المبعوث الأميريكي: طهران بعثت رسائل عبر وسطاء لكنها أمام خيارين فقط الاتفاق أو الحرب
كشف ستيف ويتكاف، المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي دونالد ترامب لشؤون الشرق الأوسط، أن إيران بعثت رسائل إلى واشنطن عبر وسطاء، دون أن يذكر تفاصيل إضافية. وأكد أن طهران أمام خيارين فقط: إما الاتفاق أو المواجهة العسكرية.
جاءت تصريحات ويتكاف، يوم الجمعة 21 مارس، خلال مقابلة مع بودكاست تاكر كارلسون، حيث رد على سؤال حول ما إذا كانت السلطات الإيرانية قد تفاعلت مع رسالة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، قائلاً: “لست مخولًا بالكشف عن التفاصيل، لكن من الواضح أنهم ردّوا عبر قنوات غير رسمية، ومن خلال عدة دول ومسارات اتصال مختلفة.”
وأكد ستيف ويتكاف، أنه يرى فرصة حقيقية لحل الملف الإيراني عبر المسار الدبلوماسي، موضحًا: “ليس لأنني تحدثت مباشرة مع أحد في إيران، ولكن منطقيًا، يبدو أن هذا المسار يجب أن يُحل دبلوماسيًا. يجب أن يكون كذلك.”
وشدد ويتكاف على أن ترامب لا يسعى للحرب، لكنه لن يتردد في استخدام القوة العسكرية لمنع اندلاعها إذا لزم الأمر.
تأتي هذه التصريحات في وقت كرر فيه علي خامنئي، في خطابه يوم أمس الجمعة 21 مارس أن الولايات المتحدة لن تصل إلى نتيجة عبر التهديد في مواجهة إيران. وأضاف مهددًا: “نحن لا نبدأ أي حرب، لكن إذا قام أحد بعمل خبيث، فسيتلقى صفعة قاسية.”
كما انتقد خامنئي ما وصفه بـالتصريحات المتناقضة للمسؤولين الأمريكيين، دون أن يحدد أمثلة واضحة. ولم يشر بشكل مباشر إلى الرسالة التي أرسلها دونالد ترامب، لكنه كان قد أعلن في كبمته يوم 12 مارس أنه لم يتلقَّ أي رسالة من ترامب.
في انتظار رد رسمي من طهران
أكد ستيف ويتكاف، المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي دونالد ترامب لشؤون الشرق الأوسط، أن ترامب أرسل رسالة إلى إيران، مشيرًا إلى أنه كان من المفترض أن تكون الرسالة بالعكس، أي أن يرسل الإيرانيون رسالة إلى ترامب.
وفي حديثه مع تاكر كارلسون يوم الجمعة 21 مارس 2025، شدد ويتكاف على أن نظام الدفاع الجوي الإيراني تعرض لأضرار جسيمة خلال الهجوم الإسرائيلي، مما جعله أكثر عرضة للخطر. وأضاف: “هم اليوم في وضع هش أمام أي هجوم. إنهم دولة أصغر منا.”
أوضح ويتكاف أن استخدام القوة الحاسمة ضد إيران سيكون له عواقب وخيمة عليها، لكنه أصر على أن هذا ليس تهديدًا، بل مجرد واقع استراتيجي يجب أن تدركه طهران. وقال: “إذا كان الإيرانيون يستمعون، فليعلموا أن هذا ليس تهديدًا، لكنه واقع. هذا رئيس لديه السلطة لإصدار مثل هذا القرار.”
وأكد أن ترامب لم يرسل الرسالة من موقع ضعف، لأنه ليس رجلًا ضعيفًا، بل أحد أقوى القادة الذين رأيتهم في حياتي، وربما الأقوى على الإطلاق.”
مضمون رسالة ترامب إلى خامنئي
كشف ويتكاف أن الرسالة دعت إلى حل دبلوماسي بدلًا من المواجهة العسكرية. وقال: “مضمونها العام كان أن لا داعي لحل هذا النزاع عسكريًا. علينا أن نجلس ونتحدث ونزيل سوء الفهم. يجب أن يكون هناك برنامج تحقق لضمان عدم عسكرة برنامجكم النووي. أود أن نصل إلى هذه النقطة، لأن البديل لن يكون جيدًا.”
وأضاف أن ترامب مستعد لمنح إيران فرصة للعودة إلى المجتمع الدولي، ورفع العقوبات، والسماح لها بتنمية اقتصادها. وأشار إلى أن إيران كانت تملك اقتصادًا مزدهرًا في الماضي، لكنها اليوم تعاني من الضغوط، رغم أنه لا يوجد سبب يمنعها من العودة إلى العالم والانخراط في علاقات اقتصادية طبيعية.
أعرب ويتكاف عن اعتقاده بأن ترامب يسعى إلى التعامل مع إيران باحترام وبناء الثقة، إذا كان ذلك ممكنًا. وأضاف: “هذا هو التوجيه الذي قدمه إلى إدارته. آمل أن يرى الإيرانيون هذه المبادرة بشكل إيجابي. أنا شخصيًا آمل ذلك. سواء كنت جزءًا من هذه العملية أم لا، سأرحب بهذه الفرصة إذا أُتيحت لي.”