الاستخبارات الأميركية: طهران تواصل أبحاثا كيماوية.. لكنها لا تقوم ببناء سلاح نووي

قالت مديرة وكالة الاستخبارات الوطنية الأميركية، تولسي غابارد، خلال جلسة استماع في مجلس الشيوخ الأميركي، بأن التقييمات الاستخباراتية الأميركية تشير إلى أن إيران لا تقوم حاليًا بتصنيع قنبلة نووية، لكن الولايات المتحدة تراقب عن كثب تطورات البرنامج النووي الإيراني.

وفي الجلسة التي جمعت مديري أجهزة الاستخبارات الأميركية مع لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ، الثلاثاء 25 مارس (آذار)، لمناقشة التهديدات الأمنية السنوية للولايات المتحدة، قالت غابارد: "الحكومة الإيرانية لا تقوم ببناء سلاح نووي في الوقت الحالي، لكن الخطابات الأخيرة داخل طهران التي تدعو إلى امتلاك القنبلة النووية منحت مؤيدي هذا التوجه مزيدًا من الجرأة داخل دوائر صنع القرار".

وأضافت: "لم يصرّح المرشد علي خامنئي حتى الآن بإعادة تشغيل برنامج الأسلحة النووية، الذي تم تعليقه في عام 2003. ومع ذلك، فإن وكالة الاستخبارات الوطنية الأميركية تراقب الأوضاع عن كثب لمعرفة ما إذا كانت طهران ستقرر استئناف برنامجها النووي العسكري أم لا".

تراجع "المحرمات"

وحذّرت مديرة الاستخبارات الوطنية من أن المجتمع الاستخباراتي الأميركي رصد خلال العام الماضي تراجعًا في المحرمات القديمة داخل إيران فيما يتعلق بالمناقشات العلنية حول امتلاك السلاح النووي. وأشارت إلى أن هذا التطور ربما منح المدافعين عن امتلاك السلاح النووي داخل النظام الإيراني مزيدًا من الجرأة.

وأضافت غابارد: "مخزون إيران من اليورانيوم المخصب بلغ أعلى مستوياته على الإطلاق، وهو رقم غير مسبوق بين الدول التي لا تمتلك أسلحة نووية".

طهران تواصل توسيع نفوذها الإقليمي

وحذّرت وكالة الاستخبارات الأميركية من أن إيران قد تستمر في السعي لتوسيع نفوذها في الشرق الأوسط، رغم إضعاف قواتها ووكلائها خلال الصراع في غزة.

وأضافت غابارد أن طهران ستواصل دعم وتمويل وإعادة بناء شبكة من الجماعات الإرهابية والميليشيات المسلحة، بهدف مواجهة إسرائيل والضغط على الولايات المتحدة لسحب قواتها من المنطقة.

وقالت: "رغم أن هذه الشبكة تعرضت لانتكاسات، إلا أنها لا تزال تمثل تهديدًا كبيرًا لسكان إسرائيل، والقوات الأميركية المتمركزة في العراق وسوريا، وكذلك الملاحة العسكرية والتجارية الأميركية والدولية".

برنامج الأسلحة البيولوجية والكيميائية

وأشار التقرير السنوي للاستخبارات الأميركية إلى أن الوكالات الاستخباراتية الأميركية تعتقد بشدة أن إيران تواصل أبحاثها حول الأسلحة البيولوجية والكيميائية لأغراض هجومية.

وكشف التقرير أن علماء عسكريين إيرانيين أجروا أبحاثًا على مواد يمكن أن تسبب التهدئة العصبية، الاضطرابات النفسية، فقدان الذاكرة، والإعاقة المؤقتة، وفي بعض الحالات، الموت.

وشدد التقرير على أن رغم هذه الأنشطة، لا يوجد دليل حاليًا على أن إيران تعمل على تصنيع قنبلة نووية، وأن علي خامنئي لم يمنح بعد الإذن باستئناف برنامج التسلح النووي.

ومع ذلك، حذّر التقرير من أن الضغوط على خامنئي للموافقة على بناء سلاح نووي ربما ازدادت في الفترة الأخيرة.

وأشار التقرير إلى أن المحرمات التي استمرت لعقود حول مناقشة الأسلحة النووية داخل إيران قد تراجعت خلال العام الماضي، مما أدى إلى زيادة نفوذ الجماعات الداعمة لامتلاك السلاح النووي داخل دوائر صنع القرار في طهران. ومع ذلك، لا يزال خامنئي صاحب القرار النهائي بشأن مستقبل البرنامج النووي الإيراني.

وأكّد التقرير أن إيران تحاول تعزيز نفوذها الإقليمي من خلال تطوير قدراتها الصاروخية، توسيع برنامجها النووي، وممارسة دبلوماسية نشطة مع دول المنطقة وخصوم الولايات المتحدة، بهدف ضمان بقاء النظام الحاكم.

تهديدات إيران الصاروخية والطائرات المسيّرة والسيبرانية

وقالت غابارد إن إيران قامت بتطوير برامجها الخاصة بالصواريخ الباليستية، وصواريخ كروز، والطائرات المسيرة، مما يمنحها القدرة على تنفيذ هجمات ضد أهداف أميركية.

وأضافت أن طهران أثبتت استعدادها لاستخدام هذه الأسلحة في مناسبات متعددة، منها:
-الهجوم الصاروخي على القوات الأميركية في العراق عام 2020
-الهجمات على إسرائيل في أبريل (نيسان) وأكتوبر (تشرين الأول) 2024
كما وصفت غابارد العمليات السيبرانية الإيرانية بأنها تهديد متزايد لشبكات وأنظمة البيانات الأميركية.

عواقب عسكرية

وأشارت مديرة الاستخبارات الوطنية الأميركية إلى الرسالة الأخيرة التي بعث بها الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى خامنئي، والتي أبدى فيها استعداده لإجراء مفاوضات مباشرة بهدف:

-خفض التوترات بين البلدين

-منع اندلاع حرب بين الولايات المتحدة وإيران

-الحيلولة دون حصول طهران على سلاح نووي

وحذّرت غابارد من أنه إذا لم تجرِ المفاوضات، فقد تكون هناك تداعيات عسكرية.

وقالت: "ترامب لا يزال ملتزمًا برؤيته المتمثلة في تحقيق السلام من خلال القوة، وهو يتصرف وفقًا لما يراه في مصلحة الشعب الأميركي. الآن، علينا أن ننتظر لنرى كيف ستتطور الأمور".

وأضافت أن العقوبات التي فرضتها إدارة ترامب مؤخرًا على إيران لم تظهر آثارها الكاملة بعد، لكنها أرسلت "رسالة واضحة" إلى طهران.