بعد تجمع تضمن هتافات ضد الكرد.. تحذيرات من إثارة النعرات القومية في "أرومية" بإيران
أثيرت موجة من ردود الفعل السياسية والإعلامية والشعبية داخل إيران وخارجها عقب تنظيم مراسم تحت عنوان "اجتماع العلويين" في 22 مارس (آذار) في أرومية، وهو تجمع رافقته شعارات دينية وعرقية وبعض التصرفات المثيرة للجدل.
هذا التجمع، الذي عُقد بدعوة من محمد خليل بور، رئيس مجلس مدينة أرومية، وبحضور شخصيات مثل نادر قاضيى بور، النائب السابق عن أرومية في البرلمان الإيراني، تخللته شعارات مثل "يا حيدر يا حيدر"، وبعض الشعارات العرقية الحادة ضد المواطنين الأكراد المتواجدين في المدينة.
وحضر المشاركون في التجمع حاملين عصي خشبية متشابهة وصور رجال دين محليين.
جاءت الدعوة لهذا التجمع من رئيس مجلس مدينة أرومية بعد أن احتفل مواطنون أكراد في المنطقة بعيد النوروز في تجمع تخلله رقص بالمدينة، وهو ما تزامن مع 21 رمضان، وهو يوم استشهاد الإمام الأول للشيعة (الإمام علي)، مما أثار ردود فعل سلبية من محمد خليل بور، رئيس مجلس المدينة.
ردود فعل متضاربة
عقب هذا التجمع، بدأت ردود فعل متضاربة، حيث اعتبر نشطاء مدنيون ووسائل إعلام مستقلة أن تجمع 22 مارس (آذار) للأشخاص المناصرين للنظام جزءًا من سيناريو "فرّق تسد" المكرر.
ورأت وسائل إعلام مثل "كردبرس" أن "السلوك المسيء" لبعض المشاركين ناتج عن تحريض قوى "القوميين الأتراك"، وتوجيه من بعض المؤسسات الأمنية.
في المقابل، وصفت وسائل إعلام محافظة هذه المراسم بأنها "موحدة ورمز لتعلق شعب أذربيجان التركي في إيران بالإمام علي".
وذكرت وكالات أنباء مثل "مهر" و"إيسنا" أن هناك "حضورًا هائلاً للمعزين" الناطقين بالتركية وحتى "مشاركة مواطنين أكراد وأهل السنة في أرومية في عزاء الإمام علي".
بالمقابل حذرت بعض وسائل الإعلام المحلية ذات التوجهات المعتدلة من هذه التطورات.
وكتب موقع "انتخاب" في تقرير تحليلي: "بالتزامن مع إقامة مراسم النوروز من قبل بعض المواطنين في أرومية، تسببت شخصية مثيرة للجدل مثل خليل بور، رئيس مجلس المدينة، بدعوته لتجمع عزاء، في اختراق عناصر من القوميين الأتراك المتعصبين".
وأكدت شرطة محافظة أذربيجان الغربية على أن هذه المراسم ليست ذات طابع سياسي، وأعلنت عن اعتقال شخص قام على هامش المراسم بـ"الإساءة والتحريض" ضد الأعراق الأخرى.
في الوقت نفسه، طالب نواب أكراد وأهل السنة من أرومية في البرلمان بمعاقبة العناصر المعارضة للتعايش السلمي في المدينة.
تحذير من الانقسامات
من جهة أخرى، اتخذ نواب أرومية في البرلمان موقفًا. ووصف حاكم ممكان، النائب الكردي عن أرومية، الذي شارك في مراسم "ليلة القدر"، الأحداث بأنها "خروج عن الأعراف" و"محاولة فاشلة من العدو لخلق الفرقة"، وطالب بـ"التعامل الحاسم مع المفرقين ومثيري الاضطرابات الأمنية في أرومية".
كما أدانت شهين جهانغيري، نائبة أخرى عن أرومية وهي من أهل السنة، الشعارات "المثيرة للانقسام"، وأكدت على "التضامن بين الترك والأكراد" في محافظة أذربيجان الغربية.
وأبدت بعض الشخصيات السياسية الداخلية ردود فعل على الحدث.
وشددت آذر منصوري، رئيسة جبهة الإصلاحات في إيران، في رسالة على ضرورة اليقظة تجاه القومية المتطرفة والانفصالية، وكتبت: "نحن أمة إيران العظيمة، وإيران ملك لجميع الإيرانيين.
أولئك الذين يسعون لتفكيك إيران وتقسيمها يرون أحلامًا خطيرة لبلادنا".
وقال رامين برهام، الكاتب والمحلل المقيم في فرنسا، في حديث مع "راديو فردا" حول "انحراف" التجمع في أرومية، إن "غياب إطار نظري صحيح في النظام الإيراني" في مجال القومية الإيرانية والضرر الذي أصاب المجتمع المدني في البلاد مهد الطريق لهذا النوع من التحركات المثيرة للجدل.
كما حذر العديد من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي من تصاعد التوترات في إيران، وطالبوا بالوقوف ضد التطرف العرقي.
في الوقت نفسه، أكد محللون سياسيون أن أرومية، مدينة ذات نسيج متنوع ومتعدد الثقافات، لا يمكن أن تكون "مسرحًا لمشاريع عرقية وأمنية" حكومية.
ترحيب مواقع تركية
في غضون ذلك، وصف موقع "آناتولي" التركي الناطق بالفارسية هذا التجمع بأنه "تجمع واسع لشعب أرومية لتأكيد الهوية التركية لهذه المدينة"، وزعم دون تقديم أدلة أن التجمع "واجه هجومًا من القوات الأمنية... حيث انتشرت القوات الأمنية منذ الساعات الأولى من صباح 22 مارس في شوارع أرومية، وحاولت تفريق الناس باستخدام سيارات رذاذ الماء".
كما هاجمت وسائل إعلام باكو، مثل موقع "آخار" الإخباري، في تقاريرها منظمي احتفال النوروز للأكراد في أرومية، زاعمة أن "وحدات خاصة قمعت وهاجمت مظاهرة ضمت مئة ألف من شعب تورك أذربيجان"، دون أن تقدم هذه الوسائل أي دليل يدعم ادعاءاتها.