وثائق جديدة تُظهر تورط النظام الإيراني في هجمات 7 أكتوبر
أصدر مركز المعلومات والإرهاب الإسرائيلي وثائق تُظهر أن طهران لعبت دورًا رئيسيًا في تمويل وتنسيق هجمات حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023.
ووفقًا لهذه الوثائق، فقد وضع النظام الإيراني، إلى جانب حزب الله وحماس، خطة شاملة لشن هجوم متعدد الجبهات ضد إسرائيل.
ونشرت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" تقريرًا مفصلًا، استنادًا إلى وثائق تم العثور عليها في غزة، يُبرز الدور الأساسي لطهران، إلى جانب حماس وحزب الله اللبناني، في الهجمات التي وقعت في 7 أكتوبر 2023.
وتُظهر الوثائق الجديدة أنه في عام 2019، وقّعت حماس اتفاقية دفاع مشترك مع فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني.
وتُشير وثيقة صادرة عن مكتب يحيى السنوار، رئيس المكتب السياسي لحماس آنذاك، إلى أن هذا الاتفاق تضمّن تنسيقًا واسع النطاق لحرب متعددة الجبهات ضد إسرائيل، بهدف نهائي يتمثل في "تحرير القدس".
تمويل العمليات العسكرية
بعد الهجوم الإسرائيلي الذي استمر 11 يومًا في مايو (أيار) 2021 على حماس والجهاد الإسلامي في غزة، والذي عُرف باسم "حارس الأسوار"، سعت حماس إلى تأمين تمويل لعملياتها العسكرية المستقبلية. وتُشير الوثائق الجديدة إلى أنه بعد شهر واحد من تلك العملية، أرسل كل من يحيى السنوار، ومحمد الضيف (القائد العسكري لحماس)، ومروان عيسى (نائب الضيف) رسالة إلى إسماعيل قاآني، قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني.
وطلبت الرسالة 500 مليون دولار كدعم مالي لتغطية تكاليف العمليات العسكرية خلال العامين التاليين. وجاء في نص الرسالة: "نحن واثقون أنه في غضون هذين العامين أو خلالهما، بإذن الله، سنتمكن من اجتثاث إسرائيل، وسنغيّر وجه المنطقة معًا."
سيناريوهات الحرب المتعددة الجبهات
تُشير وثائق داخلية لحماس إلى أن طهران وضعت سيناريوهات مختلفة لحرب متعددة الجبهات ضد إسرائيل.
السيناريو الأول (المُفضل): كان يقوم على شن هجوم شامل من جميع الجبهات، بمشاركة كل فصائل محور المقاومة، باستثناء إيران نفسها. وكان من المخطط تنفيذ هذا الهجوم خلال أحد الأعياد اليهودية، وخاصة عيد الفصح. وكان من المقرر أن تُشارك قوات من اليمن، والعراق، وسوريا في الهجوم، إلى جانب تنفيذ عمليات حرب عصابات على الحدود الأردنية، مع هجوم واسع من قبل حزب الله اللبناني.
السيناريو الثاني: كانت حماس ستلعب الدور الرئيسي في الهجوم، بينما يُشارك حزب الله بقوة تتراوح بين 25 في المائة إلى 33 في المائة من قدراته العسكرية، مع احتفاظه بباقي قواته لردع أي هجوم إسرائيلي مضاد. كما كان من المقرر أن تشارك الفصائل الأخرى من محور المقاومة من جبهات مختلفة في الحرب.
تمت دراسة كل من هذين السيناريوهين بعناية في وثائق حماس، كجزء من التخطيط لحرب متعددة الجبهات ضد إسرائيل.
استعدادات محور المقاومة قبل هجمات 7 أكتوبر
تُشير الأحداث التي سبقت الهجوم إلى أن فصائل محور المقاومة كانت تستعد لعملية واسعة النطاق.
وفي سبتمبر (أيلول) 2021 (بعد ثلاثة أشهر من بدء المراسلات في مايو (أيار) 2021)، عُقد مؤتمر في غزة بعنوان "وعد الآخرة– فلسطين بعد التحرير". وخلال هذا المؤتمر، ناقشت الفصائل الفلسطينية علنًا إدارة الأراضي الإسرائيلية بعد تحريرها، من النهر إلى البحر. وركّز البيان الختامي للمؤتمر على "تطهير فلسطين من اليهود، والتخلص من العناصر المتسللة إلى العالم العربي والإسلامي".
في مايو 2023 (خمسة أشهر قبل هجمات 7 أكتوبر)، ألقى حسن نصرالله، زعيم حزب الله، خطابًا قال فيه: "اليوم، الأمل في تحرير فلسطين من النهر إلى البحر أقوى من أي وقت مضى."
هل ستُنفذ إيران وحماس هجومًا جديدًا؟
يرى مركز المعلومات والإرهاب الإسرائيلي، الذي نشر هذه الوثائق، أن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية لم تأخذ هذه التهديدات على محمل الجد، بل اعتبرتها مجرد خطابات دعائية.
وخلصت الدراسة إلى أنه على الرغم من أن حماس وحلفاءها تعرضوا لضربات قوية منذ 7 أكتوبر، فإن طموحاتهم للقضاء على إسرائيل لم تتلاشَ.
وجاء في التقرير: "على المدى البعيد، إذا تمكنت حماس من إعادة بناء نفسها، فليس من المستبعد أن تفكر مجددًا في القضاء على إسرائيل كخطة قابلة للتنفيذ."