لحظة الحقيقة لإيران... هل سيكون 2025 عام الحرب أم الاتفاق النووي؟
تقترب إيران من مفترق طرق؛ حيث يواجه المرشد علي خامنئي قرارًا قد يكون الأكثر مصيرية في تاريخه: إما الحرب مع الولايات المتحدة، وإما التوصل إلى اتفاق مع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وهذا ما يراه الرئيس التنفيذي لمؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات (FDD)، والخبير بشؤون السياسة الإيرانية في واشنطن، مارك دوبويتز، الذي يُعد من أشد المنتقدين للنظام الإيراني، وتم فرض عقوبات عليه من قِبل طهران في عام 2019؛ حيث يعتقد دوبويتز أن خامنئي يقف أمام خيارين مصيريين.
وقال دوبويتز، في حديثه لبرنامج "عين على إيران": "أعتقد أن المرشد الإيراني يواجه على الأرجح القرار الأكثر مصيرية في فترة ولايته، التي بدأت منذ 35 عامًا. هل سيختار التوصل إلى اتفاق نووي سلمي، أم سيسمح للولايات المتحدة وإسرائيل بتدمير برنامجه النووي وربما الإطاحة بنظامه؟".
وأضاف: "إن النظام الإيراني على المحك، وقد يشهد هذا العام إما سقوط أكثر من 40 عامًا من الحكم الإسلامي في إيران، أو قد يساعد في الحفاظ على النظام".
وقال دوبويتز: "أعتقد أن عام 2025 سيكون عامًا مثيرًا للاهتمام. قد تسير الأمور في اتجاه آخر؛ حيث يمكن أن يتم التوصل إلى اتفاق نووي قد يكون سيئًا للولايات المتحدة وإسرائيل والمنطقة. هناك خطر من أن يقوم الرئيس ترامب بعقد صفقة سيئة ويطلق عليها: أعظم صفقة تم التفاوض عليها على الإطلاق".
وأعلن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، علنًا أنه يفضل الدبلوماسية على الحرب مع إيران، وخلال حملته الانتخابية وعد بـ "إنهاء الحروب".
وكجزء من الجهود الدبلوماسية، أرسل ترامب رسالة إلى خامنئي يعرض فيها التفاوض حول الملف النووي، مع إعطاء إيران مهلة شهرين للتوصل إلى اتفاق أو مواجهة عواقب وخيمة، وفقًا لتقارير موقع "أكسيوس" الإخباري الأميركي.
وهذا النهج يُظهر أن الولايات المتحدة تستعد لجميع السيناريوهات، بدءًا من التفاوض، وصولاً إلى العمل العسكري.
وقال دوبويتز: "إدارة ترامب تدرك تمامًا أن عام 2025 هو عام حاسم، والرئيس ترامب لن يسمح للنظام الإيراني بالحصول على أسلحة نووية".
ولا يزال رد فعل إيران غير واضح، خاصة في ظل الضعف الداخلي الذي تعانيه البلاد مع تزايد المعارضة، وانهيار العملة، وفقدان النفوذ الإقليمي مع تدهور وضع حلفائها في لبنان وسوريا.
وقال دوبويتز: "هناك الكثير من الخطاب المبالغ فيه. قدراتهم لا تتطابق مع تهديداتهم".
وأوضح الإسرائيليون أنهم مستعدون لتنفيذ ضربات عسكرية ضد المنشآت النووية الإيرانية، ويعتقد دوبويتز أن الولايات المتحدة ستقدم دعمًا محدودًا لمثل هذه الإجراءات، سواء من خلال مشاركتها في عمل عسكري مشترك، أو دعم إسرائيل في جهودها.
كما يبقى من غير الواضح مدى تأثير إسرائيل على الولايات المتحدة، وما إذا كان بإمكان الأميركيين إقناع روسيا بالانقلاب ضد إيران من خلال وقف إطلاق النار في أوكرانيا لخدمة مصالح موسكو.
ومن المقرر أن يلتقي وفد إسرائيلي رفيع المستوى مسؤولين أميركيين في البيت الأبيض، الأسبوع المقبل، لمناقشة الملف الإيراني.
وقال دوبويتز إن هذا جزء من استراتيجية ترامب لخلق نفوذ ضد نظام طهران. لكنه أضاف أن أي حرب محتملة لن تشبه التحالفات، التي قادتها الولايات المتحدة في أفغانستان والعراق، بل قد تشمل أهدافًا دقيقة ضد موانئ وقواعد الحرس الثوري الإيراني، بما في ذلك السفن التجسسية التي تدعم الحوثيين.
وتابع دوبويتز: "سنخلق الردع من خلال العقاب".
وعلى الرغم من أن قادة إيرانيين، مثل قائد الحرس الثوري، حسين سلامي، قد وجهوا تحذيرات شديدة اللهجة بشأن "ردود فعل قاسية وحاسمة ومدمرة"، فإن دوبويتز يعتقد أن قدرات طهران أقل من تهديداتها. ومع أنه يرى أن النظام الإيراني نظام ضعيف، لكنه قادر على نشر الفوضى عالميًا من خلال وكلائه وخلاياه النائمة.
ويركز نهج ترامب تجاه إيران على قطع جميع السبل المؤدية إلى حصول إيران على أسلحة نووية.
وبينما أشاد دوبويتز بسياسة الإدارة الأميركية الحالية تجاه إيران، حتى الآن، إلا أنه قال إن واشنطن فشلت في تقديم الدعم الأقصى للشعب الإيراني.
وأكد أن وجود النظام الديني يعني أن أي اتفاق، بغض النظر عن عدد الضمانات، لن يكون فعالاً على المدى الطويل.
وقال دوبويتز: "أفضل طريقة لمنع إيران من الحصول على قنبلة نووية، ولمنع العدوان في الشرق الأوسط والغرب هي الإطاحة بنظام طهران".
وأضاف: "أعتقد أن هذا النظام سيسقط، ولكننا بحاجة إلى أن نكون جادين بشأن هذا، وأن نتبنى سياسة دعم الشعب الإيراني للمساعدة في إسقاطه".
وشدد على ضرورة وجود آليات دعم عملية، بما في ذلك إنشاء صناديق لدعم الإضرابات العمالية، وتجاوز انقطاعات الإنترنت، وإطلاق عمليات إلكترونية لتعطيل أجهزة الأمن الحكومية خلال الاحتجاجات.
وقال دوبويتز: "سنكون مقصرين، إذا لم نكن مستعدين لدعم الشعب الإيراني في المرة المقبلة، التي يخرج فيها إلى الشوارع".
ولن تحدد القرارات، التي ستُتخذ في عام 2025، مستقبل إيران فقط، بل ستُعيد تشكيل المشهد الجيوسياسي في الشرق الأوسط وما بعده.
وسواء اختارت إيران الدبلوماسية أو الصراع، فإن تداعيات ذلك ستنتشر في جميع أنحاء العالم، فالمخاطر لا يمكن أن تكون أعلى من ذلك.