وجمهورية الكونغو، وجمهورية الكونغو الديمقراطية، والدومينيكان، وغينيا الاستوائية، وغامبيا، وليبيريا، وملاوي، ومالي، وموريتانيا، وسانت كيتس ونيفيس، وسانت لوسيا، وساو تومي وبرينسيب، وزفانواتو وزيمبابوي.

وأكد مسؤولون مطلعون تحدثوا مع "نيويورك تايمز" و"رويترز"، لكنهم طلبوا عدم الكشف عن هويتهم؛ بسبب حساسية الموضوع، أن هذه القائمة لم تصبح نهائية بعد، وقد تخضع لتغييرات قبل تقديمها إلى البيت الأبيض.

توصيات للكنديين بتوخي الحذر عند السفر إلى الولايات المتحدة

قالت مستشارة الهجرة في مكتب "ليكسالتيكو" القانوني في مدينة ميسيساغا الكندية، صوفيا همايون، لصحيفة "غلوب أند ميل": "إن مواطني الدول ذات الأغلبية المسلمة أصبحوا هدفًا غير عادل للتدقيق الشديد عند الحدود الأميركية".

وأشارت إلى حالة تاجر كندي من تورونتو، وُلد في أفغانستان، والذي تم منعه من دخول الولايات المتحدة الشهر الماضي، رغم رحلاته السابقة، وذلك أثناء محاولته زيارة أقاربه، وكان هذا التاجر يخطط لإطلاق مشروع تجاري في الولايات المتحدة.

وطالبت همايون حكومة أوتاوا بإصدار تحذير سفر وإبلاغ المواطنين الكنديين بالمخاطر المحتملة للسفر إلى الولايات المتحدة.

وحذرت من أن ضباط الحدود الأميركية قد يقومون بمراجعة حسابات المسافرين على وسائل التواصل الاجتماعي، وأن أي منشورات تظهر دعم الفلسطينيين قد تؤدي إلى استجواب عند الحدود، أو حتى اعتقال الأشخاص الحاملين للتأشيرات داخل أميركا.

وقالت همايون: "الكنديون، ورجال الأعمال، والأشخاص الذين يخططون للهجرة إلى الولايات المتحدة عبر تأشيرات العمل وحتى أولئك الذين يسافرون لزيارة العائلة لأكثر من شهر، سيواجهون تقريبًا بنسبة 100 في المائة مستوى مرتفعًا من الفحوصات الأمنية".

أكدت المحامية المتخصصة في قضايا الهجرة، ميليسا بيبل، أنه خلال الأسابيع الثلاثة الماضية، مُنع مواطنان كنديان يحملان جوازي سفر كنديين وُلدا في إيران من دخول الولايات المتحدة.

وخضع هذان الشخصان لأسئلة متعددة حول الخدمة العسكرية في إيران، وطُلب منهما تقديم وثائق تثبت عدم خدمتهما في الحرس الثوري الإيراني، الذي تصنفه كل من كندا والولايات المتحدة منظمة إرهابية.

ووفقًا لـ "غلوب أند ميل"، فإن أحدهما كان يسافر إلى الولايات المتحدة لحضور اجتماعات عمل، لكنه مُنع من الدخول، خلال الأسابيع الثلاثة، الماضية بسبب "عدم انتظام الوثائق". وبعد 48 ساعة من هذا الحدث، تم إلغاء بطاقة "نيكسوس" الخاصة به.

أما الحالة الثانية فكانت لعائلة إيرانية- كندية كانت تسافر مع ابنتها لقضاء عطلة في الولايات المتحدة، لكن تم منع جميع أفراد العائلة من الدخول.

تحذيرات للمقيمين المؤقتين والدائمين في كندا

حذرت بيبل من أن دخول الولايات المتحدة ليس مضمونًا، حتى بالنسبة لأولئك الذين يحملون إقامة مؤقتة أو دائمة في كندا، وقد يتم استجوابهم عند الحدود أو حتى إلغاء تأشيراتهم.

وقالت: "إن رحلة تسوق إلى نيويورك قد تكون لها عواقب خطيرة للغاية".

وأضافت المحامية يامينا أنصاري، لصحيفة "غلوب أند ميل"، إن ضباط الحدود الأميركية يطبقون قوانين الهجرة بصرامة أكبر.

وأكدت أنه "يجب على كندا إصدار تحذير سفر، مثل الدول الأوروبية".

وحتى الآن، أصدرت بريطانيا وألمانيا تحذيرات بشأن السفر إلى الولايات المتحدة، محذرتين من أن أي شخص ينتهك قوانين الدخول الأميركية قد يواجه الاعتقال أو السجن.

رد فعل الحكومة الكندية

حدّثت كندا إرشادات السفر الخاصة بها، في بداية الشهر الجاري، وأعلنت أن جميع الأفراد، بمن في ذلك الكنديون والأجانب، الذين يقيمون في الولايات المتحدة لأكثر من 30 يومًا، يجب أن يسجلوا أسماءهم في النظام الأميركي.

ومع ذلك، لم يتم ذكر أي مشاكل محتملة عند الحدود أو مخاطر اعتقال المسافرين في هذه الإرشادات.