خامنئي: أميركا ستتلقى صفعة قاسية إذا هاجمتنا.. ولسنا بحاجة لوكلاء

قال المرشد الإيراني علي خامنئي، في كلمة يوم الجمعة 21 مارس، إن الولايات المتحدة لن تحقق شيئًا عبر التهديد في مواجهتها مع نظام الجمهورية الإسلامية، مكررًا تحذيره من أن إيران سترد في حال اندلاع مواجهة عسكرية.

وقال المرشد الإيراني علي خامنئي، دون الإشارة إلى أمثلة محددة، إن المسؤولين الأميركيين يطلقون تصريحات متناقضة.

ولم يشر خامنئي مباشرة إلى الرسالة التي بعثها دونالد ترامب، لكنه كان قد قال في خطابه يوم 12 مارس 2025 إنه لم يتلقَّ هذه الرسالة.

وفي وقت سابق، قال عباس عراقجي، وزير الخارجية، في البرنامج النوروزي لهيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية، إن رسالة ترامب كانت ذات طابع تهديدي، لكنه “يدّعي أيضًا أن هناك فرصًا متاحة.”

وساعات قبل تصريحات عراقجي، نقل موقع “أكسيوس” الإخباري عن مسؤول أمريكي ومصدرين مطلعين أن الرسالة كانت “حاسمة وشديدة اللهجة”، وتضمنت مهلة شهرين للتوصل إلى اتفاق نووي جديد.

كما قال خامنئي اليوم: “في الصراع بين الحق والباطل، النصر للحق، لكنه يدفع الثمن. وما جرى في العام الإيراني الماضي (21 مارس 2024 حتى 21 مارس 2025) كان من هذا القبيل.”

وأضاف: “في العام الإيراني الماضي فقدنا شخصيات إيرانية ولبنانية بارزة. كان ذلك مصيبة بالنسبة لنا.”

المرشد الإيراني: لسنا بحاجة إلى وكلاء

وصف علي خامنئي تصريحات المسؤولين الأوروبيين والأميركيين التي تصف بعض الجماعات في المنطقة بأنها “قوات تعمل بالوكالة عن إيران” بأنها “إهانة” لهذه الجماعات.

وأكد قائلًا: “ما معنى الوكلاء؟ نظام الجمهورية الإسلامية ليس بحاجة إلى وكلاء. هؤلاء لديهم دوافعهم الخاصة ويقاومون بأنفسهم.”

بعد سلسلة من الضربات التي وجهتها الولايات المتحدة وإسرائيل إلى القوات الموالية لإيران خلال العام الماضي، أكد بعض المسؤولين الإيرانيين أن هذه الجماعات تعمل بشكل مستقل.

وفي 22 ديسمبر 2024، نفى علي خامنئي مجددًا ارتباط إيران بالجماعات المسلحة في المنطقة، قائلًا: “يكررون القول بأن نظام الجمهورية الإسلامية فقد قواته الوكيلة في المنطقة، وهذا خطأ آخر. إيران لا تمتلك قوات بالوكالة.”

كما صرّح حسين سلامي، القائد العام للحرس الثوري، يوم الأحد 16 مارس 2025، بأن جماعة الحوثيين في اليمن هي “جماعة مستقلة” تتخذ قراراتها الاستراتيجية والعملياتية بنفسها.

وتأتي هذه التصريحات رغم أن طهران قدمت دعمًا ماليًا وعسكريًا واسعًا للحوثيين في اليمن، بالإضافة إلى فصائل مسلحة أخرى في العراق ولبنان وفلسطين على مدار السنوات الماضية.

خامنئي: لا دور لي في التخطيط الاقتصادي

قال المرشد الإيراني علي خامنئي، في جزء آخر من خطابه، إن “شعبنا دافع عن النظام رغم كل المشاكل الاقتصادية، ورأى الأعداء أن الشعب الإيراني متمسك بالجمهورية الإسلامية.”

وأضاف، مشيرًا إلى تسمية العام الماضي بـ”الاستثمار من أجل الإنتاج”، أن الإنتاج يحتاج إلى استثمارات، لكنه شدد على أن “مجرد ذكر الاستثمار يجعل البعض يفكر فورًا في الاستثمار الأجنبي.”

وأكد خامنئي أن الاستثمار يجب أن يكون محليًا، داعيًا إلى توجيه رؤوس الأموال نحو القطاعات الإنتاجية بدلًا من “الإنفاق على أمور ضارة مثل شراء الذهب والعملات الأجنبية.”

ورغم هذه التوجيهات وحديثه المستمر عن الاقتصاد، قال خامنئي إنه لا يتدخل في التخطيط الاقتصادي، معتبرًا أن هذه المهمة تقع على عاتق الحكومة.

وكان خامنئي قد أطلق على العام الإيراني الماضي شعار “قفزة الإنتاج بمشاركة الشعب”، لكن جميع المؤشرات الاقتصادية في إيران شهدت تراجعًا خلال هذا العام.