مسؤول إيراني: سيتم بناء جدران فاصلة على جميع الحدود البرية للبلاد

قال رئيس القضاء العسكري الإيراني، أحمد رضا بور خاقان، إن إغلاق الحدود أصبح أولوية منذ بداية عام 2024، مؤكدًا أن جدرانًا فاصلة سيتم إنشاؤها على جميع الحدود البرية لإيران.

وفي حديثه اليوم الأربعاء 26 مارس (آذار) لوكالة "ميزان" التابعة للسلطة القضائية، شدد بور خاقان على أن إغلاق الحدود مطلب للمرشد علي خامنئي والمسؤولين، مشيرًا إلى أن هذا المشروع دخل حيّز التنفيذ بشكل جاد منذ بداية عام 2024.

وأضاف أن الجدران الفاصلة سيتم بناؤها على جميع الحدود البرية لإيران، وأنه تم حتى الآن بناء حوالي 150 كيلومترًا من هذه الجدران على الحدود الشرقية، وقد تم تثبيت بعضها، بينما لا يزال العمل جاريًا في مناطق أخرى.

وأعرب عن أمله في أن يتم استكمال إغلاق الحدود الشرقية خلال العامين المقبلين، على أن يتم لاحقًا تنفيذ المشروع على الحدود الغربية.

تناقض في السياسات الحدودية

تأتي هذه التصريحات في الوقت الذي كان فيه الرئيس الإيراني مسعود بزشكیان، قد تساءل خلال زيارته للعراق في سبتمبر (أيلول) الماضي عن سبب عدم تمكن المسلمين من السفر بالقطار من أفغانستان وباكستان إلى كربلاء ومكة، في حين أن دول منطقة "شنغن" تسمح بالسفر دون تأشيرة.

وفي تصريحات سابقة، دعا بزشكیان الدول الإسلامية إلى إزالة الحدود بينها على غرار الاتحاد الأوروبي. ومع ذلك، تواصل إيران تنفيذ مشروع بناء الجدران الحدودية بجدية متزايدة.

خطة إغلاق الحدود ومخصصاتها المالية

في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، أعلن أحمد علي جودرزي، قائد قوات حرس الحدود في الشرطة الإيرانية، أن خطة إغلاق حدود إيران ستُنفَّذ خلال 3 إلى 5 سنوات بتكلفة تصل إلى 3 مليارات يورو.

وأشار حينها إلى أن تنفيذ هذا المشروع بدأ في محافظتي سيستان وبلوشستان وخراسان رضوي، ويجري العمل فيه بسرعة، مؤكدًا أنه بدأ أيضًا في محافظة كردستان.

ويرى بعض المحللين أن هذه السياسة تأتي ضمن نهج إيران المناهض للمهاجرين، لا سيما ضد المواطنين الأفغان.

القيود على الحدود

وفي جزء آخر من حديثه مع وكالة "ميزان"، تطرق بور خاقان إلى إغلاق مسارات التجار عبر الحدود "العتالين"، مشيرًا إلى أنه كان هناك ممرات محددة تسمح لسكان المناطق الحدودية بالتنقل إلى داخل أراضي الدول المجاورة، لكنها أُغلقت في السنوات الأخيرة.

وأوضح أن هذه الإجراءات تهدف إلى منع دخول من وصفهم بـ"المناهضين للثورة وأعداء النظام" الذين قد يستغلون تجارة البضائع كغطاء لدخول البلاد، مؤكدًا أن ذلك "لا يصب في مصلحة أمن الدولة".

وعلى مدى السنوات الماضية، كانت هناك تقارير مستمرة عن استهداف العتالين من قبل القوات الإيرانية.

وفي تقرير نشره موقع "كولبر نيوز" في مارس (آذار) الماضي، أفيد بأنه خلال العام نفسه، قُتل 52 عتالا وأُصيب 131 آخرون في المناطق الحدودية والممرات الجبلية بين محافظات أذربيجان الغربية وكردستان وكرمانشاه.

وفي نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، صرّح إسكندر مؤمنی، وزير الداخلية الإيراني، بأن تسريع وتيرة إغلاق الحدود الشرقية يأتي في إطار "تنظيم أوضاع الأجانب"، مشيرًا إلى أن هذه الخطة تتضمن عدة مراحل، من بينها تعزيز السيطرة على الحدود.