مجموعة "لَب دوُختِكان" السیبرانية: قطعنا بالكامل شبكة الاتصالات لـ 116 سفينة إيرانية
أفاد تقرير حصلت عليه “إيران إنترناشيونال” بأن مجموعة "لَب دوُختِكان" السيبرانية استهدفت الشبكة الاتصالية لـ 116 سفينة تابعة لشركتين إيرانيتين كبيرتين، ما أدى إلى قطع اتصالها ببعضها البعض، وكذلك بالموانئ والعالم الخارجي.
وأعلنت المجموعة، التي سبق لها كشف أنشطة سيبرانية وعسكرية إيرانية، أن عمليتها الإلكترونية أدت إلى تعطيل الاتصالات في 50 سفينة تابعة لشركة الناقلات الوطنية الإيرانية و66 سفينة تابعة لشركة الشحن البحري الإيرانية.
وتخضع معظم هذه السفن لعقوبات وزارة الخزانة الأميركية، والمملكة المتحدة، والاتحاد الأوروبي.
ووفقًا للمجموعة، فإن استعادة الاتصالات بالكامل عبر الشبكة الخاصة بهذه السفن قد يستغرق عدة أسابيع، وخلال هذه الفترة لن يكون أمامها سوى استخدام وسائل اتصال محدودة للتواصل مع العالم الخارجي.
وأكدت "لَب دوُختِكان" (الأفواه المكممة) أن هدفها كان “تعطيل النظام الإيراني في ذروة الضربات القوية التي يشنها الجيش الأمريكي على مواقع الحوثيين”.
وتتهم المجموعة شركتي الشحن البحري والناقلات الإيرانية بالمشاركة في أنشطة “إرهابية”، من بينها إرسال أسلحة إلى الحوثيين في اليمن.
كما أوضحت أن هذه الهجمة السيبرانية جاءت بمناسبة إطلاق صفحتها الجديدة على تلغرام في الذكرى السادسة لتأسيسها، بهدف إثبات حجم وعمق تعاون أفراد من داخل النظام الإيراني مع المجموعة.
وسبق أن كشفت "لَب دوُختِكان" في عمليات سابقة هويات عدد من عناصر استخبارات الحرس الثوري وأفراد وحدة الحرب السيبرانية التابعة له عبر نشر صور ومعلومات عنهم.
ما خصائص شبكة الاتصالات الخاصة بالسفن التابعة لإيران والشركة الوطنية لناقلات النفط ؟
لا توجد معلومات دقيقة ومفصلة متاحة للعامة بشأن شبكة الاتصالات الخاصة بالسفن الإيرانية، ولا سيما أسطول الشركة الوطنية لناقلات النفط.
ومع ذلك، استنادًا إلى التقارير المتاحة والبيانات المتفرقة والتحليلات غير المباشرة، يمكن القول إن هذه السفن تعتمد على أنظمة اتصالات متنوعة تشمل تقنيات فضائية وراديوية وأنظمة رقمية متقدمة. وتستخدم هذه الشبكات لأغراض مختلفة، بما في ذلك التنسيق العملياتي، ونقل البيانات، والملاحة، سواء في المجالات التجارية أو اللوجستية أو العسكرية.
الاتصالات الفضائية
من المحتمل أن تعتمد السفن المحيطية، سواء التجارية أو العسكرية، وخاصة ناقلات النفط العملاقة التابعة للشركة الوطنية لناقلات النفط الإيرانية، التي تتولى نقل النفط الخام الإيراني إلى الأسواق العالمية، على أنظمة اتصالات فضائية مثل VSAT (المحطة ذات الفتحة الصغيرة جدًا). وتوفر هذه التقنية إمكانية نقل البيانات الصوتية والمرئية والنصية في المياه الدولية.
وتشير التقارير إلى أن إيران تستخدم الأقمار الصناعية المحلية أو تتعاون مع دول مثل روسيا والصين في العمليات الحساسة، بما في ذلك السفن العسكرية أو ناقلات النفط التي تنفذ مهام استراتيجية، رغم أن التفاصيل الفنية لهذه الأنظمة لم تُعلن رسميًا.
الاتصالات الراديوية
لا تزال الأنظمة الراديوية التقليدية التي تعمل بترددات VHF و HF تؤدي دورًا أساسيًا في الأساطيل التجارية والعسكرية، وخاصة في سفن الشركة الوطنية لناقلات النفط الإيرانية. تُستخدم هذه الأنظمة في الاتصالات قصيرة المدى، سواء بين السفن أو بين السفن والموانئ، إضافة إلى التنسيق داخل المرافئ.
فعلى سبيل المثال، تعتمد ناقلات النفط التابعة للشركة الوطنية لناقلات النفط الإيرانية، التي تعمل على مسارات مثل الخليج الفارسي والبحر الأبيض المتوسط وشرق آسيا، على هذه الأنظمة للتواصل مع الموانئ والسفن الأخرى.
التحديات
تواجه شبكة الاتصالات الخاصة بسفن إيران، بما في ذلك أسطول الشركة الوطنية لناقلات النفط الإيرانية، تحديات كبيرة. حيث تقيّد العقوبات الدولية، خاصة من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، الوصول إلى التقنيات المتقدمة والخدمات التأمينية.
بالإضافة إلى ذلك، بعد انفجار أجهزة الاتصال الخاصة بحزب الله في سبتمبر 2024، أفادت وكالة رويترز في أكتوبر 2024 بتفتيش موسع للأجهزة الاتصالية من قبل الحرس الثوري، مما يدل على القلق من الاختراق أو الضعف في هذه الأنظمة. كما تتعرض ناقلات النفط التابعة للشركة الوطنية لناقلات النفط الإيرانية، بسبب دورها الحيوي في صادرات النفط، لتهديدات سيبرانية وبدنية.
النشاط في ظل العقوبات
وفقًا لبعض التقارير، تتوقف ناقلات النفط التابعة للشركة الوطنية لناقلات النفط الإيرانية أحيانًا في المياه الإقليمية الإيرانية أو بالقرب من الحدود المائية في انتظار العملاء. ترافق هذه التوقفات حركة بطيئة بسبب المخاوف الأمنية، لتجنب الأضرار المحتملة. غالبًا ما يُستخدم هذا الاستراتيجية للتهرب من العقوبات والعثور على مشترين في الأسواق غير الرسمية.