زلزال قوي يضرب إيران بالقرب من منشأة نطنز النووية

أظهرت صور بثتها وسائل الإعلام الرسمية في إيران فرق الهلال الأحمر، أثناء قيامها بتقييم الأضرار الناجمة عن الزلزال القوي، الذي ضرب قرى أريسمان وجاريان وخفر، بالقرب من منشأة نطنز النووية الإيرانية، بهدف تنسيق جهود الإغاثة.

وكان زلزال بقوة 5 درجات على مقياس ريختر قد ضرب منطقة بادرود، وسط إيران، أمس الخميس 20 مارس (آذار)، مما تسبب في اهتزاز المناطق الواقعة على بُعد نحو 26 كيلومترًا (16 ميلاً) من منشأة نطنز النووية، الموقع الرئيس لتخصيب اليورانيوم في إيران.

ولاحقًا، وقعت هزة ارتدادية ثانية بلغت قوتها 4.5 درجة في تمام الساعة 1:03 مساءً بالتوقيت المحلي لطهران، وفقًا للمركز الإيراني لرصد الزلازل.

ولم تصدر السلطات الإيرانية أي بيانات حول التأثير المحتمل للهزة الأرضية على المنشأة النووية. لكن مسؤولين محليين أبلغوا عن تحطم نوافذ عدة مبانٍ سكنية في القرى القريبة، في حين لم يتم الإبلاغ عن أي خسائر بشرية حتى الآن. وأكد رئيس إدارة الأزمات في محافظة أصفهان، رضا موسوي، أن فرق التقييم الطارئة تقوم حاليًا بمسح المناطق المتضررة.

منشأة نطنز النووية

تقع منشأة نطنز النووية، وهي في معظمها تحت الأرض، في قلب البرنامج النووي الإيراني المثير للجدل، وقد تعرضت لعمليات تخريب سابقة؛ ففي يوليو (تموز) 2020، تسبب انفجار في مصنع تجميع أجهزة الطرد المركزي بالمنشأة في أضرار جسيمة، وألقى المسؤولون الإيرانيون لاحقًا باللوم على أعمال تخريبية. وبعد أقل من عام، وتحديدًا في إبريل (نيسان) 2021، تعرضت المنشأة لهجوم آخر كبير؛ حيث اتهمت إيران إسرائيل مباشرة بتنفيذه.

ووقع هجوم 2021 بعد فترة وجيزة من تشغيل أجهزة طرد مركزي متقدمة جديدة، وأفادت مصادر استخباراتية أميركية لصحيفة "نيويورك تايمز" لاحقًا بأن الضربة دمرت نظام الطاقة الداخلي المستقل للمنشأة، مما أدى إلى تأخير أنشطة التخصيب لعدة أشهر.

وفي العام الماضي، استهدفت غارة جوية إسرائيلية نظام الدفاع الجوي "S-300" بالقرب من أصفهان، وهي المحافظة نفسها التي تضم منشأة نطنز، مما أثار مخاوف أمنية إقليمية.

ويأتي وقوع الزلزال بالقرب من المنشأة النووية الإيرانية، في وقت حساس؛ حيث يستعد المسؤولون الأميركيون والإسرائيليون لعقد مشاورات رفيعة المستوى في واشنطن، الأسبوع المقبل؛ لمناقشة البرنامج النووي الإيراني والخيارات الدبلوماسية المحتملة. ومع تصاعد التوترات، يحذر المحللون من أنه حتى الأحداث الطبيعية بالقرب من المواقع الحساسة يمكن أن تزيد من حدة المخاوف الجيوسياسية.

ولا تزال منشأة نطنز النووية نقطة ساخنة في ظل تزايد القلق والترقب الدولي؛ حيث أعربت الوكالة الدولية للطاقة الذرية (IAEA) مؤخرًا عن قلقها إزاء مخزون إيران المتزايد من اليورانيوم شبه المخصب بدرجة قريبة من الاستخدام في الأسلحة النووية.